في مباراة العواصف الترابية والأمطار سالت دموع جماهير الهلال أنهاراً حزناً وألماً ووجعاً على خروج الفريق متعادلاً أمام فيتاكلوب وخسارته لنقطتين غاليتين اضعفتا حظوظه في التأهل للمربع الذهبي وظهوره بمستوى ضعيف ومهزوز حوله من فريق مرشح للمنافسة على البطولة إلى مسخ مشوه يلعب بلا تنظيم او روح أمام الجماهير الوفية التي ساندته بقوة وهي تضع عليه آمالها في تحقيق فوز كبير يجعله في قلب المنافسة ويقوي فرصه في الفوز بالبطولة لأول مرة في تاريخه ولكنه مع الاسف خذل إدارته وجماهيره وإعلامه باداء عشوائي استمر لاكثر من سبعين دقيقة اختفى خلالها من الملعب تماماً بعد أن فرض فيتاكلوب سيطرته التامة على المباراة بتنظيمه الجيد وتمريراته السريعة من لمسة واحدة وانتشاره السليم في كل انحاء الملعب والذي مكنه من مواصلة الهجوم من الأطراف والعمق وإطلاق العديد من القذائف التي شكلت خطورة كبيرة على الهلال وقد ساعده على ذلك بطء لاعب الازرق في الحركة والتصرف وأخطاء التمرير المتكررة وسوء مستوى لاعبي الارتكاز عمر بخيت والشغيل واندفاعهما المتواصل للأمام الشيء الذي خلق فراغاً استغله فيتا في بناء الهجمات كما ساعد فيتا في السيطرة اداء الهلال للمباراة بتسعة لاعبين بعد ان كان سيرجيو ومهند ضيفي شرف دون ان يسهما بأي جهد في تحريك الهجوم وتشكيل خطورة على جبهة الفريق الكنغولي، كما أضعف الناحية الهجومية للهلال عدم وجود صانع ألعاب يبني الهجمات ويخلق الفرص للاعبي المقدمة لإحراز الأهداف خاصة وان نزار الذي يفترض ان يقوم بهذا الدور كان يكثر من الاحتفاظ بالكرة واللجوء للمراوغة الأمر الذي اضعف قدرته في صناعة اللعب، وقبل كل هذا وبعده فان كامبوس يتحمل كامل المسؤولية في تعادل الفريق وضعف مستواه بالتشكيلة الخاطئة التي أدى بها المباراة والتي أبعد منها سيدي بيه وبكري المدينة رغم حاجة الفريق الشديدة لجهدهما في الوسط والهجوم وبإصراره على اشراك سيرجيو المنتهي الصلاحية والشغيل وعمر بخيت اللذين كانا عبئاً على الفريق لعدم قيامهما بدورهما في تشكيل حائط صد أمام الدفاع لقطع الكرات وبدء الهجمات بالتمريرات الصحيحة فضلاً عن عدم اتاحته الفرصة لمالك وسامي وعلي النور للعب في الارتكاز رغم أنهم يملكون كل مقومات النجاح بقدراتهم الدفاعية الكبيرة، ولكن كامبوس أجبن من أن يقوم باستبعاد عمر والشغيل وهو الذي ظل يعتمد على الأسماء في وجود شباب يتفجر حيوية ومهارة امثال محمد عبد الرحمن ووليد علاء الدين اللذين يمثلان مستقبل الهلال. كما فشل كامبوس في قراءة المباراة وإعادة التوازن للهلال بإحداث التغييرات في اللاعبين وطريقة اللعب والتي تمكنه من المشاركة الايجابية في اللعب بإحراز المزيد من الأهداف ولكنه لم يحرك ساكناً حتى انتزع فيتاكلوب التعادل الذي جعل مهمة الهلال في الصعود لدور الأربعة في منتهى الصعوبة ان لم تكن في حكم المستحيل بالمستوى الذي ظهر به الفريق والذي لا يليق بمكانة وتاريخ الأزرق. لقد أكدت نتيجة الهلال المحبطة ومستواه الهابط على عدة حقائق ينبغي التعامل معها بجدية من أجل إعادة الروح للفريق وترتيب أوراقه وأولها الاستغناء عن المدرب كامبوس بلا تردد بعد أن أضاع على الهلال خمس نقاط في مباراتي الزمالك وفيتا وبإهداره لأموال النادي ووقته بتسجيله لسيرجيو وإصراره على الزج به في مباراة مهمة وحاسمة ليحرم الفريق من جهود صلاح الجزولي وبكري المدينة في احراز الأهداف لحسم المباراة التي لم يقدم فيها سيرجيو مجرد لمحة تؤكد جدارته بارتداء شعار الهلال والمشاركة على حساب بكري وصلاح اللذين يعتبران بالنسبة له في قامة ميسي وكريستيانو. وثاني هذه العناصر ضرورة تعيين مدرب وطني من ابناء الهلال لإعادة الروح للفريق وتوظيف قدرات اللاعبين بمستوى جيد واختيار من يلعبون باسم الهلال بالاداء والمستوى وليس بالأسماء والنجومية. وثالثاً دعم الفريق بلاعبين يصنعون الفارق بامكانياتهم الفنية الكبيرة في الدفاع والوسط والهجوم بعد الاستغناء عن سيرجيو الذي لا يؤهله مستواه للعب في الحواري البرازيلية. رابعاً إتخاذ المجلس لخطوات جادة لترشيد الإعلام الهلالي المنفلت بلقاءات متواصلة لإيقاف حملات الهجوم الشخصي وتفجير الصراعات وخلق الأزمات لتهيئة الأجواء للمجلس لمعالجة المشاكل الفنية والادارية حتى يعود الفريق للمنافسة الافريقية وهو اكثر قدرة على مواصلة المشوار والمؤكد ان هذه اللقاءات لا تهدف لتكميم الأفواه أو الحجر على ممارسة النقد الهادف لمعالجة الأخطاء والسلبيات ولكنها محاولة لخلق إعلام هلالي جاد ومسؤول يؤدي دوره بكفاءة في دفع مسيرة النادي نحو أهدافه بالنقد الموضوعي البعيد عن الشخصنة والمصالح. خامساً منح القطاع الرياضي ومدير الكرة صلاحيات كاملة في ادارة شئون الفريق بشأن العقوبات والتحفيز والشطب والتسجيل بالتنسيق مع الجهاز الفني مع ابتعاد كافة اعضاء المجلس من التدخل في شئون الفريق او التحدث عنه في الصحف والذي ينبغي أن يكون قاصراً على المسؤولين في القطاع الرياضي ومدير الكرة والجهاز الفني. وأخيراً ايقاف محاولات ذبح مجلس الادارة والحكم عليه بالفشل التام لان انجازاته وايجابياته الكثيرة والمتعددة لا يمكن مقارنتها بخطأ التعاقد مع كامبوس والذي لا يمكن ان يمسح النجاحات الباهرة في مجالات تسديد الديون وتأهيل الاستاد وتشييد المقصورة الجديدة وتسوية إيجارات المحلات التجارية والسعي الجاد لاستعادة الشعار وتجميع صفوف الأهلة وتحقيق الاستقرار بعد أن تجاوزت الصراعات كل الحدود وشكلت خطراً حقيقياً على مستقبل الهلال ولذلك لا يجب ان نحكم على مجلس التسيير بالقطعة بل بمجمل أعماله والتي كان فيها النجاح حليفه بدرجة كبيرة.. فلا وألف لا لتصفية الحسابات في هذه الظروف التي يمر بها الهلال والتي تحتاج لمعالجة المشاكل بالحكمة وليس بصب الزيت على النار والذي لن يستفيد منه إلا أعداء النادي.