وانت تشاهد هذه الطفرة المعمارية الرائعة في بناء المساجد، تلاحظ انه لا يتناسب معها شكل وجمال وديمومة ولا روعة حدائقها ولا العائلة النباتية بها. وقد يكلف بناء المسجد الميارات، إلا ان الاهتمام بالحديقة ونوع النباتات اقل بكثير إن وجد. وبعضه ما هو عشوائي ومهمل. اذا استثنينا بعض المساجد مما نقول، فإن الغالبية العظمى لا تلتزم بنهج أو مخطط علمي مدروس من اختصاصيين وبيوت خبرة في هذا المجال. عموماً إن بعض النباتات تتناسب زراعتها بالمساجد وبعضها لا تتناسب. اذكر ان احد المحسنين بادر بزراعة اشجار ليمون كبيرة بمسجد جديد، وأكيد نواياه كانت حسنة وسليمة، لكن بعد ذلك باعوام أزيلت تلك الاشجار لأنها لم تحقق النتائج المرجوة، فشجرة الليمون في هذا الموقع العام لا تعطي الظل المناسب ولا تُترك ثمارها لتنضج حتى يستفيد منها الناس. وقس على ذلك. وإذا نظرنا إلى النخيل نجد انه من أفضل الاشجار التي ينبغي ان تكون ضمن العائلة النباتية. والاصلح لكل ذلك ان يتم وضع خريطة نباتية للحديقة والأشجار.. سواء التي للظل أو للزينة والعطريات، هذا بالنسبة لداخل فناء المسجد، أما بالخارج فإنه من الأهمية بمكان أيضاً ان نزرع افضل انوع اشجار الظل.. ثم من بعد ذلك ينبغي أن نتعهدها بالرعاية والمتابعة مع اختيار النوع الأفضل من الأشجار.. ان الله طيب يحب كل طيب. إن كل ذلك من آلاء الله ونعمته على العباد.. فحري بنا أن نجمل بها ونزين بيوت الله قبل بيونا. و «ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار».