تعاندنا كرامتنا ونرفض أن نطلق كلمة اعتذار نخفف بها وهج قسوتنا على آخرين أخطأنا في حقهم، فنتوسل عيوننا ان تتحدث بلغتها الخاصة وتوصل ما لهج به القلب وعجز عن ايصاله اللسان..لغتها اصدق اللغات فأية لغة مصدرها لسان تكون احتمالية الزيف فيها كبيرة، وبما انها اعظم اللغات فبصمة الصدق تجعلنا نصدق حرفاً منها ونتجاهل معلقة يحكيها لسان اعتاد الكذب.. وعندما تختلج لتقول آسف لا يجد المخاطب مناصاً من الرد بمثل اختلاجها.. وتنظر بعيداً دلالة على جرمها مع شخص يجعلها تعجز عن مواجهته فيخاطبه اللسان سائلاً عن حاله.. والعيون تنظر بعيداً لانها أصدق من ان تواجه شخصاً طاله لسانها بالسوء.. تدمع وتضحك وتتداعى وهي مع الصدق في علاقة عمر.. وحب ابدي فلا تكذب العينان أبداً.. تفضحان ما نفكر فيه فنخبئهما في لحظات الوداع بمنظار أسود ونتماسك ونحن نقول فليكن.. البراءة مازالت تلعب في باحة الجفون الخلفية فيستحيل اغتيالها وهي في منطقة حماية خاصة.. لم تفتح شبابيكها بعد لقوافل الحقد والكذب والرياء.. فلا تملك منطقة وسطى فتقول بصراحة احب واكره، ولا تجد الرمادية بين جنباتها متكأً يوماً فتظل حرفها أثمن أنواع اللغات.