«عثمان عاطف محمد سعيد» طفل أكمل في الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم عامه الثاني، حلمت والدته «عزة عثمان السني» بأن يكبر أمام عينيها خاصة وأنه أبنها الوحيد لتراه يملأ حياتها فرحاً ووعداً وتمنيًا، ولكن يطرق باب الأسرة طارق يحمل الأمل لمكافحة الأمراض المنقولة بالمياه ومن بينها مرض البلهارسيا فتقوم إحدى الفرق الطوعية بتوزيع عقار «البرازيكوانتل» بتقديم «3/4» ثلاث أرباع حبة من العقار ورفضها الطفل في أول الأمر وألقى بها على الأرض لتقوم إحدى المتطوعات برفعها عن الأرض وإجباره على تعاطيها مما أدى لحدوث اختناق ومضاعفات ليفارق الحياة قبل أن تصل أسرته إلى المستشفى بمدينة ود مدني. العم عثمان السني جد الطفل والذي تمت تسميته عليه من قِبل والدته ولسان حالها يقول كل فتاة بأبيها معجبة تحدث ل«الإنتباهة» وكله أمل أن يكون في موت حفيده رسالة لكل المسؤولين في السودان ليعلموا أن حياة الإنسان هي الأهم وأن تكون برامج العلاج والمكافحة وفق أسس علمية صحيحة، وحتى لا تضيع الأجيال نتيجة لهذه الأخطاء التي تقتل الفرحة في نفوس الأسر. في بيت الأسرة المكلومة تحدث ل«الإنتباهة» أحد الصيادلة فأوضح أن هذا العلاج يجب أن يتم إعطاؤه لعمر سنتين وستة أشهر، ويعتمد على قياس وزن الطفل إلى جانب مراعاة الأمراض المزمنة كالقلب والسكري وارتفاع ضغط الدم للكبار وضرورة تدريب الكوادر المؤهلة لتنفيذ هذه الحملة ومتابعة الحالات بصورة لصيقة والابتعاد عن المظاهر الاحتفائية والإعلامية في معالجة الأمراض والاهتمام بالتثقيف الصحي المكثف قبيل انطلاقة الحملة. أما د. عبد الحافظ حسن عبد الله مدير برنامج مكافحة البلهارسيا فقال إن العقار المذكور تم استخدامه في أكثر من سبعين دولة في العالم وهو العقار الفاعل للتعامل مع المرض ويجب إعطاؤه للطفل ا بعد تناول وجبة طعام وأشار إلى أنه يسبب بعض الأعراض الجانبية من حساسية وإسهال طفيف وصداع خفيف. ليظل ما قاله وزير الصحة خلال المؤتمر الصحفي للحملة عن الأسس الثلاثة هي الفيصل والمتمثلة في الاعتراف بالمشكلة والتي نرى فيها ضعف جوانب التثقيف والتوعية الصحية، والاعتماد على الإمكانات المحلية من خلال الاستعانة بمصانع الأدوية في توفير الجرعات الوقائية بصورة تتناسب مع أطفال السودان وتكوينهم الجسماني، وضرورة وجود مراكز صحية متطورة ومتكاملة تمكِّن من التعامل مع هذه الأعراض الجانبية بصورة تمكِّن المواطن من الوصول إليها في دقائق معدودة. هذه القضية تقودنا للسؤال حول جدوى الاستعانة بالمتطوعين في ظل وجود عدد من كليات الطب والتمريض والأطر الصحية إلى جانب برنامج طب الأسرة الذي يمكن أن يوفر قاعدة معلومات وبيانات تمكِّن وزارة الصحة من إنجاح حملاتها الوقائية والعلاجية.