في إفادة مهمة ولها دلالة ذات مغزى نقلتها عنه صحيفة «أخبار اليوم» الصادرة بالخرطوم خلال الأيام القليلة المنصرمة، وذلك في حوار أجرته معه، ذكر اللواء عباس عبد العزيز قائد قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات والخاضعة للقوات المسلحة لدى المشاركة في التصدي للقوى المسلحة المتمردة والمناهضة للسلطة الحاكمة الراهنة.. ذكر أن هذه التجربة المتمثلة في قوات الدعم السريع ومشاركتها تحت قيادة القوات المسلحة في المهمة التي تقوم بها لدى التصدي للقوات المتمردة والمنخرطة في مناهضة مسلحة للسلطة الحاكمة بمناطق جبال النوبة بجنوب كردفان إضافة إلى ولايات دارفور الكبرى، إنما هي مواصلة لتجارب سابقة واستمرار في تطويرها، وليست هي التجربة الأولى بالنسبة للإستراتيجية المتبعة من جانب القيادة العامة للقوات المسلحة، وما يطرأ عليها من تغيير وتفعيل وتطوير وتعديل بها بناء على المتغيرات والتطورات الجارية، وما تتطلبه من وسائل وأساليب جديدة وفاعلة وناجحة وناجعة في التصدي لها والتفاعل والتعامل معها. وفي سياق هذا الإطار للرؤية المنهجية العميقة والبعيدة المدى فيما يتعلق بالمهمة الراهنة التي تقوم بها قوات الدعم السريع بالمشاركة مع القوات المسلحة وتحت قيادتها.. أشار اللواء عباس عبد العزيز في الإفادة التي أدلى بها لصحيفة أخبار اليوم، إلى أن التجربة المتبعة من جانب القوات المسلحة في هذا الصدد وبهذا الخصوص، وفيما يتعلق بتطوير وتوفير وتفعيل القدرات اللازمة في التصدي الناجع والناجح في المواجهة مع القوى المسلحة المتمردة في مناطق جبال النوبة ودارفور الكبرى.. تعود في جذورها إلى الخبرات السابقة النابعة من فترة المواجهة مع قوات الحركة الشعبية التي كانت متمردة في جنوب السودان، ثم سعت إلى الامتداد بنشاطاتها إلى مناطق شمالية متاخمة للجنوب أثناء الحقبة التي تولى فيها زعيم حزب الأمة وكيان الأنصار السيد الصادق المهدي منصب رئيس الوزراء المنتخب عام 1986م وذلك في المرحلة اللاحقة للإطاحة بالنظام الشمولي للرئيس السابق الزعيم الوطني الراحل المرحوم جعفر نميري بانتفاضة شعبية دعمتها القوات المسلحة عام 1985م. وكما قال اللواء عباس عبد العزيز ففي تلك الحقبة وتحديداً في العام 1987م تم تشكيل ما كان يسمي حينها قوات لواء الردع التابعة للقوات المسلحة، وقامت تلك القوات بالمشاركة في عمليات التصدي لقوات الحركة الشعبية المتمردة وقد وصلت تلك المشاركة إلى مناطق الرنك وملكال وظلت مستمرة ومتواصلة حتى بلغت عاصمة جنوب السودان في مدينة جوبا، وذلك عبر عمليات ناجحة كانت تحظى بالدعم والإشادة بها والمساندة لها من جانب السلطة بقيادة وزعامة رئيس الوزراء المنتخب السيد الصادق المهدي آنذاك. وفي سياق الإشارة إلى الاستفادة من الخبرات المكتسبة والعبر والدروس المستخلصة من فترة المواجهة مع قوات الحركة الشعبية التي كانت متمردة في جنوب السودان قبل الوصول لاتفاق سلام معها أدى لانفصال الجنوب عن الشمال، أشار اللواء عباس عبد العزيز إلى التطورات المستمرة والمتواصلة لهذه التجربة، وذلك على النحو الذي حدث فيما يتعلق بالخدمة الوطنية الإلزامية، وكذلك لدى إنشاء قوات الدفاع الشعبي وتأسيسها وتطويرها وتفعليها وتأهيلها كقوات مدربة وداعمة للقوات المسلحة وخاضعة لقيادتها أثناء المشاركة في عمليات التصدي للقوى المتمردة والمنخرطة في مناهضة مسلحة للسلطة الحاكمة القائمة. وتحدث اللواء عباس عبد العزيز بصفة خاصة عن الفعالية الناجعة والنجاحات الفاعلة والبارزة التي جرى تحقيقها في عمليات صيف العبور، وعمليات الفجر الصادق التي تم القيام بها في التصدي للقوات المسلحة المتمردة المناهضة للسلطة الحاكمة الراهنة في مراحل سابقةو مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تأتي كامتداد لها. والسؤال الذي سيبقى بناء على هذا. وعلى ما جرى في التسوية التي أسفرت عن الخروج من مأزق المهدي بشأن البعد الأمني في الوضع السياسي الحالي وآفاق الحوار الوطني الجاري، هو هل يمضي هذا الحوار في الطريق المرسوم له، وينجح في تحقيق الأهداف المرجوة منه والمأمولة فيه بناء على الانطلاق من الاتفاق على هذا البعد الأمني في الوضع السياسي وضرورة الاعتناء به.. سنرى.