شراكة إعلامية ودعوية فاعلة وضعتها وزارة الشؤون الصحية بالسلطة الاقليمية مع الإعلاميين وأئمة المساجد بولايات دارفور، لمناصرة قضايا الصحة الانجابية ومعالجة بعض العائدات والتقاليد التي أضرت كثيراً بالمجتمع ومنها ختان الإناث والزواج المبكر الذي قاد العديد من النساء بدارفور للاصابة بمرض الناسور البولي الامر الذي جعل شركاء كثر لوزارات الصحة تتضافر جهودها للقضاء على المرض ولعل الدورات التدريبية التي نظمتها وزارة الشؤون الصحية بالسلطة الاقليمية لدارفور واستهدافها لعدد من الاعلاميين والائمة والدعاة من ولايات دارفور قد وضعت النقاط فوق الحروف لمعالجة مشكلات الصحة الانجابية العالقة بدارفور وعلى رأسها الناسور البولي، عثر الولادة، الزواج المبكر، ختان الاناث، وغيرها من التقاليد التي تحتاج لتكثيف التوعية والثقافة الصحية للعدول عنها وصولاً لمجتمع معافى خال من الامراض التي ترتبط بالسلوك البشري، ففي الورشة التي استهدفت الائمة والدعاة بنيالا الأسبوع الماضي قال وزير الصحة بجنوب دارفور عمر سليمان ادم خلال مخاطبته فاتحة اعمال الورشة إن رسالة الأئمة مقبولة لدى المجتمع وتمكنهم من المضي قدماً تجاه معالجة قضايا الصحة وخاصة الناسور البولي الذي من اكبر مسبباته الزواج المبكر المنتشر في دارفور خاصة وسط الرحل والمجتمعات غير المتمدنة في القرى والفرقان بجانب الختان وبعض العادات والتقاليد وقال سليمان ان مريضات الناسور يجدن اقسى انواع المعاناة والتي تصبح بها المرأة المريضة منبوذة حتى من اقرب الاقربين ما يتطلب تكثيف التوعية ونشر ثقافة الصحة الانجابية وتابع «نحن في هذا الجانب عندما افتتحنا مركز الناسور بالولاية كرمنا الزوج المثالي الذي صبر مع زوجته حتى تماثلت للشفاء» بينما قالت وزيرة الشؤون الصحية بالسلطة الاقليمية د.فردوس عبدالرحمن إن دورة الائمة والدعاة من الدورات الفريدة التي نفذوها لقناعتهم التامة بدورالائمة في اصلاح المجتمع وارسال الرسائل التي تخاطب العقل والقلوب واضافت ان الورشة ركزت على قضايا الصحة الانجابية التي تشكل احد المشكلات الكبيرة التي تعاني منها ولايات دارفور وخاصة مشكلة الناسور البولي التي تشكل ولايات دارفور النسبة الاكبر فيها من بين الولايات وتابعت «كذلك مشكلة تنظيم الاسرة لدينا اشكالات كثيرة فيها تحدث اثناء الحمل والولادة ولذلك كانت اولوياتنا في الصحة الانجابية الامومة الامنة، تنظيم الاسرة ومحاربة العادات الضارة واسعاف الحالات الطارئة للحمل والولادة» وقالت فردوس ان قضية الناسور لم يسلط الضوء عليها حتى الان بالصورة المطلوبة لذلك جاءت الشراكة الاعلامية لتحقيق هذا الهدف واكدت على اهمية تحريك المجتمع للتجاوب مع القضايا، كاشفة عن تغيير السياسية الماضية بالوصول للمجتمع نفسه عبر وسائط الاعلام والائمة والدعاة الذين هم مفاتيح المجتمع، وأكد وزير الصحة عمر سليمان ان وزارات الصحة بدارفور تعاني من بعض المشكلات في مجال الصحة الانجابية، والتي تحتاج لمثل هذه الشراكة الاعلامية التي تساعد في تجاوز العديد من العقبات خاصة وانهم في مجتمعات فيها نسبة التعليم متدنية، تتطلب رسالة اهل الاعلام المعلومات الصحيحة والتثقيف الصحي، ودعا سليمان لاهمية تناول قضايا الصحة الانجابية مع مراعاة خصوصية المجتمعات حتى لا يتم رفض الرسالة الموجهة اليهم وأن يكشف الاعلام لهم مواقع الخلل ليعينهم على التدخل للعلاج واضاف ان وزارته خرّجت الاشهر الماضية عدد«102» قابلة بجانب ايفاد «150» قابلات فنيات بشهادة للخرطوم وفي الخطة تدريب«200» قابلة مع السعي لتحقيق شعار قابلة لكل قرية، ووجه وزير الصحة لدى مخاطبته الورشة جملة من التساؤلات ودعا المشاركين فيها للاجابة عليها من خلال النقاش ومنها ما هي الاهداف التي نريد تحقيقها في الرسالة الاعلامية في مجال الصحة الانجابية؟، الفئات المستهدفة رجال ونساء وشباب ومراهقين وكيفية التعامل معهم؟، ما هي أفضل وسيلة اعلامية للوصول للمستهدفين وشكل المادة الاعلامية التي ستقدم لهم وما هي الحدود التي يجب عدم تناولها حتى لا تجد الرفض من المجتمع وكيفية كسب تأييد صانعي القرار للتجاوب مع قضايا الصحة الانجابية مع احداث تغيير في سلوك المجتمع وكيفية التعامل مع المواضيع الحساسة المتعلقة بقضايا الصحة الانجابية، فيما أكد ممثل صندوق الاممالمتحدة للسكان بجنوب دارفور د.محمد النور على مواصلتهم لدعم أنشطة الصحة الانجابية وتعزيز خدماتها بالريف وقال ان الصندوق بشراكة مع وزارة الصحة بالولاية قام بفتح مركز للناسور البولي بنيالا تم من خلاله علاج حوالي «37» مصابة تراوحت أعمارهن مابين «12 وحتى 27 سنة» مما يتطلب الامر وضع الشراكة الفاعلة مع الاعلام موضع التنفيذ لوجود اخريات كثر يحتجن لتوصيل الرسالة الصحية لهن حتى يقبلن للعلاج بالمركز، خاصة وان هنالك حملات علاجية تتم من حين لاخر تحتاج لأن يلعب الاعلام دوره في هذا المجال وخلصت ورشة الاعلام التي قدم محاضراتها الصحفي المعروف عبدالله آدم خاطر بالعديد من التوصيات التي تصب في خانة تعزيز خدمات الرعاية الصحية الاساسية بجانب تكوين شبكة اعلامية من جنوب وشرق دارفور لذات الغرض.