المريخ يختار ملعب بنينا لمبارياته الافريقية    تجمع قدامي لاعبي المريخ يصدر بيانا مهما    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الإنتباهة» تحاور أمينة المرأة بالوطني د. انتصار أبو ناجمة
نشر في الانتباهة يوم 22 - 06 - 2014

في ظل ما تشهده السلحة السياسية السودانية من تفاعل تسنده فكرة إجراء التغيير في أسلوب وتوجهات الحكم، وهي فكرة ابتدرها المؤتمر الوطني في خطاب الوثبة الأخيرة الذي أسس لمرتكزات الحوار الوطني ففي ظل هذا الحراك «الإنتباهة» جلست إلى الدكتورة انتصار أبو ناجمة محمد أمين أمانة قطاع المرأة وعضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني، ولأنها تحمل قدرات ذهنية وفكرية مرتبة وتتميز بالفعالية والكفاءة أدرنا معها جملة قضايا وملفات وطنية بالتركيز على الحوار الوطني المستعصي هذه الأيام، ولأن قطاع المرأة هو الأكثر فعالية ود. انتصار تسمنت قيادته ضمن إجراءات التجديد في الأداء، فقدمت فكرتها بوضوح معهود لديها في إيصال منهج وسياسة ورؤية حزبها للرأي العام. إلى مضابط الحوار
دكتورة انتصار كيف يمكن قراءة المشهد السياسي في ظل أجواء الحوار الوطني المتعثر؟
شكراً لصحيفة «الإنتباهة» صاحبة الجمهور والانتشار الواسع، وشكراً لكم لابتداركم الحوار مع قطاع المرأة في هذا التوقيت المهم من تاريخ السودان الوطني ومسيرة الحوار الوطني، وحسناً أن بدأنا النقاش بموضوع الحوار وهو جاء في سياق الدعوة للإصلاح للحزب وهو مشروع متكامل لحزب المؤتمر الوطني جاء بإرادة ذاتية ولم تمله ضغوط. وهو مبادرة لحزب رائد ظل على رأس سدة الحكم في مسيرة تجاوزت ربع قرن من الزمان، فمن الطبيعي أن يقف الناس للتقويم والتقييم للأداء والتجربة وأطلقنا مبادرة الحوار للإصلاح بصورة واضحة ومعلومة وهي دعوة سابقة لخروج ما يطلق عليهم الإصلاحيون من المؤتمر الوطني، حيث تداعت أكثر من سبعمائة من قيادات الحزب في لجان مختلفة لخصت المشروع في وثيقة الإصلاح، ومن المؤشرات الجيدة أن يكون هذا الطرح جاء في مواعيده وكانت الاستجابة الصادقة والمباشرة من القوى السياسية والشعب السوداني الذي أقبل على دعوة الحوار بعقل وقلب مفتوحين. صحيح أن عملية الحوار طغت على المشهد ولكن نحن نقول نحن في قطاع المرأة لدينا رؤيتنا الخاصة في عملية الحوار الذي سيشمل كل الناس في المدن والحضر.
لكن الذي اتضح أن المائدة المستديرة كانت فيها نسبة ضئيلة من النساء؟
واضح ان النسبة القليلة للنساء لم تكن من ضعف الإرادة ولكن أؤكد أن الحوار خيارنا ومنهجنا ولا سبيل غيره.
الآن هناك من يتحدث عن الحوار الذي أعلنه المؤتمر الوطني بلا آليات وضوابط لمساره؟
نحن عندما وضعنا فرضيتنا للإصلاح كانت لدينا مصفوفات كاملة ولكن حجبناها حتى نتيح الفرصة للآخر ليتقدم برؤيته ونتحاور حول المشتركات للوصول إلى غايات ومقاصد وطنية واحدة، والأخ رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية عندما طرح الوثيقة كان يملك الإجابات ولكنه لم يضع آليات ومحددات من باب إشراك الآخر حتى تكون لهم مساهمتهم، وكانت الآلية «7*7» وبعدها المؤتمر الوطني سمى مباشرة عضويته في اللجنة من الأحزاب المشاركة في الحكومة ولكن المعارضة ظلت مترددة في تسمية ممثليها في لجنان الحوار.
لكن الآخر لديه تحفظات والبعض لديه رأي بأن المؤتمر الوطني لا يريد توافقاً، وإنما يريد أن يصل لتفاهمات مع بعض القوى مثل حزبي الأمة والشعبي ويدخل بهم الانتخابات؟
الخطاب كان واضحاً وموجهاً لكل الناس، ولكن بصراحة نحن لم نتفاجأ بموقف بعض الأحزاب التي لها أجندة خاصة وهي أحزاب معزولة سياسياً ولم يتوقف الحوار لرفضها وهذه الأحزاب ليست لديها مساهمات في مسيرة الديمقراطية في السودان وبتاريخها لم تأت عبر الصناديق الديمقراطية بل كانت تأتي في الحالات الاستثنائية ولذلك لم يكن مفاجئاً انعزال فئة محددة ومعزولة وهي قوى صوتها عال ولا وجود لها في الساحة.
إطلاق الصادق المهدي، ألا يؤكد هذا السيناريو الذي يتحدث عنه البعض؟
اعتقال الصادق المهدي ألقى بظلال سالبة على مسيرة الحوار والمسؤول عن ذلك هو شخصياً والمؤتمر الوطني استجاب وقدم الضمانات والحريات وفي هذا أؤكد ان مساحة الحريات الأخيرة المتوفرة في السودان لا توجد في كل العالم، ومعلوم أن الحرية ليست مطلقة وإنما تقتضي المسؤولية وهذه الحرية لا تغني عن الثوابت الوطنية والقوات المسلحة.
أين موقع الصادق المهدي من تصنيف أهمية القيادات المعنية بإنجاح عملية الحوار الوطني؟
الصادق المهدي شخصية ضليعة وعميقة وهو يعرف ما يقول والقبض عليه ليس سياسياً تم بمواد في القانون ولكن الإفراج عنه كان سياسياً ولم يكن على حساب القوات المسلحة وكان تقدير قيادة الحزب ولمصلحة الحوار أن تتم تسوية الموضوع وقطعاً ليس على حساب الأجهزة النظامية.
البعض يقول إن إطلاق سراح الصادق المهدي تم بضغوط من الخارج؟
أبداً لم يكن استجابة لضغوط فهذا النظام عمره كله ضغوط، والضغوط لا تشكل سلوكاً أو تحركنا نحو الآخر..
طيب، البعض يقول إن عملية البناء التي انتظمت حزب المؤتمر الوطني هي تهيؤ للانتخابات وأن عملية الحوار لإشغال الساحة؟
هذه أمور طبيعية ونحن حزب مرتب وكل دوراته التنظيمية بآجال وتواقيت محددة وبالتالي إن عملية البناء تأتي في صياغة الإصلاح الداخلي والمؤتمرات القاعدية الراتبة وهذه ترسل رسائل بجديتنا وحرصنا ونحث الأحزاب بإن تظهر جديتها بالاتصال بجماهيرها وتعلن جاهزيتها، وبالتأكد هذا لا يقف في وجه الحوار الوطني.
ماذا يكون الحال إذاأفضت نتيجة الحوار بغير الانتخابات؟
ما عندنا مانع اذا النتيجة كانت غير ذلك ولكن هذه ممارسة الديمقرطية والشورى الداخلية ولا علاقة لها بحوارنا مع الآخر.
هل المؤتمر الوطني لديه آلية ورؤية موحدة في الحوار مع القوى السياسية؟
الحوار على مستواه الرسمي العلوي لديه آلية موحدة ولكن الحوار بشكله العام والمدعوين له كل الناس في الريف والحضر والنساء والرجال فهذا نشارك فيه كلنا كقطاعات، ونحن كقطاع مرأة بدأنا حواراً مع قطاع المرأة ونساء الأحزاب والأكاديميات والطبيبات والمحاميات وفي نفس الوقت ندير حواراً مع القطاعات كافة حول مجمل الحياة والمجتمع يجدد نفسه وطاقاته، ومن الأهداف التي ننشدها إعادة إنتاج المجتمع المبادر المجتمع المنتج وقطاع المرأة نشط في هذا المجال دون تمييز على أي أساس. وفي حوارنا لم نستثن فئة من فئات المجتمع نريد قيادة إصلاح شامل لكل أطر ومناحي الحياة.
كل المؤشرات تشير إلى أن الترتيبات التي تجري معنية بها الانتخابات القادمة؟
الترتيبات ليست للانتخابات القادمة ولكن إذا جاءت الانتخابات فنحن مستعدون.
هل المؤتمر الوطني يتوقع خياراً آخر؟
صمتت برهة ثم قالت.. هذا سؤال محرج..! عموماً ننتظر نتيجة الحوار بروح منفتحة.
ماذا لو قامت الانتخابات ولم تشارك القوى السياسية؟!
سوف نشعر بأسف شديد ونتمنى أن تقوم الانتخابات وبمشاركة القوى السياسية.
هناك من يرى أن هناك تراجعاً عن المضي في تنفيذ وثيقة الإصلاح سيما فيما يلي الإصلاح الداخلي والتغيير في الوجوه؟
لا، بالعكس نحن الآن مارسنا أكبر عملية للشورى وما شهدته المؤتمرات القاعدية التي شارك فيها أكثر من «6» ملايين من عضوية الحزب فهذا أبلغ دليل في تنفيذ وثيقة الإصلاح، وقد دخلت قيادات جديدة وخرجت قيادات رمزية كبيرة وهذا جعل الحزب يثبت إرادته في الإصلاح وهذا أكبر رسالة في المضي على مسيرة الإصلاح، وكذلك المعايير والمبادئ الأخلاقية التي يقوم عليها المؤتمر الوطني تمثل أولوية في وثيقة الإصلاح.
في الأيام الماضية برز حديث عن تغيير في بعض الولايات لكنه همد مما فسره البعض بأنه تراجع من الحزب بعد أن تعرض لضغوط من بعض الولايات؟!
لا.. التغيير في الولايات لا يتم إلا عبر الانتخابات وهناك ولاة منتخبون وتنتهي مدتهم بآجال بعينها، وكانت هناك إجراءات خاصة في ولايات بعينها، أما الحديث عن تغيير يشمل الولاة تماشياً مع ما تم في المركز لم يكن حديثاً صحيحاً. وليس هناك حديث من هذا النوع.
ما هو تفسيركم لما يجري في البحر الأحمر مثلاً؟
حزب المؤتمر الوطني مركزي والولاة صحيح منتخبون لكنهم مرشحون من الحزب والتململ في الولايات هو من فئات ومجموعات ومذكرات بقودها أفراد وهذه من مظاهر الانتخابات وهي رسالة لا تعني عزل الوالي ولكنها تقصد إبلاغ رسالة بأنه لا يصلح للترشح مرة أخرى، وهي رسالة للمركز بأن يفكر في شخص آخر..
ألا تمثل تقييماً لأداء ولاة؟
لا. تقييم الولاة لا يتم عبر هذه المرتكزات وإنما هو تقييم شامل لأدائهم في جمع أهل الولاية وتنفيذ البرنامج الانتخابي..
أين قطاع المرأة من تفاصيل عملية الحوار السياسي الوطني؟
منذ إطلاق مبادرة الحوار الوطني أدرنا حواراً موسعاً مع نساء الأحزاب، ولدينا منبر نشط في هذا الجانب ولدينا اتصال مع الأحزاب خارج منبر نساء الأحزاب، ولدينا قضايا كثيرة تجمعنا كنساء تتعلق بالمشاركة السياسية والأمن الأسري، وندير حواراً شاملاً حول مجمل القضايا الخاصة بالمرأة وما يمكن أن تسهم به المرأة خاصة أنها أصبحت رقماً كبيراً في الخدمة المدنية أكثر من «60%» في الخدمة المدنية تدير حواراً حول تفعيل دورنا في هذه المرحلة وأن المرأة بجميع تياراتها وأحزابها مع الحوار الوطني.
أين المرأة المنتخبة والريفية من حواركم؟
أفردنا حيزاً كبيراً لقضايا المرأة وشمولية الحوار في الاقتصاد والهوية، والمرأة تعزز الهوية والثقافة الجامعة بتربيتها أبنائها وترشيد الاستهلاك ومحاربة العادات الدخيلة التي تضر بالمجتمع. أدرنا حواراً حول الإعلام الجديد وأثره على الأسرة.
المرأة عانت ويلات الحروب والنزاع السياسي أين هذا الجند من حواراتكم؟
كحزب ننسق مع واجهتنا في منظمات المرأة مثلاً وأخواتنا البرلمانيات قدمن مداخلات قيمة حول أثر المقاطعات الأمريكية وحرمان السودان من حقوقه وأثر ذلك على نهضة وتطور المجتمع؟
سؤال جوهري يتعلق بتجربة المؤتمر الوطني في الحكم، البعض يتهمه بأنه كسر تجربة قيادة كارزيما الرجل الواحد لكنه فشل في الإدارة الجماعية للنشاط الحزبي بدليل صراع الأنداد، ما صحة هذا؟
أبداًَ المؤتمر الوطني نجح في تجربة القيادة الجماعية وليس به صراع أنداد لأنه لديه مؤسسات وله نظام تقويم للأداء وهناك هرم مبني ومنضبط وتقدم التقارير بشكل دوري، وليس هناك شعور بالندية وحسب لوائح ونظم الحزب أن ترفع تقريرك لمن هو أعلى منك في الهرم وله الحق في تقييم أدائك. ولكن في موضوع القيادة الجماعية نقول إن المؤتمر الوطني لديه تجربة محترمة في القدرة على تجديد نفسه وضخ روح ودماء جديدة في الحزب.
هل كانت عملية التغيير سهلة ومرت هكذا؟
لا لم تكن عملية سهلة ولكن بسرعة دارت عجلة النشاط الحزبي وكسبنا روحاً ودماء جديدة وبمبادرات جديدة كانت أكثر جودة ولأننا حزب فكرة نبني على نجاحات البعض ولم نبن على أنقاض أو فشل السابقين، فأي شخص يتم تكليفه يرى أين كان يقف السابقون ليضع بصمته هو وتميزه دون الشعور بالغيرة أو الحسد على الآخرين وهذا ما يميز جماعتنا على بقية الجماعات.
في ظل الروح الإيجابية التي سادت علاقة الفرقاء الإسلاميين، هل تتوقعين اقتراب وحدة لحمة الإسلاميين؟
عناصر وحدة الإسلاميين متوافرة والخلاف كان سياسياً ولم يكن على الفكرة، فإذا انجلى الخلاف السياسي فمكونات الوحدة متوافرة، وفرصة الوحدة أكبر طالما كنا متفقين على الفكرة، ولكن أيهما أجدى الوحدة أم وجود أحزاب إسلامية ترعى نفس المبادئ والقييم، فهذا كله مطروح، فالأفضل للفكر الإسلامي أن تكون هناك أحزاب ترعى المبادئ والقيم الإسلامية أم الأفضل أن يتوحد الإسلاميون ويوضع البيض كله في سلة واحدة.
الإصلاح مثلاً الآن تيار وكذلك الشعبي فهؤلاء جمعيهم وحدة فكرية واحدة لكنهم متباينون سياسياً ونحن نتطلع إلى التباين الذي يثري الحياة وليس الاختلاف الذي يذهب ريح الناس!!
طيب أيهما متقدم على الآخر وحدة الإسلاميين أم وحدة الكيان السياسي الكلي؟
وحدة الكيان السياسي الكلي طبعاً لأننا في السودان لدينا فئة محددة تحمل فكراً مختلفاً أو شاذاً ويمكن إدارة الحوار معها والتفاكر ولكن لم تجمعنا وحدة فكرية واحدة، ولكن إذا أمسكنا أهل القبلة في السودان وأحزاب الأمة والاتحادي وبقية الكيانات الإسلامية نجد أنها موحدة فكرياً فالأفضل أن نتوحد على أن الشريعة مرعية والثوابت والقيم الدينية وبعد ذلك ليس مهماً من يحكم البلاد.
طيب، إذا سألنا ما الذي قدمته الإنقاذ وكان الأفضل تأخيره وما الذي أخرته وكان الأوفق تقديمه، وهل هناك استعجال في طرح بعض تفاصيل المشروع الإسلامي؟
أرى هناك استعجال والإنقاذ تعاملت بحكمة في طرح مشروعها وكنا ننظر للإسلام كقيمة كلية تقود الحياة ولم نقف كثيراً في تفاصيل بعض الشباب المتشوقين لتطبيقات الحدود مثلاً، فهذه لم تكن من أولوياتنا فكان هناك تمرحل في تنفيذ خطوات المشروع، وطبيعة المجتمع وبعض التفاصيل والخصوصيات فرضت علينا ضرورة وقدمت المشروع بتمهل.
هناك من يقول إن الإنقاذ جاءت مشروعاً لتغيير المجتمع ولكن حدث العكس بأن المجتمع أثر على الإنقاذ وكثرت حالات الفساد وغيره من بعض المخالفات؟
الذين يعرفون المجتمع ويحفظون التاريخ يدركون حجم التغيير الذي شهده المجتمع السوداني على صعيد النساء قبل الإنقاذ كنا رمضان نبحث عن مسجد يصلي بجزء أو المصحف كاملاً، فكان هناك مسجد بجامعة إفريقيا يقوم عليه طلاب وافدون ومسجد جامعة الخرطوم ومسجد أبوبكر في بحري، أنظر درجة الانحراف اليوم وكم من المساجد تصلي بجزء وتختم القرآن الكريم وحصلت نقلة كبرى في تعليم المرأة وتقدمها ومساهمتها في الحكم وسعيدة بآخر تقرير أظهر السودان الأول عربياً في المشاركة السياسية ومصدر اعتزازي أن السودان هو الدولة الوحيدة التي يقوم فيها الإسلام السياسي ونحن الدولة العربية الوحيدة في فهذا، يعني أننا نطبق الإسلام على أصوله. نحن كدولة إسلامية نعتز بهذا وهامش حرية لم تحرسها قوانين ولا قهراً فهي استجابة تلقائية من المجتمع.
حدث تراجع في عملية الإصلاح ومحاربة الفساد بدليل بعض الإجراءات المتعلقة به ومنع النشر في بعض القضايا المتعلقة بالفساد ما تعليقك؟
مبادرة المؤتمر الوطني للإصلاح والحديث عن الفساد تم التقاطها من آلة الإعلام وإعادة توجيهها لمحاربة الحزب والنظام إن الذي يتعامل معنا بموضوعية وشفافية يدرك أن السيد رئيس الجمهورية لا يعرف ما بداخل تقرير المراجع العام إلا في البرلمان أو مجلس الوزراء مثلاً فلا وصايا على المراجع العام ولا توجد حالات تعديل للتقارير من الداخل وحتى الحالات التي أعلن عنها من قدمها هم المسؤولون عنها وليست أية جهة أخرى، ولم يتم اكتشافها من وراء النظام ونحن لا نتعامل بردود الأفعال ولدينا مسيرة إصلاح ماضية وقاصدة وأن حالات الفساد كلها تحسم عبر القضاء لا حماية لمفسد ولكن بهذه الصفة نقول نحن نظام بريء من الفساد فكرتنا لا فاسد مشروعنا ولا فاسدة ممارستنا.. وإذا كانت هذه حالات محدودة ظهرت من خلال ممارسة لربع قرن من الزمان تتم محاسبتها وليس رد فعل ولا ضغوط من جهات نحارب الفساد بالآليات التي صممتها الدولة وبالسرعة المطلوبة وفق الضوابط.
إذا عدنا لموضوع الحوار ودعوة السيد الرئيس للحركات للمشاركة في الحوار الداخلي لكن البعض يعتبر أن الضمانات مفتوحة؟
أبلغ ضامن للحركات هو مصداقية رئيس الجمهورية الذي جربوه أكثر من مرة، وأصدق ضمان هو وعد الرئيس لكن المؤسف أن الحركات الحاملة للسلاح فقدت البوصلة والإرادة الحرة لاختيار مواقفها، فنخشى أن تكون مرتهنة لدوائر أجنبية ولا تملك الإرادة السودانية الحرة، وعبركم نقول إن كل آليات الحزب تبسط يدها للخارجين عن القانون بأن يعودوا لصوت العقل، ونحن ظللنا نجدد قناعتنا بالحوار ومعظم مدن العالم أسمينا بها مفاوضاتنا ولم توصلنا إلى النهاية المرضية، وهذا الحوار تطور طبيعي لمسيرتنا في الحوار الذي بدأناه منذ زمن ولكن لم نصل للذي نريده.
هل هذا مؤشر بأن المؤتمر الوطني سوف يتجاوز هذه الحركات إذا لم تذعن لصوت العقل؟
ردت بسرعة طبعاً ولكن حتى نكون سياسيين يجب أن تستجيب هذه المجموعات المسلحة وأن يجد هذا البلد حظه في التنمية والاستقرار، هذا البلد غني بموارده لكنه مستهدف ونجدد دعوتنا للحركات بأن كل شيء له حل والحوار طريق سليم وهذه إرادتنا وأن الذي يفوت فرصة الحوار بالحسنى أن التاريخ سيحمله مسؤولية ضياع الفرصة على الوطن حتى ينهض.
هناك أزمة مع الخارج، هل حواركم يشمل المجتمع الدولي أم أنه موجه للداخل بشكل أساسي؟
الحوار صحيح موجه للداخل بشكل أساسي ولكن لم ينقطع ولكن أجندة المجتمع الدولي ظلت كما هي. لقد أوفينا بكل الاستحقاقات ولكن المجتمع لم يتغير
اتفاقية السلام التي وقعناها بإرادتنا وأن المجتمع ظل ينادي بها ولكن عندما وقعناها لم يحدث تغيير سنظل ننادي بالسلام ونمد أيدينا، وكل إناء بما فيه ينضح.
هل نتوقع أن يلتقي الإسلاميون والغرب قريباً؟
لا أرى أننا سنلتقي مع المجتمع الدولي قريباً والممارسات من حولنا تؤكد تشاؤمي، مثلاً الديمقراطية التي يقدسها المجتمع الدولي. فتشهدون أنها لم تعد بقرة مقدسة، فالمجتمع الدولي مستعد لأن يذبح هذه البقرة بمجرد ان تأتي بالإسلاميين وينقلب عليها بمسميات مختلفة فعلاقة الغرب بدولنا تقوم وفق مصالح وحماية كيانات بعينها وتنازلات على حساب قيمنا وموروثنا، كما قلت نحن نتعامل بما يمليه علينا ديننا وجادون وحازمون من أمرنا نلتقي معهم حيث نلتقي ونختلف معهم حيث نختلف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.