شكل انتشار المجموعات المتفلتة ومعتادي الإجرام في أرجاء العاصمة الخرطوم هاجساً عانت منه الجهات الأمنية وعلى رأسها الشرطة التي عملت حسمها واجتثاثها بوضع كثير من الخطط المنعية وتطويق المناطق التي يعاني أهلها من تفشي هذه الظاهرة حتى صارت واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الشرطة وجعلها تسعى الى تأمين ولاية الخرطوم باعتبارها عاصمة البلاد ومحور السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفقاً للإجراءات التي تم اتخاذها في العمل المنعي المتمثل في انتشار مواقع بسط الأمن الشامل وانتشار قوات الشرطة المتمثلة في الدوريات النهارية والدوريات الليلية، إضافة إلى دوريات السواري وقوة الأقسام والإجراءات الأخرى المتعلقة بالاحترازات في بعض المواقع، والحملات التي تتم بالتنسيق مع أمن المجتمع والمباحث لتعمل على تقييد حركة معتادي الإجرام والمراقبة. تحديات شرطية أعلنت شرطة ولاية الخرطوم عن حسم ظاهرة المجموعات المتفلتة بالولاية، وقال مدير شرطة الولاية الفريق شرطة محمد أحمد علي ل«الإنتباهة»، إن الشرطة وضعت خطة عملية استهدفت القضاء على كل الظواهر الإجرامية السالبة، مؤكداً أن الشرطة نفذت الخطة بمشاركة وحدات عملياتية وميدانية وأوقفت عدداً من المتهمين معظمهم أصحاب سوابق ومتشردين، شكلوا في تجمعاتهم بؤراً للجريمة، وأوضح أن الحملات حققت هدفها الأمر الذي أدى إلى انخفاض البلاغات. وأكد أحمد عدم وجود أية عصابات في ولاية الخرطوم، وأن الوضع الأمني والجنائي تحت السيطرة، وقال الشرطة تقوم بواجباتها في تحقيق الأمن وبسط هيبة الدولة والقانون. خطط منعية أكد مصدر شرطي مطلع ل «الإنتباهة» على أنه تم وضع خطة لمكافحة الجماعات المتفلتة، وأكد على الاستمرار بتركيز لخطتنا المنعية المتعلقة بمكافحة الجريمة نحاول القضاء على الظواهر السالبة وإزالة السكن العشوائي داخل المخططات السكنية إضافة الى تأمين المواقع الإستراتيجية والأحياء السكنية وشواطئ النيل وتنفيذ عدد من الخطط الأمنية. وأضاف أن الفترة القادمة سنعمل على اكتمال تسجيل وحصر الأجانب وتكملة إجراءاتهم، إضافة الى الحملات المتواصلة على الركشات غير المرخصة والمواتر التي لا تحمل لوحات والسيارات المظللة ويتم التنسيق بيننا وبين الجهات ذات الصلة نظرا إلى انها سبب رئيس في خلق الجريمة، مشيرا إلى تكثيف الإجراءات حولها إضافة الى بذل جهود لمحاربة البؤر الإجرامية المتمثلة في الاتجار بالمخدرات وصناعة الخمور والظواهر التي تعمل على رفع معدلات الجريمة، وقال تصدر في مواجهة المتهمين معتادي الإجرام الذين تم القبض عليهم أقصى العقوبات، مشيرا إلى وجود معتادي إجرام أطفال، وقال أولئك يتم التعامل معهم بشكل خاص بتحويلهم إلى محكمة الطفل وهناك يتم تحديد العقوبة المناسبة لهم. حملات كبرى كشفت تقارير رسمية عن شرطة ولاية الخرطوم انها شرعت في تنفيذ حملات كبرى لمنع الجريمة استهدفت جميع محليات الولاية، وتشارك فيها بجانب شرطة المحليات مباحث الولاية والنجدة وإدارة العمليات والشرطة الأمنية والسواري ودوريات المواتر وأمن المجتمع. وأكد الفريق شرطة محمد أحمد علي مدير شرطة الولاية لدى مخاطبته القوات المشاركة في الحملات المنعية توفير كل الوسائل والإمكانيات لشرطة الولاية للقيام بواجباتها في منع الجريمة والسيطرة على الوضع الأمني بالولاية، وقال إن هذه الحملات تأتي في إطار بسط الأمن وتحقيق سيادة حكم القانون وأنها تستهدف تأمين الأحياء والأسواق والقضاء على الظواهر الإجرامية وأماكن تصنيع وترويج الخمور، وطالب الفريق محمد أحمد علي المواطنين بالتعاون مع قوات الشرطة وتقديم المعلومات عن أي مهددات أمنية أو ظواهر اجرامية، مشيداً بقوات شرطة الولاية التي تبذل جهوداً مضاعفة وكبيرة في سبيل بسط الأمن بالولاية. معالجات نفسية وكشفت باحثة اجتماعية ل «الإنتباهة» عن معالجات نفسية تتم لمتهمين من الأطفال لإعادة سلوكهم بشكل قويم حتى يخرجوا للمجتمع بثقة نفس كاملة وتحقيق نجاحات دون الجنوح الى طريق الجريمة، وقالت: كثيرا ما يكون الطفل ضحية قدر رماه في يد عصابات كبيرة ومنظمة وأصبح من عمالتها، فالعصابة تخطط لجريمة بشكل محكم لتترك التنفيذ لهؤلاء الاطفال ولا يكون أمام ذاك الطفل سوى الانقياد لتلك الأوامر حتى يصبح واحداً من أفرادها، وعندما يحال ملف البلاغ الى المحكمة ترجع السلطات لجمع معلومات حوله، فاذا كانت له سابقة إجرامية تضاعف له العقوبة وتتم إحالته حسب عمره إلى دار الفتيان او الأشبال وهناك تنفذ العقوبة مصاحبة لها دروس تقويم لسلوكه وتعليمه احدى الصنعات التى يمكن ان يستفيد منها في حياته إضافة الى تحفيظه القرآن. وأضافت اذا كان للطفل اسرة فتكون هناك محاولة للإصلاح بين الطفل واسرته واستعادة لروح الاندماج فيما بينهم أما اذا كان متشرداً فالمعالجة تختلف بوضعه في مأوى تحميه من الانحراف وتكثيف الرقابة حوله حتى يصل إلى بر الأمان ليكون رجلاً منتجاً وناجحاً في حياته.