زكاة؟؟ لا .. لا أريد زكاة.. أريد حقوقي فقط بصعوبة شديدة، تبينت أذناي ما يقوله كامل، فالرجُلُ الذي فقد وظيفته بعد إصابته بشلل في الحبال الصوتية يتحدث بصوتٍ لا تستطيع سماعه جيداً إلا إذا ألصقت أذنك بشفتيه، ولكنني استطعتُ مع ذلك تبيُّن عبارته، التي نطقت بها حركات يديه ووجهه المتوترة، قبل شفتيه: زكاة؟ لا أريد زكاة .. «عبارته العصبية هذه، كانت رداً على اقتراح مني، أن يكتب طلباً لديوان الزكاة، أسعى معهُ في إيصاله إلى الديوان».. و الأخ كامل، ملاحظ صحة، كان حتى مايو الماضي ينتمي إلى وزارة الصحة ولاية الخرطوم، ثم أُصيب بشلل في الحبال الصوتية جعل تواصلهُ مع الجمهور عسيراً ومرهقاً، الأمر الذي حمل إدارته على إحالته إلى القومسيون الطبي، الذي جاء تقريره مفيداً عدم لياقته الطبية للمواصلة في وظيفته، الأمر الذي أسفر عن إنهاء عمله اعتباراً من أغسطس الماضي.. ولكن الرجل، الذي يعول أسرةً تتكون من عشرة أفراد، كلهم طلاب بمراحل التعليم المختلفة، لم يكن يملك مصدراً للرزق سوى وظيفته التي ظل يمارسها لأربعة عشر عاماً «ملاحظ صحة»، والتي أصبحت ماضياً.. تقدم بطلب إلى السيد والي ولاية الخرطوم ليصدق له ب«كشك» مرطبات يعول بريعه أسرته التي لا عائل لها سواه.. ولكن، يبدو أن خطابه لم يبلغ مقصده، بل إنه لم يتمكن حتى من مقابلة المدير التنفيذي بمحلية أم بدة التي كان يعمل بإدارة صحة البيئة التابعة لها.. فقرر الرجُل أن يعتمد على نفسه في إنشاء مشروع يعتاش منه وأسرته، طلب سلفية ألفي جنيه، من استحقاق نهاية خدمته البالغ فقط ثمانية آلاف جنيه، بعد أن اتفق مع حداد يصنع لهُ «طبلية».. ولكنهم انتظروا حتى أطل العيد، ثم صدقوا لهُ بألف جنيه فقط من مستحقاته «سلفية»!! وبالطبع لن يبقى هذا المبلغ الزهيد إلى ما بعد العيد، حتى يذهب كامل إلى الحداد !!..«تُرى، لماذا يُحالُ موظفٌ رقيق الحال إلى التقاعُد، دُون أن يتسلم استحقاقات نهاية خدمته حتى بعد ثلاثة أشهر من تاريخ تركه الخدمة، بل ولا يظفر حتى «بسلفية» من استحقاقاته الزهيدة التي لا تتجاوز ثمانية آلاف جنيه؟؟».. سيدي الوالي: هذا رجلٌ من رعاياك، بل هذه أسرة تتكون من عشرة أفراد، فقد عائلُها وظيفته بسبب الداء، و هو يصر مع ذلك على ألا يمد يده طالباً زكاة أو صدقة من أحد، يريد أن يعمل بيديه، ويطعم أسرته من عرقه .. وأظن، والله أعلم، أن حل مشكلة هذه الأسرة بتدبير مصدر رزقٍ لها، ليس مما يرهق حكومة الولاية.. * أتوقع أن يتلقى الأخ كامل محادثة من ولاية الخرطوم، على هاتفه 0121018026 بريد: الأخ الأستاذ / علي يس قبل أن يسري مشروع «مكافحة الارتجال» فلي الحق في أن أرتجل هذه المواضيع فإني بدأت قبل سريان القانون: كبري المحبة المكان: الخرطوم، الشارع المؤدي الى الكبري الجديد «النيل الأبيض» ما بين موقف جاكسون وموقف الإستاد وتحديداً مقابل مسجد جامعة السودان المقرن الثانوية سابقاً» المالك: محلية الخرطوم الإشراف: وزارة البنى التحتية الإدارة : الطرق والجسور المنفذ: شركة . للوهلة الأولى فرحت وانتابني شعور داخلي يميل إلى السعادة الوطنية وقلت إنه فعلاً زمن الإنجاز وسرحت بخيالي لأعيش هذا الحلم الجميل ورأيت فيما يرى المسكين «قفة ملاح ليها اضنين» لو لسة الناس فاكرين القفة رأيت فيها كل شيء، لحمة، أم فتفت، طماطم، ودكوة و و و و و ....«لا حول ولا قوة الا بالله سامحوني سرحت عشان كنت صائم، والحقيقة رأيت في خيالي أن هذه الأسماء الكبيرة من وزارة ومؤسسات وإدارات وشركة قد شيدت الطابق الثاني من الشارع وأصبحت المسافة التي لا تتعدى أو تساوي الكيلو متر الواحد معلماً جميلاً وعشان أكون مواكب العصر «معلماً حضارياً» وأصبحت الحركة انسيابية لا ازدحام، والسيارات تمر من فوق دون صدمتني وصدمتك، ولا المرايا دايرة تشيل رقبة الزول، وأقيف ياسواق خلي المرة الشايلة الشافع ديك تقطع، وبرضو و و و ... وانتبهت فجأة فزعاً بعدما أمسكت يدي تلك الطفلة التي تطلب «كرامة لله» من تلك الأسر التي امتهنت التسول وما أكثرهم في هذا المكان.. فقررت أن أتابع سير هذا المشروع الضخم على أرض الواقع «ما عندي مشكلة مواصلات ما في وأنا واقف وأحسن نستفيد من الزمن» فوجدت ثلاثة أعمدة امتلأت بملصقات لإعلانات الحفلات الغنائية «حاجة كويسة للمشروع الحضاري ومافيها تشويه للمعلم» ثم عدت بنظري الى ناحية لوحة المشروع وقرأت.. مشروع كبري عبور مشاه !!!! وتلك الجهات القائمة على المشروع والتي كتبتها أولاً ثم التفت أخرى لأجد والحمد لله أن الكبري مكتمل كإنجاز غير مسبوق وتقدمت نحوه لأنال شرف ملامسته ولكن سبقني نحوه ذلك الفتى ممسكاً بموبايله ومتحدثاً بصوت جهوري .. أنا جنب الكبري المرمي في الواطة، وين انتي؟ ، أنا لابس قميص أحمر، ما تتأخري!! مجاهد النعمة للأخيار فقط: امرأة كبيرة في السن وتعول بنتيها «من ذوي الاحتياجات الخاصة » للمساعدة