ربما بكتابة ونشر هذا المقال والتحليل الذي كان نتيجة لقاء بالدكتور محمود حامد علي رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية بولاية غرب كرفان، ربما يتزامن ذلك مع تغيرات وتشكيلة في حكومة اللواء ركن أحمد خميس بخيت والي ولاية غرب كردفان إذا صحت ْ المصادر وربما حملت رياح ُ التغيير الرجل محمود من مقعده في البيئة إلى كرسي آخر.. وربما كانت سانحة غريبة أن ألقي (القبض) على الرجل صديقي دكتور محمود معتمد السلام بالفولة سابقاً رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية.. أن ألقاه وهو يمشي الهوينى لصلاة الظهر بالمسجد الكبير للخرطوم.. ولكن (خمشته) قبل الصلاة بدقائق ليجيبني على أسئلة ظلت تؤرق مضجعي ذات علاقة بهذه المجالس العليا والمفوضيات الكثيرة التي يعتبر مجلس البيئة أحد هذه المفوضيات.. سألته عن الفلسفة الإستراتيجية والاقتصاد ية التي قامت من أجلها هذه المفوضيات بولاية غرب كردفان؟ قال: «ما زال الناس لا يفرقون كثيراً بين هذه المفوضيات والمحليات. فالمحلية ذات سلطات تنفيذية في دائرة حدودها.. ولكن المفوضية تتجاوز ذلك في علاقتها الإستراتيجية على مستوى الولاية، فكل مفوضية حسب تفويضها.. منها ما يتعلق بالرحل والمسارات ومنها ما يتعلق بالبيئة إلى غير ذلك».. سألته عن السر الذي أودع في عقل حكومة سعادة اللواء خميس أهمية قيام مثل هذه المفوضيات؟. قال بعد أن عدل من جلسته.. قال باهتمام: «ذلك لأهمية ولاية غرب كردفان وخصوصيتها الإستراتيجية التي تعلمونها.. كان أن تم اختيار وقيام هذه المفوضيات» قاطعته: ولكن ما هي الأسس التي تم بها اختيار هذه المفوضيات؟ أجابني بسرعة استغربتها «طبعاً يا قور تم ذلك بواسطة الجهاز السياسي للمؤتمر الوطني واعتماد الوالي ذلك من قبل المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بالولاية». ثم طفق دكتور محمود يحدثني بإسهاب عن مهام المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية.. وذكر أنه من مهام هذا المجلس الحفاظ على التوازن البيئي.. وذلك بواسطة الأنشطة والبرامج المختلفة في مجالات الثروة الحيوانية والغابات والزراعة والبترول وكل مكونات البيئة.. وذكر أن هذه المشروعات يتم تنفيذها مع الجهات المختصة مثل الوزارات والمحليات وشركات البترول والشركات العاملة في مجالات أخرى غير النفط. وكان دكتور محمود واضحاً في شرحه لمهام مجلسه البيئي، حيث ذكر أن أهم دواعي قيام مجلس للبيئة ذلك النشاط النفطي الكبير في منطقة ولاية غرب كردفان.. ذلك أن البترول هو المشروع الإستراتيجي والاقتصادي الأول في السودان. فلا بد أن يكون هناك بعض ما يعتور المنطقة ويعرضها إلى عوامل ومخاطر البيئة.. مثل إزالة الأشجار الكبرى «الغابات».. وكذا التأثير السالب المباشر لمخلفات الصناعات على الإنسان والحيوان والنبات. قال محمود: يتم كل ذلك على مرأى واهتمام من السيد اللواء ركن أحمد خميس بخيت والي ولاية غرب كردفان.. واصفاً إياه الوالي بأنه خلق وزنةً في التركيبة المجتمعية لمكون النسيج الاجتماعي للولاية.