صلاح مختار: حينما انقطع التيار الكهربائي في قاعة مؤتمر محلية أمبدة كان وقتها مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني يخاطب الحشد الكبير الذي امتلأت به قاعة الاجتماع، وشعر البعض بالحرج خاصة أن الذي كان يخاطب هو مساعد الرئيس، وعندما بدأت القاعة في السخانة قال أحد الحضور إن انقطاع الكهرباء رسالة للحزب ولرئيسها بالخرطوم د. عبد الرحمن الخضر بأن هناك مشكلة في الإمداد ليس في أمبدة ولكن في كثير من أحياء العاصمة، ولكن خيال الشخص لم يدم طويلاً لأن التيار الكهربائي سرعان ما رجع والتي تمنى فيها أحد الزملاء بألا تؤثر سخانة الطقس على الخطاب السياسي، ولكن غندور كعادته امتص خشية البعض وتوجسهم وشعورهم بالإحباط بطرفة قال فيها «إنه عندما كان في نقابة العمال يقولوا إذا انقطع الكلام نبدأ من الأول» وهنا ضحك الجميع. ولأن الساحة السياسية تعج بكثير من القضايا فإن غندور بدأ حديثه بتوجيه رسائل للقوى السياسية لا تخلو من المقارنة والنقد اللاذع، حيث قال فيها «إننا سمعنا من يتحدث بأن عضويته بلغت 6 ملايين»، وأضاف أن بعض الأحزاب عبارة عن حزب الرجل الواحد والفرد والأسرة الواحدة. ولكن غندور أراد أن يلفت النظر إلى أن الوطني مثل كل الأحزاب فيه الخطأ والصواب، ولذلك قال«لم نقل إننا نمثل الكمال ولا نجدد المثال لجهة أننا بشر نخطئ ونصيب ومتى ما أخطأنا نعترف بخطئنا ومتى ما أصبنا نسأل الله مزيداً من الصواب». ولذلك أقر بأخطاء صاحبت الممارسة السياسية منذ الاستقلال، وقال متى ما جلس حزب في السلطة أقصى الآخرين لا يرعى في الناس إلا ولا ذمة يسعى بكل شيء للوصول إلى كراسي الحكم. وأشار إلى وثيقة الإصلاح وقال إننا نريد حرية الممارسة السياسية إلى أهلنا ومواطنينا، وهي ليست منة على أحد وإنما أمر مستحق، غير أنه قال نريدها حرية مسؤولة نرعى حرمات الوطن ونسعى بألا نتجاوز فيها الحدود. ورأى غندور أن الحديث عن الإصلاح لا يعني أن هناك تقصيراً، وإنما للوصول إلى الأفضل وإلى ترتيب أجود. وقال إن الإصلاح السياسي معني به كل السودان. ويبدو أن قضية الحوار الوطني أصبحت الشغل الشاغل للحزب، لذلك خص غندور في حديثه الحوار بمساحة كبيرة لذلك قال سنمضي في الحوار وإن رفضته بعض الأحزاب وسنلجأ إلى الانتخابات وهو حق دستوري، قائلاً «إن قاطع البعض الحوار الوطني فإن الحزب سيمضي مع القوى التي ارتضته»، وأضاف «بعضهم يعلم وزنه في الشارع السياسي ويعلم تاريخه البعيد والقريب بين الناس». وقال الحوار قصدنا منه جمع أهل السودان على صعيد واحد، وأضاف: نريدها ممارسة سياسية بلا إقصاء ولا إبعاد. ووجه غندور رسالة لأحزاب المعارضة التي ترفض الحوار حيث قال إن الحوار ليس له بديل وسنمضي للشعب أن يقدم فينا من يريد الحكم، وأكد أن البديل الآخر أن نمضي إلى الانتخابات. من جهته، انتقد والي الخرطوم رئيس المؤتمر الوطني بالولاية د. عبد الرحمن الخضر بعض القوى السياسية التي قال إنها توجه الاتهامات للوطني غير آبهة بما تقوله لجهة تقييد حركته ونسف ما تم بناؤه، مؤكداً أن الوطني ولد عملاقاً وسيكون عملاقاً في حياة السودان، وأعرب عن تفاؤله من قيادة البلاد إلى بر الأمان، وقال إن الذين يعارضون الوطني فشلوا في عقد أي مؤتمر لأحزابهم. وكشف أن «55» من قيادات الحزب تم تجديدهم خلال المؤتمرات، وقدمت القواعد قيادات جديدة إلى مشاركة «75 %» من عضوية الحزب في مؤتمرات الولاية.