وصلتني الرسالة التالية من الأخ الأستاذ الدكتور الصادق حسن الصادق. وسأرد عليها فيما بعد: الأخ الدكتور محمد عبد الله الريح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فى عمودك اليوم 5/6/2014 مناشدة لرئيس الجمهورية للعودة للتوقيت القديم ، وقلت إن تقديم الزمن ساعة أحدث ربكة وضربت مثالاً لذلك قائلاً: «قبل تقديم الساعة كان جميع أهل السودان يكونون قد تناولوا إفطارهم بحلول العاشرة صباحاً، ولكن بعد تقديم الساعة صار الناس يتناولون إفطارهم ثم يسرعون للحاق بصلاة الجمعة» وكأنك تريد أن تقول إن الزمن بين الإفطار وصلاة الجمعة قد أصبح قصيراً لأنهم يتناولون إفطارهم بحلول الحادية عشرة ولذا يكون الزمن بين الإفطار والصلاة أقصر، ولكن ليس هذا صحيحاً إذ أن الصلاة التي كانت تقام عند الثانية عشرة والنصف بالتوقيت القديم أصبحت تقام عند الواحدة والنصف أي أن الفترة بين الإفطار والصلاة هى نفس الفترة «ساعتان ونصف من10 إلى 12.5 أو من 11 إلى 1.5» فليس هناك أية ربكة. المثال الثاني الذي ذكرته هو: «فقد كنا نعود من العمل ونتاول غداءنا ثم ننام ونصحو العصرية.... ثم نصلي المغرب والعشاء ثم نحصل المنتديات...» فهل تعني أن الفترة بين العودة من العمل وصلاة المغرب كانت أطول ولذا تمكن من القيام بتلك النشاطات؟ الأمر ليس كذلك فمن كان سابقاً يعود من العمل فى الساعة الثالثة يصلي المغرب في السادسة أي بعد ثلاث ساعات وهي تمكنه من القيام بتلك النشاطات، والآن الأمر هو هو إذ أنه يعود من العمل في الرابعة، ويحين موعد صلاة المغرب عند السابعة أي بعد ثلاث ساعات أيضاً، وقس على ذلك بقية النشاطات. كثير من الدول تقدم الساعة في الصيف وترجعها في الشتاء بما فيها الدولة التي تقع فيها قرينتش أي بريطانيا، فلو كنت في هذه الأيام في قرينتش وكانت الساعة بتوقيت قرينتش السادسة وقابلت شخصاً وسألته: كم الساعة الآن؟ فسيكون رده بعد أن ينظر إلى ساعته: الساعة الآن السابعة. ولو كان لديك موعد في السابعة والنصف فعليك أن تسرع فقد تبقت نصف ساعة وليست ساعة ونصف كما تقول ساعة قرينتش. والربكة تحدث في مثل هذا النظام وعندما كنا في أمريكا كنا نعاني من هذه الربكة خاصة إذا لم ينتبه الشخص ويجر الساعة. ولذا فإن تقديم الساعة تقديم ثابت أفضل لأنه يجنب الربكة والدول التي تقدم الساعة في الصيف لستة أشهر تخالف في الواقع التوقيت الدولي لقرينتش ولم يقولوا إن حياتهم قد ارتبكت أو ساعتهم البيولوجية تلخبطت! أما معاناة الأطفال في الشتاء فالحل بسيط وذلك بتعديل بداية اليوم الدراسي في الشتاء متأخراً عنه في الصيف. وعليه أرى أن تغيير الساعة طوال العام أفضل من تغييرها صيفاً وشتاءً. أرجو نشر هذا مع جزيل شكري وتقديري أ. د. الصادق حسن الصادق جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا