وتحملنا الحياة على ظهر حوتها النائم ولا نعرف متى سيستيقظ ليطلق زفرة ساخنة تطيح بنا في أعماق المحيط أو حواف اليابسة! نستلقي على ظهرها باستكانة دون أن نعرف اللحظة التي تبدأ فيها بالارتجاف فنعرف أن خطراً ما قادم قد يكون بعد لحظة أو ساعة أو سنة.. نتشبث بها بقوة فتمنحنا استدارة كاملة تذيقنا فيها طعم الدوار وضآلة الحيلة فنرضخ مرة أخرى لخياراتها فنتعايش مع الجديد.. نتكىء في ناصيتها فتنكفئ بكاملها علينا فنخال للحظة أن الكون كله تآمر علينا وقرر أن تزهق روحنا خنقاً.. فنستكين.. نعجز عن الحراك فنتقبل وضع الشلل تتحرك عيوننا داخل المحاجر.. نراقب الأحذية المتحركة لا نستطيع أن نرفع رأسنا لنرى الوجوه وهى تجلس بكل ثقلها على ظهرنا فنفقد حتى ملكة الكلام.. نحسب ما تبقى لنا من دقائق في دنيا اليأس ونرمق عقرب الوقت وهو يعلن النهاية في امتنان قبل أن تقفز فجأة بكل رشاقتها وتنحني نحو الجانب الآخر.. دون مقدمات وبلا تنبؤات نجد أنفسنا نجاور السحاب.. يلمس العامة أقدامنا بوجل.. الجو مختلف حيث النجوم صديقة والعصافير رفيقة.. نلمس قوس قزح بأريحية ونسأله عن آخر أمطار صافحته.. نرى غربانا قادمة.. تأتي بعدها عاصفة.. تظلم السماء ترعد وتغضب وتزأر فلا نعرف أين ستحملنا الريح وفي أي مكان سيتدحرج بنا حوت الدنيا!