لا بكاء على الأطلال ولا نياحة ولطم خدود ولا استعداء لأحد على أحد.. ولا ملة على ملة ولا عرق على عرق.. ولكن فقط تذكير بالنعمة، نعمة خلوص الشريعة من براثن ذئاب العلمانية وثعالب الفجور والفسوق.. وتذكير للغافلين بأن أبواب الجهاد ما زالت مشرعة ولن تغلقها كوكادام أو مشاكوس ولا حتى نيفاشا. نفسح المجال للأخ الأستاذ الشامي عثمان أحمد { الجنوب كاد يردينا في النار لا أحد يفرح بالفساد في الأرض، بل وخلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض ليعمل ويمشي في مناكبها، وقد احتجت الملائكة فقالوا: «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك».. لكن الحق جل وعلا يعلم وله في خلقه شؤون وكذلك العلاقة بين الشمال والجنوب، علاقة جسد واحد أصلها نفس واحدة، خلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً.. لكن قد يكون العلاج ببتر عضو من الجسد الواحد، إذا كان فيه ضرر لبقية الجسد، قال الشاعر: وأنت امرؤ فينا خلقت لغيرنا *** حياتك لا نفع وموتك فاجع. لكن نقول للشاعر لا فجيعة بعد اليوم، ألم تسمع بقول ذاك المسلم الذي أقيم عليه شرع الله، وقطعت يده في حد السرقة، فحمد الله بعد قطعها، وقال الحمد لله الذي أنقذني منك كدت ترديني في النار.. وهذا حال جنوب السودان العلماني، الأقطع، الأبتر، الذي يرفض بسم الله الرحمن الرحيم، فهو أجزم أبتر أقطع، خداج، ونحمد الله أن خلصنا من خلايا لا تعرف الله ولا توحده، قبلتها الغرب، وتكفر بالرب، وأقول لكل مسلم غيور على دين الله، نحن لم نكن أغير من الله ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من خاله سعد رضي الله عنه، فوجود الجنوبي العلماني، أو الوثني أو الكجوري، في وسط المسلمين، منكر، ونحن المسلمين أُمرنا بالنهي عن المنكر، ما استطعنا لذلك سبيلا، فإن لم نستطع إزالة المنكر عنا يقول العلماء: «النكر إما أن تزيله أو تزول عنه»، فلا تبكوا على نافخ الكير، والذي أحرق بناره البلاد والعباد، وما انفصال الجنوب بمصيبة حتى يسترجع الإنسان إنا لله وإنا إليه راجعون ولكن بل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وزوال المنكر ورحيله نعمة تستوجب الشكر.. ولا تأسوا على ما فاتكم وإن كان ثمة أسى فعلى الأرض لا من يمشي عليها، ونحزن على فراق إخوة من الجنوبيين من حفظة كتاب الله، نقول فيهم ولهم، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سلمان منا آل البيت»، فهم منا ونحن منهم، يا أخي في بور أو في نمولي٭٭ أنت مني أنت مني أنت لي. فقد جمعنا الإسلام، وهو فوق رابطة الأوطان، فقد وسعنا الإسلام إن لم تسعنا الأوطان. والأرض لله يورثها من عباده من يشاء. { بين سلفا كير.. وربعي بن عامر والله أكاد لا أصدق ما رأيت.. لكن الحق أبلج والباطل لجلج، الحق واضح بيِّن كالشمس ولو تلبدت بالغيوم، وقد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم :«تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك» ولكن فضح الحق سبيل المجرمين «وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين» وفي هذه الآية دليل واضح لمن رأى بصحفة «الإنتباهة» الجمعة العدد 785 صورة جمعت زعامات الأحزاب كما يزعمون مع سلفا كير وقد خلع قبعته «وقد ذكرتني بقصة أبو دلامة عندما هجا نفسه: إذا لبس العمامة صار قردا ٭٭ وخنزيراً إذا خلع العمامة» عن يمينه الصادق المهدي وعن يساره الترابي، وثالث لا يكاد يبين، وكلتا يدي الرجل شمال، لأن من لم يرضَ بالله ربًا، وبالاسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، فهو من أصحاب الشمال، والله مدح اليمين وأصحاب اليمين، ونهى وحذر جل وعلا من الركون والقعود مع أمثال هؤلاء الملحدين والوثنيين، والكجوريين، والعلمانيين، قال تعالى: «فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين». هل هؤلاء قادة في أمة كانت خير الأمم. قال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر». هل هؤلاء دعاة إلى دين الله؟! وربعي بن عامر كذلك! «يا من يدين بدين هؤلاء ما لكم كيف تحكمون؟» ربعي بن عامر دخل على رأس الكفر في ذلك الزمان رستم، وهو في مجلسه مزين بالنمارق والذهب، وعلى سرير من ذهب، دخل ربعي بثياب صفيقة، متشحًا بسيفه وترسه، وفرس قصير.. ما طأطأ رأسه، يدوس بفرسه على البساط، ثم ربطها، وهو القائل: «أنخنا اليها كورة بعد كورة٭٭ نقصهم حتى احتوينا المناهلا» أي فتحناها مدينة بعد مدينة حتى وصلنا موارد مياههم أين ربط هؤلاء مطاياهم؟! - وما نزع ربعي سلاحه، إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فقال رستم ما جاء بكم؟ فقال الله بعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه ندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلناه منه، ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نقضي إلى موعود الله، قال: ما موعد الله؟ قال الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي. نقول لهؤلاء القيادات الإسلامية كما يظن البعض آلله ما أجلسكم مع هذاالرجل إلا ذاك! وسؤال آخر: هؤلاء الزعماء عندما كانوا في قمة السلطة من كانوا يقاتلون؟ أأسلم الرجل؟ أم فارقتم دين آبائكم؟!.. أم هو فجور في الخصومة «يا فيها يا أطفيها» أعينوا أخاكم ورئيسكم فهو مسلم، أعينوه ولو ضربكم وسلب مالكم ولا تعينوا عليه الكفرة والكجوريين والوثنيين والمشركين.. قال تعالى: «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا»، والدين عند الله الإسلام، وكذّاب أشِر من ادعى النصرانية ولم يؤمن ويشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، والقوم إما ضالون أو مغضوب عليهم. فقد أقر أسلافهم للنبي بالنبوة أكثر مما يقر لابنه بالبنوة، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا. وقد خاب وخسر من باع دينه بعرض من الدنيا قليل، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار، وما لكم من ناصرين.