كانت جلسة الأمس في ورشة العمل الإعلامية لمؤتمر الحوار الإعلامي مخصصة للإعلام الرسمي الحكومي وحظيت الجلسة بحضور كبير من الوزراء والخبراء والمختصين. وحمدنا الله أن ورقة التلفزيون كانت الأولى واستغرقت بالنقاش والمطاولات والتعقيبات أكثر من ساعتين رغم أن الجلسة بدأت متأخرة ولهذا لم يكن في مقدورنا متابعة بقية الأوراق. وليكن موضوعنا اليوم ورقة التلفزيون أو ورقة محمد حاتم سليمان والتي جاءت صورة طبق الأصل مما قدم في احتفالات اليوبيل الذهبي وما ظللنا نسمعه من أحلام محمد حاتم سليمان عن تلفزيون المستقبل. جاءت المداخلات بعيدة عن الورقة وموضوعها في معظمها بل كان معظم المتداخلين من أبناء التلفزيون الذين أعدواالورقة ولهذا كانوا وحدهم ممن أشاد بها فيما تناول غيرهم المهم الملخص في بيئة العمل والامكانيات ومضمون التلفزيون وقد نجح (الأمير) أحمد سعد عمر في توزيع الفرص والتي وجدت التجاوب والتقدير ممن (دخل في الموضوع) فيما ارتفع الهمس والهرجلة مع مداخلات بعض حارقي البخور. حظيت الورقة بالكثير من التناقض والمعلومات التي تستوجب من مقدمها الاعتراف بتقصيره وحبه للكرسي الوثير لأنه لم يتقدم باستقالته وهو يصف جهازه بأنه بدون هيكل واضح والشروط غيرمجزية للعاملين والتدريب متوقف وقصور الامكانيات رغم أن التلفزيون يسبح في بركة بترول من الثروة ويقصد المكتبة التاريخية المستباحة بدون مقابل مجزي وشكك في تقييم المشاهدين المعروف للقاصي والداني أن تلفزيونه في مركز متأخر بوصف هذا التقييم بأنه انطباعي. وكرر أحلامه السابقة في ضرورة قيام برج التلفزيون كما بدأ ولايته الأولى وتحولت الأحلام إلى قيام مدينة الإعلام كما ردد في ولايته الثانية. وفات عليه أن يوضح لماذا كل هذا التدهور وهو باقٍ في كرسيه للسنة الثانية عشرة. نقطة.. نقطة أحيي القاعة التي شهدت جلسة الأمس لمناقشة ورقة التلفزيون بحضورها المميز واعبر عن سعادتي لأنني الوحيد الذي حظي بتصفيق حار بعد الفراغ من مداخلتي وأحني الهامة تقديراً لمن صفق ولعشرات الرسائل والمكالمات التي انهالت لأن الجلسة كانت مبثوثة على الهواء إذاعياً وتلفزيونياً. كان الموضوع الرئيس للورقة وقد اهتمت به وهو أن التلفزيون متأرجح بين هيئة واحدة أم دمج مع الإذاعة. ولم يتعرض لهذه الجزئية أحد من المداخلات إلا الأستاذ الطيب قسم السيد الذي أوضح بأن العصر الذهبي للتلفزيون كان بين 1980 1990م وكان الجهاز مدموجاً مع الإذاعة وأكد بأن كل البرنامج التي ضرب بها محمد حاتم سليمان المثل في العيش وسط المشاهدين كانت في هذه الفترة. ذكرت أن قراراً رئاسياً صدر العام 2011م بدمج الإذاعة والتلفزيون، وحدث تباطؤ في التنفيذ لدرجة أن النائب الأول السابق الأستاذ علي عثمان أعلن بأنهم أمهلوا لجنة تنفيذ الدمج سنة كاملة ولم تفرغ وأمهلها شهراً وأيضاً لم تنفذ وذهب النائب وتم الإعلان عن هذا المؤتمر لوضع نهاية لحجوة أم ضبيبينة هيئة واحدة أم هيئات ثلاث ولو لم ينجز هذا المؤتمر هذه الجزئية فعلى القائمين على أمره الاعتذار للشعب السوداني. وصفت بيئة العمل في التلفزيون بأنها الأسوأ في تاريخه الذي لم يشهد اعتصامات وكتابات على الجدران ورفع لافتات الاحتجاج واعتداء موظف على مسؤول واللجوء للمحاكم إلا في حاضره الحالي. وقلت بأنه لولا عظمة العاملين في التلفزيون وارتباطهم الوجداني به لما ظهر على الشاشة برنامج واحد أو نشرة أخبار واحدة. ذكرت وأكرر الآن أن الدولة السودانية في تاريخها اهتمت بالتلفزيون منذ عهد إبراهيم عبود المؤسس وفي الديمقراطية الثانية افتتح تلفزيون الجزيرة وتأسس اتحاد الإذاعات العربية. وفي عهد مايو كان الانتقال للتلفزيون الملون وافتتاح تلفزيون عطبرة وفي عهد الإنقاذ كانت الانطلاقة الفضائية وتدعم التلفزيون شهرياً بأكثر من ستة مليارات جنيه ولكن هنالك إهدار للمال وصرف بذخي وشركات مقاولات لتبني الحمامات والمكاتب والنوافير والحدائق ثم تقوم بهدمها وعلى كاهل تلفزيون محمد حاتم سليمان ديون مثقلة من الداخل والخارج وكان الله في عون من يأتي بعده