أكد وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد أن حديث رئيس الحركة الشعبية لما يسمى قطاع الشمال مالك عقار، بشأن اللجوء لحرب العصابات، دليل واضح على هزيمة الحركة الشعبية في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال الوزير ل «الإنتباهة» أمس، إن عقار وصل لقناعة أن الحركة الشعبية لن تكسب أية معركة ضد الحكومة، لافتاً إلى أنه لجأ إلى تحالف كاودا الذي وصفه بأنه لن يستطيع أن يقوم بأي عمل في ظل السيطرة المحكمة للقوات النظامية على ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضاف أنه اقتنع بأن الوصول للقصر الجمهوري عبر العمل العسكري ليس بالأمر السهل. وقال حامد إن تحالف تحالف الجبهة الثورية يعمل تحت رعاية دولة جنوب السودان ووصفه بالعاجز وزاد سيظل عاجزًا، وأضاف أنه تحالف لإثبات أن تلك الحركات تريد أن تقول إنها موجودة. وكان عقار قد قال لفضائية «الجزيرة» أمس إن الجبهة الثورية لإسقاط النظام لن تكون محصورة في الحركات الأربع التي وقعت على اتفاق كاودا، وأضاف أنها ستشمل المعارضة السودانية بأكملها. وأضاف عقار أن حركته ستتعامل مع نظام الخرطوم عبر منهجين هما الحرب التقليدية وحرب العصابات المنظمة. من جانبها رفضت الأحزاب المعارضة الدعوة التي قدمها عقار للانخراط في تحالف الحركات المسلحة «الجبهة الثورية لاسقاط النظام»، وقالت إن الخطوة تعد أمرًا خطيرًا يخص تحالف كاودا، وأشارت إلى انتفاء المبررات لقيادة أي عمل مسلح ضد الحكومة، ونبهت إلى أن الطريق الوحيد للتغيير يكمن في انتخابات مبكرة والاستجابة لنداء التحوُّل الديمقراطي. ووصف القيادي البارز بالحزب الاتحادي الأصل د. علي السيد الخطوة بالقفز فوق المراحل، ونفى تلقيهم لأية دعوة للدخول في تحالف الحركات المسلحة، وأضاف «لا افتكر أن هناك حزباً عاقلاً يقدِم على خطوة كهذه ويتجول منسوبوه في شوارع الخرطوم»، مشيرًا إلى رؤية حزبه للتغيير عبر الوسائل السلمية، وإجراء انتخابات مبكرة. من ناحيته أوضح نائب الأمين السياسي بالمؤتمر الشعبي د. الأمين عبد الرازق أن المعارضة ليست جزءًا من تحالف الجبهة الثورية، وأضاف «لم تقدّم لنا دعوة من هذا القبيل، بيد أنه قال إن الحل السياسي هو الأوفق، ومن ناحيتها نفت رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي د. سارة نقد الله علمها بدعوة عقار، وأضافت«لا نهتم بدعوة تقدم عبر وسائل الإعلام». وفي السياق دمغ والي ولاية جنوب كردفان مولانا أحمد محمد هارون تحالف الجبهة الثورية بين الحركة الشعبية وعدد من حركات دارفور بأنه «تحالف التعيس مع خائب الرجاء»، ويمثل أجندة ورغبات لقوى خارجية استغلت بعضاً من أبناء الولاية لتحقيق أهدافها ورغباتها، وقال إن التحالف والتآمر الذي سعت له المجموعة لن يهزم روح مواطني الولاية التي تسعى بدورها لإرساء دعائم السلام، قائلاً إن الروح التي تجلت في كل من تلودي والحمرة وأم حيطان والنيل الأزرق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مواطني هذه المناطق على قلب رجل واحد «يربطهم حبل ويقطعهم سيف». وأكد هارون خلال مخاطبته احتفال أعياد الحصاد بمدينة الدلنج أمس، أن الحرب التي اندلعت بالولاية مسؤولية من أشعلها، لافتاً الانتباه إلى ضرورة تفويت الفرصة على الساعين لتمزيق النسيج الاجتماعي بالولاية، وتصنيف إنسانها على أسس قبلية وإثنية.