صلاح مختار: في بعض الدول المتقدمة لا يمكن الوصول إلى أي موقع أو متجر إذا طلبت ذلك من صاحب العربة، إلا عبر رقم الهاتف الذي يتم إدخاله إلى قاعدة بيانات يتم من خلاله معرفة المكان المقصود بالرحلة. ورجل مثل الجاسوس الامريكي «اسنودن» قال في مقابلة مع شبكة ألمانية، إن التجسس عبر الهاتف أخذ بعداً كبيراً حيث يمكنك التجسس حتى ولو كان هاتفك السيار مغلقاً، وهناك أمثلة من التطور الكبير الذي تحدثه ثورة الاتصالات، وليس غريباً أن يشير ممثل شركة زين للاتصالات المهندس إبراهيم أحمد حسن إلى التطور التكنولجي في وسائل الاتصالات، مبيناً ان الشريحة سوف تصبح في المستقبل القريب مكان هوية الشخص، واضاف الرجل بالقول يمكن قريباً أن تصبح الشريحة مكان الجواز بالتالي ليس غريباً أن تنحو الهيئة القومية للاتصلات منحى جاداً بالإعلان عن القطع الكامل للشرائح غير المسجلة حتى تتجه لمرحلة جديدة، فإذا كان العالم الآن يتطور في المجال التقني وأصبح مفهوم العالم قرية فإن وسيلة الاتصال هي المعبر لتلك القرية الواسعة. وربما تأخرت الهيئة عن القطع الكلي رأفة بالناس واتبعت أسلوب التدرج منهجاً للوصول لمرحلة القطع الكامل، إلا أن الهيئة حسب الجدول المحدد للقطع بدأت امس ولمدة ثلاثة أيام وبلغت جملة الشرائح المستهدفة بالقطع « 400» ألف بنسبة تسجيل بين «92 94 %» من جملة «25» مليون شريحة، ولأن القضية بالنسبة للهيئة كما قال مديرها المهندس يحيى عبد الله مسألة وقت، فإنه رفض رجاءات جمعية حماية المستهلك بتمديد المهلة لشهر لتسجيل البيانات لجهة ان الهيئة والشركات تخطط في الدخول لمرحلة ثانية من تجويد ومراجعة البيانات للشرائح المسجلة الى جانب التأكد من آلية شراء الشرائح في الاسواق الى جانب تنقيح والتدقيق في البيانات وضبطها، ولان قاعدة البيانات التي يمكن ان تعتمد عليها لا يمكن ان تتحقق الا بربطها مع الاطار العام لتوجه الدولة القاضي بأن تكون هناك حكومة إلكترونية وشبكة موحدة فان الاتجاه الذي ستمضي فيه الهيئة ربط عملية التسجيل بالرقم الوطني مع وضع ضوابط بإلزام بائعي شرائح الاتصالات بالترخيص لدى الهيئة. ولكن يبدو أن اذن الهيئة تستمع كثيراً الى شكوى حول سرية المعلومات الشخصية والبيانات الخاصة بالافراد، ورغم ان التكنلوجيا الان تخطت حاجز السرية فان يحيى حاول تطمين المستخدمين بان الحواجز الشخصية للمواطنين خط أحمر لا يتم المساس بها وقال اي تجاوز غير مسموح به، وأكد يحيى في مؤتمر صحفي امس بمناسبة ختام حملة تسجيل البيانات ان عملية القطع بدأت بالتدرج وانها مددت المهلة اكثر من مرة لاعطاء الفرصة لاستكمال البيانات. ولأن الإعلام كما فهمت من قيادات الاتصالات لعب دوراً مهماً في نجاح الحملة الخاصة بتسجيل البيانات، وبالتالي عملية تسجيل البيانات في الاصل عملية الاعلام الذي يقوم بتبصير المجتمع بدوره في المرحلة المقبلة ولذلك طالبت جمعية حماية المستهلك بتمديد الفترة لمدة شهر مع هذا الدور هناك ايضاً الجهد الذي قامت به الادارة الفنية بالهيئة، حيث اشار مهندس مصطفى عبد الرحمن الى الجهود التي قامت بها الهيئة لتسجيل البيانات واكد ان الحل الجذري يكمن في التسجيل بالرقم الوطني، فيما أكد مدير مركز تسجيل البيانات بالهيئة المهندس عابدين ان المرحلة المقبلة تحتاج الى جهد اكبر تجاه المواطن، مبيناً ان قطع الشريحة ليس بالامر السهل او يتم في ليلة ووجه شركات الاتصالات بعد تنشيط شرائح جديدة وحمل الشركات مسؤولية عدم الالتزام بذلك، وكشف عن انشاء مركز لاستقبال بلاغات المشتركين بالهيئة. من جهته أكد ممثل شركة زين للاتصلات المهندس إبراهيم احمد الحسن ان الحملة تم التنسيق فيها بين الهيئة والمشغلين والجهات النظامية والمجتمع المدني، مشيراً الى دورالاعلام في نجاح الحملة واعتبر تسهيل البيانات هدف استراتيجي للشركة، وقال إن حملة التسجيل كلفت الشركة اكثر من «32» مليون جنيه بنسبة تنفيذ فاقت «93 %». ولكن ممثل شركة سوداني المنير الكباشي اكد بان الهدف من تسجيل البيانات للتحوط للاستخدامات المستقبلية والتحكم من صحة المعلومات، واشار الى ان النسبة العالية للتسجيل دليل على قناعة الناس بأهمية التسجيل وجزم بأنهم وصلوا الى برالامان بنسبة «92%» فيما أكد ممثل شركة «ام تي ان» التزامهم بتنفيذ توجيهات الهيئة وقال منتصف يوم امس سيتم القطع التام للخدمة عن الشرائح غير المسجلة واشار الى ان الشركة بذلت مجهودات في أربعة محاور حيث وفرت «300» مركز وتخصيص حوافز وتقديم برامج تواكب عملية التسجيل وقال بلغت تكلفة العملية «10» ملايين جنيه. وفي ذات السياق دعا ممثل جمعية حماية المستهلك الطيب مختار شركات الاتصالات ان تتحمل مسؤوليتها كاملة في عدم القطع للشرائح غير المسجلة، واعطاء مهلة للذين لم يسجلوا حتى الآن واعتبر ذلك حق قانوني لا يتحمله المواطن، وقال إن «400» ألف شريحة عدد قليل مشيراً الى حاجة بعض السكان في المناطق النائية للهاتف واعتبر الهاتف بالنسبة لهم مسألة حياة. إذاً تسجيل الشريحة كما قال، سيكون بديلاً في المستقبل عن الاوراق الثبوتية، بالاضافة للتمتع بمزايا الهواتف الذكية.