أما أهلنا الأعزاء الشرفاء أهل الحكمة أهل القرآن واللوح والدواية والمحمل إلى بيت الله الحرام وكسوة الكعبة المشرفة ماذا دهاكم وماذا أصابكم؟! أليس ما ذكرت هو ديدنكم في الماضي العريق لأهل دارفور؟ أليس منكم هو ذلك الأب والوالد الشفوق لابنه وذاك الجد الحنون والعم العزيز والخال العطوف والشقيق الحبيب والزميل والصديق الوفي وغيركم من الإدارة الأهلية والمثقفين والعلماء وأصحاب الرأي السديد والعقلاء وأصحاب الحكمة من أبناء دارفور الأوفياء داخل السودان وخارجه كيف لا يكون لكم دور واضح في حسم وحل أزمة دارفور! أين دوركم الطليعي والطبيعي لهذا الأمر؟ ألستم أنتم أصحاب أصحاب المصلحة الحقيقية؟ إحدى عشرة سنة مضت من عمر دارفور في الحرب والشتات والفرقة وأنتم على الرصيف ماذا تنتظرون؟ ألم يكن هؤلاء الإخوة الأشقاء الأعزاء من حملة السلاح هم أبناؤكم ومن أصلابكم وأنتم لهم الأهل والعشيرة لا يمكن أن يخرجوا من طوعكم مهما تفاقمت هذه الأزمة وإلا على الدنيا السلام؟ فيا ريتنا بالسلام الذي ننشده آناء الليل وأطراف النهار. فيا أهلنا الشرفاء في دارفورالكبرى إذا أنتم لم تستطيعوا حل أزمة دارفور وأنتم لها؟ ماذا تنتظرون ومن هو أحق منكم في هذا العالم كله لحل مشكلة دارفور؟ فلو كان العالم الآخر يستطيع ذلك لما تفاقمت هذه الأزمة إحدى عشرة سنة! هل الأممالمتحدة بقوتها وجبروتها وبجيوشها متعددة الجنسيات ومعها الاتحاد الإفريقي (اليوناميد) هل استطاعت حل الأزمة؟ ومن قبل انجمينا وأبوجا واحد وأبوجا اثنين وأخيراً اتفاقية الدوحة ونشكر القيادة القطرية التي اجتهدت كثيراً وصبرت فبالرغم من أن بعض حاملي السلاح قد وقعوا على اتفاقية الدوحة إلا أن البعض رفض ذلك وما زالت الأزمة قائمة؟! فعليكم أيها الأهل بالجلوس في الواطة تحت ظل شجرة حراز كبيرة أو شجرة عرديب ظليلة كما كان يفعل أجدادكم وآباؤكم في الماضي وذلك لحل أعقد المشكلات!! اتركوا القاعات الدولية وبهرجتها التي لم تزيد في هذه الأزمة إلا مزيدًا من التعقيد ولم تفضي إلى أي نتيجة إيجابية حسب المطلوب وإلا لن ولم تحل أزمة دارفور؟! هذه هي الحقيقة التي نعيشها الآن رضيتم ذلك أم أبيتم فالأمر كله برمته لكم والحل عندكم؟! فيا أيها الأهل والعشيرة لا تضيعوا الوقت في الأوهام وانتظار المجهول لحل أزمة دارفور؟ لا أحد في هذه الدنيا كلها يستطيع حل أزمة دارفور إلا أهل دارفور أنفسهم؟ وذلك داخل البيت الدارفوري! وإذا أردتم ذلك لفعلتم؟ ولا أبالغ إن قلت وفي خلال «24» ساعة فقط! فلا توجد مشكلة في هذه الدنيا ليس لها حل إطلاقاً مهما عظمت وتعقدت فيا أيها الأهل الكرام مافي إنسان في دارفور ولا غير دارفور مقطوع من شجرة؟ وما عنده أصل أو ينتمى إلى الأسرة والى مجتمع عريق كمجتمع دارفور المعروف لكل العالم! فالإخوة حاملو السلاح لا يمكن أن يخرجوا عن طوعكم وكما أسلفت فلا بد أن يسمعوا لكم لأنهم منكم وإليكم. فلا تنظروا حل أزمة دارفور عند الآخرين؟ فأكرر أيها الأهل الأعزاء الحل بكم لا خيار؟ فنتمنى أن نسمع خيراً قريباً جدًا يُفرح جميع أهل السودان. فأقول للإخوة الأعزاء الكرام فصيل الاخ الاستاذ مني ايضا فصيل الاخ الاستاذ عبد الواحد كذلك فصيل الاخ الدكتور جبريل والاخوة الاخرين ارجوكم رجاء خاص ملؤه المودة والمحبة والاخوة الصادقة في الله سبحانه وتعالى فانني ادعوكم الى تحكيم صوت العقل مهما كانت المرارات والغبن ومهما كان الخلاف مع الحكومة ان تراعوا ظروف اهلنا الضعفاء الشرفاء والتي طالت إقامتهم في تلك المعسكرات السيئة والتي تعلمون أحوالهم أكثر مني والذين حملتم من أجلهم السلاح ومن أجل دارفور العظيمة لا لأجل أنفسكم فأكرر رجائي أن تضعوا السلاح وكما يقولون «ارضا سلاح» وأن عودوا إلى وطنكم وأهلكم أعزاء مكرمون وعن طريق الحوار البناء والمنطق إن شاء الله سوف تصلون الى ما فيه خير البلاد والعباد ونحن معكم وبكم لبناء هذا السودان العظيم. فما طلبته منكم كان رجاء أخوي فقط ليست لي أي صفة ادعوكم بها او اخاطبكم في هذ االشأن الهام جدًا لكل فرد من أبناء الشعب السوداني وبما أنني أحد أبناء الشعب السوداني وانتم من ابناء الشعب السوداني فكان لزاماً عليّ ان اطلب منكم هذا الطلب الذي أراه ليس بالمستحيل! فكلنا إخوة سودانيين لا نعرف غير ذلك؟ ولا أريد في هذا الأمر إلا الخير العميم والاصلاح لكم انتم أولاً والسودان بصفة عامة ودارفور بصفة أخص؟! فبعودتكم وانضمامكم لحضن الوطن يكون هو الشرف العظيم وبكم يتم السلام الشامل ويتم الاستقرار في كل أنحاء السودان فبها سوف ننعم بالتنمية والرفاهية ليس لأهلنا في دارفور فحسب بل سوف يعم ذلك كل أهل السودان جميعاً وهذه هي الحقيقة إن أردتم ذلك فبدون سلام واستقرار لا توجد حياة على الإطلاق فمن أهم مقومات هذه الحياة الأمن والاستقرار وأنا أعلم تماماً ان هذا معلوم لديكم ولكنني ما قلت ذلك الا انه حرص وإصرار مني ان يتم هذا الأمر قريباً وبدونكم وكما ذكرت آنفاً لا يتم الأمن والاستقرار وهذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان؟ فأكرر للمرة الثانية والثالثة جبر الخواطر من أجل دارفور وإنسان دارفور المغلوب على أمره. فعليكم أخذ الأمور بالحكمة فأنتم الطبقة المتعلمة والمثقفة والواعية والحريصة على بناء وتنمية دارفور وقد ضحيتم بأنفسكم وناضلتم وتركتم كل مباهج الحياة من أجل دارفور وانسان دارفور؟ فأكرر يجب عليكم مزيداً من التضحيات وذلك بقبولكم للتفاوض والحوار وأن يكون هناك تنازلات مهما كانت المرارات والغبن كما ذكرت آنفاً وأن تجبروا الخواطر ليس من اجل نظام او من اجل شخص ولكن تقديراً لتلك الظروف المأساوية التي يعيشها اهلنا في دارفور كما ذكرت في بداية حديثي «الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله» ومن اقوال أهلنا الكبار في دارفور وحتى يومنا هذا البكسر بخاطر الناس ربنا بكسر بخاطره؟ فعليكم ان تنتبهوا الى هذه المقولة والخيار لكم فحل مشكلة دارفور عندكم وبكم؟؟ لاخيار فالأمر في النهاية لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد. فهلموا أيها الإخوة الأعزاء الى كلمة سواء كما قال ذلك السيد رئيس الجمهورية في خطابه الاخير ان هلموا جميعاً حتى الذين يحملون السلاح لبناء هذا السودان عامة والله المستعان. فنقول للأخ الاستاذ ياسر عرمان وانت تترأس الحركة الشعبية قطاع الشمال وللاخوة حاملي السلاح من ابناء النيل الأزرق وعلى رأسهم الأخ الفريق مالك عقار ايضا الاخوة حاملي السلاح من ابناء جبال النوبة وعلى رأسهم الاخ الفريق عبد العزيز الحلو لماذا العودة والاصرار على الحرب هل هو الخيار الأوحد؟ تلك الحرب التي انهت الاخضر واليابس فلا يرجى منها إلا الخراب والدمار والتشريد وانتم تعلمون ذلك جيداً لأنكم ذقتم مرارة الحرب وتلك المآسي التي خلفتها أكرر أرجو تحكيم صوت العقل وان تأخذوا الأمور بالحكمة وان تنظروا لأهلنا الضعفاء في هاتين الولايتان وتضررهم من هذه الحرب وتشريدهم وتركهم لمناطقهم الأصلية ونزوحهم إلى أماكن شتى وهم في أسوأ الأحوال وعدم الاستقرار فليست لي أي صفة لمناشدتي لكم إلا أنني أحد أبناء الشعب السوداني سوداني الجنسية وسوداني القبيلة لا أعرف القبلية ولا الجهوية ولا العنصرية كلنا إخوة سودانيين من رحم هذا السودان العريض فكان من واجبي لذلك لا لشيء إلا الإصلاح والخير والتوفيق لما فيه مصلحة السودان عامة والنيل الأزرق وجبال النوبة بصفة أخص وان نرى تقدم وتنمية هاتين الولايتين ورفاهية انسانها على ايديكم فاكرر مناشدتي لكم مرة اخرى ان تعودوا الى حضن الوطن أحرارًا أعزاء ويكون الحوار البناء من اجل السلام هو ديدنكم ليس من اجل جهة او لغرض شخصي بل من اجل الذين حملتم السلاح لاجلهم ايضا من اجل مشاركتكم الواجبة لبناء هذا السودان العظيم فهلموا أيها الاخوة الاعزاء (ارضا سلاح) ومهما كانت المرارات والغبن نقول عفا الله عما سلف والوطن يسع الجميع لا عزل لأحد؟ كما قال ذلك السيد رئيس الجمهورية مرات ومرات وفي خطابه الاخير للأمة السودانية «حتى الذين يحملون السلاح» فأقول للسيد رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني لقد سئم الشعب السوداني هذه الحروب التي طال أمدها وقد اخذت من حقه الكثير الكثير؟ نصف قرن من الزمان وما زالت مشتعلة فإلى متى؟ إضافة ومع كل هذه الظروف الحرجة تلك المكايدات السياسية وعدم الوفاق الوطني بين الحكومة ومعظم القوى السياسية التي لا يحلو لها إلا الصيد في الماء العكر؟ فصار الضحية الشعب السوداني العظيم الذي صبر وصابر كثيرًا وناضل من أجل هذا الوطن واستشهد منهم خيرة أبناء هذا الشعب وأنت تعلم ذلك أكثر مني يا سيادة الرئيس ودائماً تشيد بمواقف الشعب السوداني العظيمة تجاه وطنه السودان والذي لم يتراجع عن مبادئه ابداً رغم معاناته المستمرة في كل مناحي الحياة وضحى كثيرا من اجل هذا السودان حتى حتى حياته المعيشية والتي اصبحت فيها الرغيفة بحجم «الزرارة» في عاصمة البلاد كذلك نصف ربع الكيلو العجالي لحلة الملاح لاسرة كاملة وما خفى اعظم؟! وما زال صابرا وصامدا فكل ما جاء بخطابكم الاخير للامة السودانية وما جاء بالوثيقة ان يكون فيه فاتحة خير لحل كل مشكلات السودان المستعصية وعلى رأسها السلام الشامل الذي كررته مرات ومرات في ذلك الخطاب الهام وان تنزل ما بالوثيقة الى ارض الواقع. ايضا نتمنى ان تحسم الفوضى التي عمت الاسواق والافران والمواصلات والكثير الكثير؟ فاصبح التحرير فوضى وابتزاز سيئ للغاية بزيادة الاسعار يوميا للمواطن الضعيف الذي «لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» حتى الجرجير والبصل والعجور صار سعره مع زيادة او نقصان الدولار!! كما نأمل ايضا ان تحل هذه المعاناة حلاً جذرياً ونتمنى ان يتم الوفاق الوطني مع كل القوى السياسية دون عزل لأحد وذلك حسب ما نادى به السيد رئيس الجمهورية للحوار الشامل الذي طلب فيه ألا يتخلف احد حتى الحركات المسلحة وذلك ليعم السلام الشامل كل ارجاء السودان وبالسلام ان شاء الله سوف ينعم الشعب السوداني بالامن والاستقرار والتنمية والعيش الكريم والرفاهية. اما موقف الحكومة مع الحركات المسلحة وكما ورد على لسان السيد رئيس الجمهورية في احد اللقاءات قال مارفعنا حجرا والا ونبحث عن السلام ولكن السؤال يطرح نفسه ما الذي يترك هؤلاء الإخوة حملة السلاح بان يصروا على استمرارهم لهذه الحرب؟ على الحكومة ان تعرف بالحكمة ماذا يريدون ولماذا هذا الاصرار على العموم هناك شيء ما في نفس يعقوب ادى الى هذا الاصرار؟ والله أعلم لا ندري ما بالنفوس وفي سبيل السلام الشامل الذي كان اولوية السيد رئيس الجمهورية في خطابه الاخير على الحكومة مزيد من التنازلات مهما كان الثمن؟ فنتمنى ان يتم ذلك وقريباً جدا ان شاء الله بقبول الاخوة حاملي السلاح لمبادرة السيد رئيس الجمهورية ومناشدته لهم بحضور الحوار الوطني الشامل ولكل الفرقاء السودانيين دون عزل لأحد. اما الاخوة الاعزاء من الاحزاب السودانية عامة والحزبين الكبيرين خاصة؟ والحزب الشيوعي بصفة أخص الذي لا يعجبه العجب في كل الاحوال وفي كل الحقب التي مرت على حكم السودان «خالف تذكر» مع احترامي الشديد لرأيهم أتمنى ان يعجبكم العجب هذه المرة والا تتخلفوا عن الركب من اجل هذا السودان ومواطن السودان فيا أيها السادة السياسيون عامة عليكم مخافة الله في هذا الشعب السوداني الصابر الصامد «ثمانية وخمسون» عاماً ستة عقود من الزمان وهو ينتظر منكم الآمال العراض ولكن بكل أسف ومنذ ان نال استقلاله من المستعمر البغيض لم ينل حقه المطلوب والمفروض كبقية شعوب العالم ولم ينعم بذلك الاستقلال مطلقاً!! فما هو دوركم الايجابي طوال هذه السنين الطويلة وفي كل تلك الحقب التي مرت على السودان او بالاصح الحقب التي تعاقبت على حكم السودان وحتى الان لم يجد منكم الشعب السوداني الا تلك المكايدات والمزايدات السياسية والصراع حول السلطة والذي لم يكسب منه شيء إلا زيادة المعاناة في كل مناحي الحياة حدث ولا حرج؟! فطيلة هذه الفترة الطويلة الماضية على استقلال السودان عاش السودانيون في ظل الحروب الدامية والمؤسفة والتي نعيشها حتى الان بين ابناء الوطن الواحد التي لم يجنوا منها الا الخراب والدمار والجهل والتخلف والفقر المدقع اضف الى ذلك تلك الامراض الاجتماعية المستعصية والتي ذكرتها آنفاً الا وهي الجهوية والعنصرية والقبلية وهذا هو واقعنا اليوم لا ينكره الا مكابر او منافق!