عبر اتصالات هاتفية تلقت «الإنتباهة» العديد من الشكاوى من مواطني محلية الدندر، بعد أن وزعت جهات غير معلومة للمواطنين أقراصاً وقائية لمرض التراكوما الذي يصيب العيون، بواقع أربع حبات للشخص البالغ يتم تناولها دفعة واحدة، وحبتين للأطفال كوقاية للمرض إلا أن الأشخاص الذين تناولوا الأقراص تعرضوا لنوبات إسهال واستفراغ وبعضهم دخل في غيبوبة نقلوا على اثرها لمستشفى الدندرلاسعافهم. أثارت هذه الحادثة الرعب والفزع وسط المواطنين الذين سارعوا بالاتصال ببعض الجهات لمعرفة حقيقة الامر، ولكن دون جدوى ما دفعهم للاستنجاد بالاعلام لتوصيل صوتهم والاسراع لانقاذهم، والتقت الصحيفة بعض الضحايا الذين ظهرت عليهم الآثار الجانبية لهذه الاقراص، والذين أكدوا استمرارية الحملة حتى لحظة تحرير هذه المادة. الضحايا كمال بلة الذي يسكن بحي السلام بمدينة الدندر، أكد انه وفور تناوله لهذه الاقراص اصيب بطمام شديد واستفراغ عباره عن «زبد» وزادت نبضات قلبه الامر الذي ادى لنقله للمستشفى. أما السيدة حواء الامين حبلى في شهرها الخامس قالت :أصرت تلكم الفتاة على تناولي هذه الاقراص برغم من معرفتها باني حبلى، مؤكدة لي انه لا ضرر منها، وبعد تناولي لها شعرت بمغص حاد بالمعدة فقدت معه الوعي تماماً واصبح تنفسي في غاية الصعوبة فتم اسعافي للمستشفى، أما ابنتي البالغة من العمر ثمانية اعوام وبعدان تم قياس طولها بالمسطرة التي يحملها فريق الحمله الوقائي تناولت ثلاث حبات بأمر منهم، فأصبحت عيناها تدمعان بصورة مستمرة منذ تناول الاقراص وحتى تاريخه. صديق أحمد موسى: تضرر أطفالي السبعة وتم نقلهم الى المستشفى بعد أن أصابتهم نوبة إسهال حادة، وتستر الأطباء على تشخيص الحالة وقالوا إنهم مصابون بتسمم غذائي، إلا أن أطفالي لم يتنالوا وجبة الغداء نفسها، تناولوا فقط وجبة الفطور عند العاشرة صباحاً وتناولوا الاقراص عند الثانية ظهراً قبل تناولهم وجبة الغداء فكيف يكون قد اصابهم التسمم الغذائي. التعامل مع المجهول التقينا رئيس اللجنة الشعبية بحي السلام عصام بلة محمد نور الذي قال: مرت علينا مجموعة من الشباب يحملون هذه الاقراص ويوزعونها على المواطنين كوقاية من مرض التراكوما، إلا أن كل من تناول هذه الاقراص بالحي ساءت حالته وأسعفناه الى المستشفى والضحايا كثر ويمكن ذكر اسمائهم فرداً فرداً، ولم تكن لدينا أية خلفية عن هذه الاقراص الوقائية وكان من المفترض ان يتم تنويرنا وتوعيتنا بهذه الحملة، وتعريف المواطنين ان كانت هنالك اثار جانبية لهذه الاقراص لتدارك الهلع والبلبلة وسطهم . لا علم لنا للوقوف على حقيقة الأمر اتصلت «الإنتباهة» بالدكتور غازي مسؤول ادارة التحصين بالولاية، حيث أكد أنه لا يعلم أي شيء عن هذه الأقراص وأن مرض التراكوما غير منتشر بالولاية لتتم الوقاية منه وهو الآن في طريقه الى مدير عام وزارة الصحة بالولاية لمعرفة ملابسات القضية. فاتصلنا بالدكتور محمد نور مدير الطب العلاجي بالولاية، الذي قال إنه غير مكلف بالإدلاء بأية معلومة لأجهزة الاعلام وأشار علينا بالاتصال بمدير عام وزارة الصحة الولائي. الوزير بالمستشفى اتصلنا بالدكتور ناصر المدير الطبي لمستشفى الدندر حيث قال إنهم وصلتهم حوالي عشر حالات من المصابين وان معظمهم تم تشخيصه تسمم غذائي، والقليل منها عبارة عن حالات شخصت آثار جانبية بسيطة لهذه الأقراص التي تم تناولها، وقال ان مرض التراكوما منتشر في الولاية لذلك رأت وزارة الصحة الاتحادية تنظيم هذه الحملة الوقائية، مضيفاً أن وزيرالصحة بالولاية كان معهم بالمستشفى أثناء وجود هذه الحالات. تسمم غذائي وفي حديث ل«الإنتباهة» قال المدير العام لوزارة الصحة بالولاية د. عبدالله الأبوابي: جاء وفد من وزارة الصحة الاتحادية لعمل مسح لمرض التراكوما بعد ظهور بعض الحلات بعدد من المحليات، وجاءت النتيجة ان نسبة الاصابة بالمرض عالية لذلك قررت وزارة الصحة الاتحادية توزيع هذه الأقراص، أما الموجودين بالمستشفى فهؤلاء مصابون بتسمم غذائي وان هذه الأعراض ليست آثاراً جانبية للاقراص الوقائية. من المحرر إن كانت الولاية تحتاج لمثل هذه الحملة الوقائية، كان من الأوجب لوزارة الصحة الولائية أن تسبق هذه الحملة بحملة توعية لتثقيف المواطن وإعطائهم جرعات تنويرية، لمعرفة كنه هذه الأقراص وتبصيرهم بمدى أهميتها وكيفية التعامل مع الآثار التي يمكن ان تصاحبها، حتى لا يدخل المواطن البسيط في موجة من الذعر والخوف .. وغير صحيح أن تصاحب وتتزامن الحملة الوقائية مع حملة التوعية .. وليس بغريب على وزارة الصحة بتلك الولاية تهميش المواطن وحرمانه من أبسط حقوقه، فلم تكن هذه أول سابقة للولاية فقد تناولت الصحيفة العديد من القضايا الصحية التي كان ضحاياها الشيخ الهرم، والأغرب والمدهش أن المسؤولين وجهات الاختصاص لا يحركون ساكناً مع كل هذه الشكاوى.