هناك اعتقاد في ذهن الزوج أن زوجته تريد السيطرة عليه من خلال نقدها وتوجيهاتها المستمرة. هذه الرسالة من لغم «الحكومة جات» او لغم «الطارة جات» دلالة على السلطة او السيطرة، يفسر الزوج هذا السلوك من زوجته على اساس انه مخطئ ولا يعرف التصرف «غبي» ويجب ان يسير وينفذ ما تريده هي « سيطرة» او انه يشعر بالجرح والاهانة خاصة اذا تم ذلك امام الاخرين فينفجر غاضباً، ويرفض اي نوع من الكلام منها حتى ولو كان سليماً. ما حدث من دراما هو من آثار الافكار الملغمة الراسخة في اللاوعي عنده، لكنها ليست الحقيقة. فالزوجة بتوجيهها ونقدها له تعبر عن حبها ومشاركتها له في حيرته وترغب في احاطته بالرعاية والنصح، كتعبير عن حبها وتواصلها ومشاركتها له، فهي كلما أحبت زادت رعاية واهتماماً بصغيرها «هكذا هي سايكولوجية المرأة»، انها لا تفصل بين رعاية الصغير والكبير واسلوب التعبير واحد فتحدث المشكلات. هناك اعتقاد راسخ عند الازواج ان الزوجة لها القدرة على الثرثرة والكلام وطول الحديث وكثرة الشكوى فهي تشكو وتتكلم من البيت،الاولاد،الجيران،الطقس،ووووو. تصل الرسالة الى الزوج انه مسؤول عن كل ذلك ويعتقد انها تريد ان يساعدها في ايجاد حلول لها، فيرد افعلي كذا ولا تفعلي كذا ومفروض ويجب ولازم وهنا يظهر لغم «جنها نقة» او «المرأة كان فأس ما بتقطع رأس» دليل على عجزها فيصيح بقوة «خلاص الموضوع ده خلي لي» وهكذا سيطر على الوضع، بينما تنفجر الزوجة غضباً لانها تظن أنه يتجاهلها ويقطع عليها تواصلها ولا يريد ان يسمعها ودائما تردد هو لا يفهمني ولا يسمعني، وتعتبر ذلك نوعاً من القهر في الكلام فهي لم تكن تريد سوى التواصل«الونسة» وليست الحلول فتظهر المشكلة. فليعلم كل زوجين أن طريقة تفكيرهما مختلفة ولكي يعرف الاخر كيف يفكر يجب ان يعرف نفسه كيف يفكر، فربما يصل كلامه او سلوكه في شكل سم من سموم الزواج ويفسر بشكل مختلف عند الاخر، فوراء كل سلوك دافع ووراء كل دافع فكرة ووراء كل فكرة اعتقاد، تشكل من خلال التنشئة الاجتماعية والخلفية الثقافية التي عاشها الزوجان في بيئتهما وهذا ما نسميه اختلافات. فلنتعلم فن التعامل مع الاختلافات ولنتخلص من افكارنا السالبة الملغمة وسموم الزواج القاتلة ولنفشي روح المحبة والتسامح فكلنا خطاء ويجب ان نخطئ ونسامح، لأن هذا يكمل بشريتنا ولنعتبر أخطاءنا دروساً مجانية تعطيها لنا الحياة فانتبهوا فلا تقعوا في الشرك.