فتحية موسى السيد: تعتبر أزمة دارفور من الأزمات المعقدة نسبة لتعدد أطرافها والتدخلات الخارجية التي قادت إلى تدويل القضية، ولقد طرحت في شأنها عدة مبادرات ولاحت بوادر لحلها من خلال المبادرة العربية الإفريقية بقيادة دولة قطر، مع وجود بعض التحديات التي واجهت قطر في حل الأزمة المتمثلة في التدخلات الخارجية خاصة من قبل أمريكا والمنظمات الصهيونية وإسرائيل وبعض الدول الغربية وجهات أخرى، ومن التحديات التي واجهت المبادرة القطرية أيضاً كثرة الفصائل والحركات الدارفورية، حيث تمت عدة محاولات لتجميع هذه الحركات والفصائل حول طاولة المفاوضات، بيد أن المعطيات أثبتت أن توحيدهم بات من أصعب الأمور وبات يؤثر على أي تحرك نحو السلام، رغم اجتهاد الوسطاء في دعوة جميع الفصائل للحوار، وكان آخرها متلقى أم جرس بدولة تشاد، وفى غضون الأيام المقبلة تنطلق فعليات الحوار «الدارفوري الدارفوري» بمدينة الفاشر لنبذ القبلية والفرقة والشتات عبر الحوار، حيث انبثقت لجنة تنفيذ الحوار والتشاور الداخلي لتحقيق الاهداف السياسية ودفع العملية السلمية فى دارفور، فيما كشف رئيس لجنة تنفيذ الحوار والتشاور الداخلى فى دارفور الحاج صديق آدم ودعة عن دور لجنة الحوار فى حل قضية دارفور المتجذرة، واصفاً إقليم دارفور بسمات ومميزات عديدة عانى منها طيلة الاعوام الماضية نسبة للتداخل القبلى بين المكونات المختلفة، ودعا الحاج صديق فى اللقاء الصحفى برؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية بكورنثيا أمس، الى عقد شراكة بين الإعلام ولجنة الحوار والتشاور الداخلي الذي يمثل رأس الرمح وفق ما حددته وثيقة الدوحة فى المادة «96» ومن قانون الأممالمتحدة والاتحاد الافريقى، مشيراً فى تصريح ل «الإنتباهة» الى عمل اللجنة انطلاقا من الحوار الوطنى الذى ينتظم البلاد لحل شامل لكل قضايا البلاد وانهاء الحرب والاقتتال فى دارفور، كاشفاً عن وضع لبنات سليمة لفرص المصالحة الوطنية الشاملة، وأوضح أن كل الترتيبات من أجل انجاح الحوار لحل ازمة دارفور تسير على قدم وساق، كما ان اللجنة بدأت عملها بالاتصال بالحركات المسلحة فى العواصم الاروربية لاقناعهم بالانضمام للحوار الداخلى فى دارفور، وكشف عن أهداف الحوار والتشاور التي من ضمنها تعزيز السلام فى دارفور من خلال تشجيع بناء الثقة والمصالحة، اضافة الى توسيع نطاق ملكية وثيقة الدوحة وحشد الدعم لتنفيذها، وأكد ودعة أن عملية الحوار والتشاور تعتمد على مدى شموليتها، وإيصال اجراءات واهداف العملية بشكل فعال لجميع اصحاب المصلحة فى أية مرحلة من مراحلها. دون الاعتماد على آلية جوفاء تفتقر الى التأثير الملموس من قبل اصحاب المصلحة على المستوى المحلى الدارفورى، ووصف ودعة مشكلة دارفور بالشائكة والمُعقدة، لذلك يجب استصحاب كل الحوارات السابقة من اجل حل متكامل لإنقاذ دارفور من الدمار الذى صاحب فترة الحرب طيلة الاعوام الماضية، كما ذكر دور اليوناميد فى حماية السلام وليس انشاء السلام كما يعتقد البعض، منوهاً بالآلية الاستراتيجية للاتصال بالاعلام المحلي والاقليمي والدولي فى ظل الانتقادات الحالية، واصفا الاعلام بارسال رسائل وتسليط الضوء على الاثر الايجابى الذى سوف يتركه الحوار والتشاور الداخلى فى دارفور. وأكد أن أزمة دارفور يترتب عليها عدد من القضايا وعدد من المنابر التفاوضية. ومن جانبه اكد ودعة أن الوضع فى دارفور بات لا يحتمل السكوت عنه، الجدير بالذكر ان ودعة قبل تكليفه برئاسة لجنة الحوار والتشاور كانت له اسهامات واضحة فى مفاوضات ابشي وهي السبب الرئيس فى توقيع اتفاق وقف اطلاق النار، وفى ابوجا ايضا كان له دور فعال فى اقناع خليل إبراهيم ومني عند لقائه بهما في ليبيا، وفى تقريب وجهات النظر بينهما وبين الحكومة. وفى ذات السياق تعهد ببذل كل ما بوسعه لتحقيق السلام في دارفور ونبذ الصراعات القبلية، مناشداً كل الحركات المسلحة فى دارفور الرجوع الى صوت الحق والالتحاق بركب السلام بالدوحة. وقال نائب رئيس اللجنة محمد احمد هارون ل «الإنتباهة»: «يجرى الآن التشاور الداخلي بشكل صحيح مع أهل دارفور للمشاركة الفعالة والتعبير عن همومهم وشواغلهم في الحوار الوطني المقترح، ولافتاً الى أن لجنة تنفيذ الحوار والتشاور الداخلى التي تم تكوينها هي أمر بالغ الاهمية وتضم شخصيات بارزة من دارفور. وفي ذات السياق أشار الى ان الدعوات للحوار ستقدم لكل قطاعات المجتمع المدني والنازحين، معتبراً الحوار أساساً للتعايش السلمي والاجتماعي بالاقليم، وأكد مواصلة جهود اللجنة في الاتصال بالحركات الرافضة للانضمام لعملية الحوار، وأوضح أن عملية الحوار التي ستبدأ في مطلع يونيو وتستمر لمدة ستة أشهر، تحتاج الى وقفة لبناء الثقة بين كل مكونات المجتمع الدارفوري.