الاستاذ علي يس المحترم. السلام عليكم ورحمة الله .لديّ تعليق بسيط على مقالك بعنوان «حتى لا نصنع شعبًا منافقًا»، بداية الشيخ الغنوشي عالم جليل ومجاهد عظيم ومكانته ليست محل خلاف كما أنني لا أريد أن أتوقف عند هجومك العنيف على السلفيين ووصفهم بأنهم يتابعون حاطب ليل أعمى... إلخ ولكن كلامي سيدور حول المثال الذي سقته نقلاً عن الشيخ الغنوشي عندما برر لعدم استعجاله لحمل المجتمع التونسي على تعاليم الإسلام بحجة عدم تكرار نموذج الفتيات العربيات اللائي خلعن حجابهنَّ عندما ابتعدن عن رقابة دولتهن ولكني أرى أنكما أنت والشيخ قد نسيتما امرًا مهمًا وفرقًا كبيرًا بين الحالتين وهو أن الدولة التي عناها الشيخ راشد بحديثه، بحدودها الجغرافية الموجودة اليوم لم تخضع للاستعمار وبالتالي لم تتعرض للتغريب وطمس الهُوية وفي بلد كهذا فإن البنت التي تخلع حجابها تكون مارقة وفاسقة في نظر المجتمع قبل الدولة والسلطات إذن فهي تحتاج إلى الزجر والردع لا التعليم بخلاف الفتاة التونسية التي نشأت في مجتمع علماني مستغرب متفرنس مطموس الهُوية منبتّ عن إرثه وماضيه فتلك قد خلعت حجابها جهلاً أو هي لم تلبسه أصلاً يومًا من الأيام وبالتالي فهي بحاجة إلى من يعلمها أمور دينها الذي أصبح غريبًا في حسها ووجدانها وبحاجة إلى من يقودها برفق ليعيد ربطها بماضيها وتراثها بخلاف الأولى أي السعودية التي لم تخلع الحجاب جهلاً أو استغرابًا له بل خلعته مروقًا وعصيانًا فالفرق بين الحالين كبير والبون شاسع.. إذًا هنالك فرق بين أن تحكم مجتمعًا محافظًا متدينًا مربوطًا بماضيه وأن تحكم مجتمعًا علمانيًا متفرنجًا مطموس الهُوية منبتًا عن تاريخه وإرثه فالأول بحاجة إلى حاكم يقيم شعائر الدين والثاني بحاجة إلى من يعلمه الدين.. إن الفتاة السعودية التي خلعت حجابها عمدًا و تمردًا على تعاليم دينها ليست بحاجة إلى واعظ القرآن بل هي بحاجة الى وازع السلطان فليس كل الناس ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم وإلا فلماذا قال الله عز وجل «الذين إن مكناهم في الارض اقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر» أليس ضبط الشارع والمظهر العام ومحاربة الظواهر المستفزة والداعية إلى الفاحشة من أعظم أوجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجبة على الحاكم تجاه رعيته؟وحتى نكون عمليين أسالك بالله أستاذي أن تمتطي سيارتك في المساء وتذهب إلى عفراء أو شارع النيل أو حبيبي مفلس وانظر إلى الهُوّة السحيقة التي يتردّى فيها مجتمعنا يومًا بعد يوم ثم اسال نفسك ألسنا بحاجة إلى حاكم يحملنا حملاً على دين الله ويردنا إليه؟ ختامًا إن كان كلامي ذا قيمة فأرجو أن تفسح له في عمودك وإن لم يكن كذلك فأكرمني برد في بريدي الالكتروني.. وفقنا الله وإياكم وهدانا سواء السبيل. قرشي الطيب. قارئ مواظب من المحرر: ما أرانا مختلفين كثيراً، أخي قرشي، ولعل مثال العفراء والحدائق العامة يدعم وجهة نظري أكثر مما يفندها، فدولتنا كما تعلم معمولٌ فيها بنظام «شرطة النظام العام» التي حسب القانون مسؤوليتها ضبط الشارع العام «وهي بالطبع لا تفعل إلا في أحوال خاصة جداً، ناتجة عن الفوضى العامة التي يتردى فيها مجتمعنا»... قضيتي و قضية الشيخ راشد الغنوشي وكثيرين، هي أن نفهم فقه الأولويات، أن نُولي المقاصد الأهم للإسلام الأخلاق والقدوة الحسنة والصدق والعدل حقها من الاهتمام، وألا نحصر الشريعة في إقامة الحدود، ألا ترى يا أخي دنانير اللصوص في هذا البلد تطل بأعناقها كل يوم في شكل فلل و بنايات فاخرة، أصحابها موظفون كبار بالدولة كانُوا قبل سنوات قلائل يسكنون بيوت جالوص!!! عندي والله عشرات الأمثلة على هذا، هل يحق أن يقام حد السرقة على سارق سرق لأنه جائع ثم يُكرم سُراق من أمثال هؤلاء؟ القضية كبيرة يا أخي لا تسعها مثل هذه السطور.. وكل عام وأنت والجميع بخير. لا و ألف لا!! الأكرم الأستاذ علي يس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير والعام القادم إن شاء يكون عام خير ورخاء وسلام أسمح لي أخى أن أنشر عبر عمودك هذه السطور وذلك لما له من متابعين وقراء بأن أقول وبالفم المليان وبأعلى صوتي لا وألف لا لزيادة أسعار البنزين مهما كانت المبررات وإنه لمن المؤسف أن تصدر مثل هذه الدعوة ممن هو ممثل لشعبه ومن اختاره الناس ليخفف عنهم وليس ليزيد العبء عليهم فقد اختاره الناس ليعيشوا حياة كريمة وليس من أجل الحياة فى ضنك وعسر فإن الدعوة إلى هذه الزيادة لم يحالفها التوفيق وكفى تضييقًا على هذا الشعب فقد احتمل ما فوق طاقته، ورسالة صادقة إلى الحكومة ألّا تستمع إلى مثل هذه الدعوات بحجة زيادة الدخل القومي وتأثيرات ذلك على الميزانية القومية وميزان المدفوعات أو خطط التنمية في المرحلة المقبلة، فكل هذه الشعارات دعوات حق أُريد بها باطل فإن مثل هذا الترويج لهذه الزيادات إنما هو تشجيع للناس على الابتعاد عن الحكومة والسلطة التي دفع فيها الناس الغالي والرخيص ووقفوا معها في السراء والضراء ولكن للصبر حدودًا، والغريب أنه بدلاً من أن تصدر الدعوات عن ممثلي الشعب في البرلمان بتخفيف العبء عن كاهل المواطنين نفاجأ بدعوات لزيادة العبء على المواطنين كأن هذا النائب ليس ممثلاً لفئة اختارته بثقة كاملة في أنه سيعمل من أجل هذا الشعب وتوفير كرامته واحتياجاته. لا لا وألف لا لزيادة أسعار البنزين فإن هذه الزيادة إن تمت لا قدر الله سوف تتبعها زيادة في أسعار الكثير من السلع التي يحتاج إليها المواطن وسيكون لها تأثير مباشر على المواطن عكس ما يُشاع من أن المواطن لن يتأثر بهذه الزيادة فهو سيتأثر وسيتاثر إلى أقصى مدى.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد مع خالص الود أخوك محمد توفيق حسن «أبوعكرمة»