فتحية موسى السيد: تعيش دارفور منذ أكثر من عشر سنوات في مشكلة الحرب بعد أن تشرد إنسان الولاية بسبب الاشتباكات بين القوات المسلحة والحركات المسلحة. وبما أن وتيرة الأزمة في دارفور أخذت تتفاقم يوماً تلو الآخر وفشلت كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة لاحتوائها بواسطة الوساطات في انجمينا وأبوجا والدوحة. الأجندة عبر الحوار مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور قال إنه لن يفلح أحد في تحقيق أهدافه السياسية عبر السلاح بدارفور في وقت جدد دعوته للحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاقية الدوحة للحوار والتشاور من أجل تحقيق السلام. وقال إن أبواب الحوار ستظل مفتوحة للجميع، وطالب غندور الذي خاطب الاثنين المنصرم فاتحة أعمال تشكيل لجنة التنفيذ للحوار «الدارفوري الدارفوري» بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، بنبذ القبلية والفرقة والشتات وتحقيق الأهداف السياسية عبر الحوار والتشاور وقال: أهل دارفور باتوا يتطلعون إلى السلام وأن الاجندات لن تتحقق إلا عبر الحوار. مطالباً بوضع حد للخلافات والانقسامات التي أصابت أهل الاقليم. وأوضح أن الحوار الدارفوري الذي انطلقت أعماله يجيء متزامناً مع الحوار الوطني الذي اطلقه الرئيس مؤخراً، مجدداً دعوته لحاملي السلاح للاحتكام لصوت العقل وتناسي مرارات الماضي، وقال ان البندقية لن تخدم قضية وآن الأوان ليستريح اهل دارفور وان يجدوا من الخدمات ما يرضي طموحاتهم وتابع تعالوا الى كلمة سواء، الفيصل فيها اننا ابناء شعب واحد وان لنا هدف واحد هو دارفور . شمباس قبول الحوار دعوة رسمية وواضحة أطلقها رئيس بعثة اليومنيد محمد بن شمباس لاهل دارفور، لقبول عملية الحوار باعتبارها الوسيلة لتحقيق السلام مؤكداً مشاركة اكثر من «10» أشخاص في عملية الحوار «الدارفوري الدارفوري» المزمع عقده الاسبوع الاول من يونيو المقبل بمدينة الفاشر. وأشار بن شمباس الى ان البعثة ستقوم باختيار ممثلين من كافة مكونات المجتمع بمختلف المحليات، ويجري الان التشاور الداخلي بشكل صحيح وتدريب لاهل دارفور للمشاركة الفعالة والتعبير عن همومهم وشواغلهم في الحوار الوطني المقترح، لافتاً الى أن لجنة التنفيذ التي تم تكونها هي أمر بالغ الاهمية وتضم شخصيات بارزة من دارفور، في السياق أشار رئيس آلية تنفيذ الحوار الدارفوري صديق ودعة الى ان الدعوات للحوار ستقدم لكافة قطاعات المجتمع المدني والنازحين معتبراً أن الحوار أساس للتعايش السلمي والاجتماعي بالاقليم. وأكد مواصلة جهوده في الاتصال بالحركات الرافضة للانضام لعملية الحوار، وأوضح أن عملية الحوار ستبدأ مطلع يونيو وتستمر حتى ديسمبر لمدة ستة أشهر يتخللها العديد من الورش والمناقشات. المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر أشار ل«الإنتباهة» بان الحوار الدارفوري يعد بداية التدشين للجنة التنفيذية للحوار، واضاف حدثت عملية سلمية لدارفور لمراجعة دفتر الهوية بعد التفاوض والمانحين وتكوين السلطة، خاصة ان الامور وصلت في دارفور لوضع يحتاج فيه لحوار واتاحة الفرص لاهل دارفور للحديث من اهل دارفور انفسهم في إطار دولي معلوم، سيما مع الحركات المسلحة واضاف خاطر ليس بالضرورة أن ينهي هذا الحوار الصراع في دارفور، بقدر ما هو حوار ضروري لتطوير العملية السلمية والاقتصادية وتهيئة الاقليم لحوار أشمل، ووضع الحركات المسلحة للسلاح في المستقبل القريب لتنعم المنطقة بالراحة والاستقرار. إغلاق الباب وينبغي هنا التذكير أنه وبالتوقيع على وثيقة الدوحة أغلقت الحكومة باب التفاوض الخارجي وعليه ف «من أراد السلام فعليه العودة إلى الداخل» هذا ما قطعه بالقول رئيس الجمهورية عمر البشير في حديث سابق له امام اجتماع شورى المؤتمر الوطني في أعقاب توقيع الاتفاق الإطاري للوثيقة بالعاصمة القطرية، و بهذا الحديث قطع الطريق أمام الأصوات الداعية للبحث عن اتفاق آخر غير وثيقة الدوحة وقتها وزاد بقوله: «الحكومة لن تفتح أي جبهة جديدة للحوار حول أزمة دارفور بعد إقرار وثيقة السلام بشأن الإقليم من خلال منبر الدوحة التفاوضي»، لأنها جاءت بعد معاناة وكثمرة لمباحثات استمرت لنحو عامين ونصف العام، من أراد التوقيع على الوثيقة سنرحب به، ومن لم يوقع ستتجاوزه الأحداث ولكن لن نفتح أي حوار جديد مع أي جهة ولا يحلم بعد اليوم كائن من كان بأن يحمل السلاح ليجبر الحكومة على التفاوض معه. إقناع الحركات مواصلة للجهود الرامية السلام في دارفور التأم في مارس المنصرم ملتقى ام جرس بمبادرة من الرئيس التشادي ادريس ديبي، و صفها مراقبون بانها إضافة حقيقية لمخرجات السلام واتفاقية الدوحة وأن ملتقى أم جرس توصل إلى ثلاث قضايا، على رأسها إنهاء الحرب عاجلاً، وإحلال السلام، ومطالبة الحركات المسلحة بالجلوس إلى طاولة التفاوض للوصول إلى سلام عادل ودائم بدارفور، وطالب كافة القوى السياسية بضرورة القيام بدور إيجابي في التبشير بمخرجات الملتقى، وأشار فيه وزير العدل محمد بشارة دوسة، إلى أن آلية تنفيذ مقررات ملتقى أم جرس عقدت أكثر من عشرين تنويراً بولاية الخرطوم شملت قواعد ومكونات مجتمع دارفور، مضيفاًَ دخول المفاوضات جديدة، من هنا نقرأ نتائج سيناريو الحدث قبل بداياته ومخرجاته أيضاً، وهل مخرجات الملتقى الاول التي تدعو لتوسعة شراكة توصياته حتى تكون مبادرة ام جرس للسلام ملكاً لجميع السودانيين واهل دارفور معاً، كما أعلنت عنها تشاد واتصالهم بالحركات المسلحة، مؤكداً ان الملتقى الذي عول على النتائج وفق الاطروحات وإرسال رسالة ايجابية حتى تتم عملية إنجاح الملتقى، والحكومة التشادية ماضية في الأمر حتى يجتمع طرفا النزاع لطاولة التفاوض. أبرز التحديات يرى دكتور بابكر فضل أحد المهتمين بالشأن الدارفوري في حديثه ل«الإنتباهة» أن هذا الحوار حتماً سيفضي إلى تحديد معالم طريق سلام دارفور الحقيقي، الذي مر بمنعطفات إجرائية وتفاوضية معقدة، قادت الأطراف إلى التوصل لتفاهمات مشتركة أرضت أهل المصلحة بالتوقيع عليها جملة وتفصيلاً وقد لعبت دول عربية وأفريقية، دوراً كبيراً في السعي لاستقرار إقليم دارفور وإحباط كل المخططات والمؤامرات الأجنبية الرامية لإشعال نار الفتنة بالإقليم، ولعل من ابرز تحديات هذا الحوار هو عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وهي القضية الأبرز في مشكلة دارفور حيث يعتبر نجاح وفشل تحقيق إجماع وسط أهل دارفور بجانب التنسيق مع الحركات الأخرى وإقناعها بوثيقة الدوحة، إضافة لتحقيق مصالحة بين قبائل دارفور لإزالة آثار الحرب. ويضيف بابكر أن السيسي سيواجه بتحد آخر وهو قضية تحقيق التنمية في دارفور، بعد الدمار الهائل الذي ضرب بنياتها التحتية بسبب الحرب. مضيفاً، أن الانفلات الأمني في دارفور يمثل تحدياً مهماً لما يمثله من معوقات تعترض كل مشاريع التنمية والاستقرار في دارفور. وأوضح بأن أهل دارفور أنفسهم يحتاجون لبناء الثقة بينهم والمركز لتحقيق وإنزال كل اتفاق للسلام في دارفور ونوه إلى ضرورة إشراك الجميع في هذا الحوار لعملية إعادة الاستقرار والسلام في دارفور باعتبار أن الأمر لا يكتمل إلا بمشاركة الجميع.