منذ دخول القوات الأمريكية للعراق وإزاحة قائدها صدام حسين وإعدامه وأرض الفرات لم تشهد عافية. قيل - وليس كل القول ملزما- ان العراق لم يقدر على حكمها سوى صدام حسين ومن قبله الحجاج بن يوسف. عرف الحجاج بقوة رأيه وجبروته في عهد الدولة الاموية وشهد عهده الكثير من الفتوحات الاسلامية وكان اهمها الاندلس. ومن اكثر مقولات الحجاج رواجاً «اني اري رؤوساً قد اينعت وحان قطافها واني لقاطفها». ويبدو ان معتمد حلفا الجديدة بولاية كسلا قد وضع الحجاج قدوة له وهو يريد قطع الرؤوس التي تعارضه وليست التي اينعت. حالة من الدهشة تملكت اهلنا في حلفا ومعتمدهم يهدد بقطع الرؤوس التي تعارضه. حلفا ليست هي العراق التي حكمها الحجاج حتى تقطع فيها الرؤوس. من المؤكد ان التوفيق لم يحالف الاخ عبدالرحمن حسن وهو يطلق تهديده ذاك في احتفال عام في مدينة حلفا. وليس كل من يعارض يعاقب بقطع الرؤوس والا لاصبح السودان عمومه وليس حلفا أجساداً بلا رؤوس. يبدو ان بعض معتمدي السودان يحتاجون لدورات في القيادة التنفيذية. بخلاف معتمد حلفا هناك بعض المعتمدين لا يفقهون كثيراً في البرتكولات مما يشكل حرجاً بالغاً في بعض المناسبات. المعتمد هو راعي المواطنين في محليته، يعني هو رئيس جمهورية المحلية ويجب عليه ان يكون مدركاً لكل كلمة يقولها. اذكر انه قبل فترة غير بعيدة سافر بعض المعتمدين للخارج لتلقي دورة في المعتمدين. واعتقد ان معتمد حلفا لم يكن في تلك الدورة وان كان فستكون الطامة الكبرى. طامة لان المعتمد سيكون حينها لم يستفد من تلك الدورة ولا لما اطلق ذاك التهديد. المعارضة في اي مكان هي العين التى ترى بها الجهة الحاكمة باعتبار انها تنتقد بعض السياسات التي يجب اصلاحها. وفي حلفا المعتمد لا يريد«عين» يرى بها نواقص المحلية ولاندري السبب! معتمد حلفا لم يوفق في حديثه ونرجو ان يعالج خطأه باتاحة مساحة لمعارضيه من اجل مصلحة البلاد والعباد. كسلا عموماً تحتاج للكثير من الخدمات التي يبحث عنها المواطن خاصة في اطراف الولاية. ولن توفر هذه الخدمات الا بارتفاع اصوات المواطنين بغض النظر عن معارضتهم او موالاتهم. في حلفا الصمت والا قطع الرؤوس..ربنا يصبر الجميع. معتمد حلفا.. حجاج هذا الزمان ..مع مراعاة اختلاف التوقيت وأشياء أخرى.