تعيش قبيلة السينمائيين هذه الايام حالة من التفاؤل التي ضربت بأطنابها على خلفية وعود والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر الذي ابدى استعداده بقبول التوصيات التي تطالب باقامة ثلاث دور عرض بالعاصمة المثلثة. هذا الحديث جعل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة تفتح شهيتها لتناول قضية السينما بأوجهها المختلفة. خاصة واننا نعلم ان السينما في السودان مرت بحالة تدهور مريع ادى لتوقفها في كثير من دور العرض، اذ تمثل البنيات التحتية لها الازمة الكبرى، فكثير من دور العرض تم اغلاقها ومنها ما تحولت لمواقف مواصلات مثل سينما الخرطوم غرب واخرى تم بيعها لمستثمرين مثل سينما ود مدني التي تحولت بعدها لسوق تجاري، وقائمة النماذج تطول. (نجوع) فتحت القضية وتناولت محاور عديدها نوضحها في السطور التالية: وعود الولاية وكان د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم قد اكد عدم صدور قرار من الدولة بتصفية دور السينما ولا توجد أي مشكلة في التصديق لقيام دور للسينما لإيمانهم بان السينما جزء من عوامل تشكيل وجدان السودان مشيراً إلى أن ظروفاً برزت مع ثورة الاتصالات ساهمت في تراجع أهمية السينما في حياة الناس بيد أنه أكدّ دعم الولاية لأي إنتاج سينمائي خاصةً أن السودان ثري بثقافاته وأدابه وفنونه مما يشكل رصيداً زاخراً لإنتاج أفلام سينمائية يمكن أن تنافس وتشارك في المهرجانات العالمية.. وأعلن الوالي قبوله لتوصية إقامة ثلاث دور عرض سينمائية في كل من الخرطوم وأم درمان وبحري مؤكداً جاهزية الولاية للتصديق بإنشاء هذه الدور وتسهيل الإجراءات وتنفيذ ما يلي الولاية من التزامات في هذا الجانب. سينما ود مدني سينما ود مدني كانت سينما رائدة منذ سنوات عديدة، حيث تعتبر متنفساً للمواطنين الذين كانوا يتوجهون إليها من داخل المدينة وخارجها، لكن فقد تم بيعها لمستثمر وتم تحويلها لسوق تجاري، وللأسف فقد أصبحت مرتعاً للحمير والدواب مما أثار امتعاض عدد من المهتمين والمتابعين الذين ناشدوا جهات الاختصاص بضرورة إحياء سينما ود مدني التي لقيت حتفها على أيدي الاستثمار بحسب محدثي الذي رفض الافصاح عن هويته. نحتاج بنيات أساسية أوضح الأمين العام لاتحاد السينما الأستاذ عبادي محجوب ان العام 2014م هو عام الثقافة بانواعها ممثلة في المسرح والسينما وهما عصب الثقافة منذ نشأة الفنون، والسينما تعد الفن السابع. واذا كان هذا هو عام الثقافة من منطلق حديث والي الولاية الذي بشر بحديث السيد الرئيس بضرورة فتح ثلاث دور عرض سينمائية في كل من الخرطوم ام در مان بحري. وأضاف: ان هذا الوعد يعتبر نقطة البداية، ونحن لا نقول يجب على الدولة ان تصرف على صناعة السينما بشكل كبير ومباشر ولكن يجب عليها ان توفر بنيات اساسية متمثلة في دور العرض والتجمعات السينمائية الراقية التي ارتبطت في كل دول العالم بالاحياء والمولات التجارية وأصبحت السينما واحدة من مصادر الدعم الاقتصادي للدولة وهي بالتالي تكون مكاناً للثقافة بجانب مكان للتسوق ومكان للسياحة اذ ان أي عاصمة في العالم لا تخلو من مقهى أو دار عرض سينمائي. وعود مختلفة ويرى عبادي محجوب أن هذه المرة الوعد الذي قطعه السيد الوالي يختلف عن الوعود السابقة التي ظلت تقدمها وزارة الثقافة وغيرها من جهات الاختصاص، وهذه المجموعة او القبيلة السينمائية التي هُضمت حقوقها لفترة طويلة من الزمن يجب ان تعود ليس للسينمائيين فقط ولكن كراس مالية وطنية ساهمت في نشر الثقافة ودعمت الصحة والتعليم. وهم أصحاب دور العرض الحقيقيين الذين يجب على الدولة ان ترد لهم الجميل ونحن نتمسك بهذا الوعد الذي قطعه السيد الوالي ونعوّل كثيراً على اللجنة العليا للسينما التي كونها السيد الوزير الطيب حسن بدوي وسوف نتابع القضية مع السيد الوزير والسيد الوالي حتى يرى المشروع الضخم النور، كما اننا يجب ان نساعد اصحاب دور العرض بالتعاون مع الجهات الرسمية الدولة لكي تعود هذه الدور للعرض السينمائي ولا بد من عودة الانتاج السينمائي او مؤسسة الدولة للسينما. وطالب عبادي محجوب كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة بان تقف يداً واحدة مع قبيلة السينمائيين بان تسلط الضوء في إعادة وتأهيل دور العرض السينمائي ونشر الوعي الثقافي للسينما. ضرورة تصحيح خطأ الدولة ناشد الإعلامي الأستاذ عبد الرحيم بشير في حديث له مع الزميلة (المجهر) الدولة بان تهتم وتعمل على تصحيح خطأها بعودة السينما ودعمها لكي تعود أكثر مواكبة، وقال: يتمتع السودان بكل مقومات الانتاج السينمائي الجاذب، ومنذ بدايات عهد السينما الصامتة كان السودانيون يعشقون هذا الفن ويتذوقونه، لذا فمن الممكن ان نتفاءل بميلاد سينما سودانية عربية ذات معالجات متميزة تلقي الضوء على الجانب الإفريقي الثري والغني شكلاً وموضوعاً.