مرض الناسور البولي يعد من المشكلات الكبيرة التي ظلت تؤرق المجتمع وخاصة بولايات دارفور، الأمر الذي يجب على المجتمع الرسمي والشعبي القيام بالدور الاكمل في التنوير المعرفي والتوعوي من أجل الحد من هذا المرض والحفاظ على صحة المجتمع، خاصة و أن مخيمات مريضات الناسور التي دأبت مراكز الناسور بتنظيمها كل عام بدارفور، تؤكد وجود نسبة تزايد في أعدادهن، وقالت وزيرة الشؤون الصحية بالسلطة الإقليمية لدارفور الدكتورة فردوس عبد الرحمن يوسف ل«الإنتباهة»، إن وزارتها تهتم بتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية ونشر الوعي الصحي في كافة شرائح المجتمع، بجانب التركيز على محاربة العادات الضارة، والاهتمام بتنظيم الأسرة وذلك بهدف تباعد الولادات لتجنب المخاطر التي تنتج من تقارب الولادة. وأضافت فردوس لدى مخاطبتها الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية حول برامج الصحة الإنجابية والناسور البولي التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع منظمة صندوق الأممالمتحدة للسكان لعدد «30» من الأئمة والدعاة بالولاية في الأيام الماضية، أن مرض الناسور البولي يعد من المشكلات الكبيرة التي ظلت تؤرق المجتمع كما عزت انتشار المرض بدارفور لعدة أسباب، منها عدم توفر المستشفيات الريفية للتدخل في حالات الولادة الطارئة بالإضافة إلى مزاولة ختان الإناث الفرعوني والزواج المبكر وأشارت أيضاً إلى الأحداث الأمنية التي شهدتها دارفور خلال المرحلة الماضية، حيث أعلنت التزام وزارتها بتأهيل مراكز الناسور البولي بولايات دارفور المختلفة وتوفير كافة وسائل الدعم لها حتى تضطلع بدورها تجاه مريضات الناسور البولي، مناشدةً إياهن بضرورة التسجيل في مراكز مرض الناسور البولي لحصرهن حتى يتم علاجهن وأكدت أن وزارتها تعول كثيراً على الأئمة والدعاة بجانب الأجهزة الإعلامية بوسائلها المختلفة من أجل تبصير المجتمع وتوعيته بمخاطر المرض والحد منه وان وزارتها لم تقف في هذا بل ستقوم في المرحلة المقبلة بتنظيم العديد من ورش العمل في مجال الصحة الإنجابية بالمحليات حتى تعم الفائدة للجميع. وفي ذات الاتجاه أكدت الوزيرة اهتمام وزارة الشؤون الصحية بمكافحة العادات الضارة والأمراض غير السارية في سبيل خلق مجتمع سليم معافى من الأمراض وان الوزارة ستقوم خلال المرحلة المقبلة بتنفيذ العديد من الأنشطة في مجالات تدريب القابلات، تركيب عدد «1000» طرف صناعي مجاناً لفاقدي الأطراف بولايات دارفور، بجانب عقد دورات تثقيفية حول مخاطر مرض السرطان وكيفية الكشف المبكر عنه وذلك بالتعاون مع منظمة سند الخيرية والشركاء والتي قالت إنها ستستهدف أكثر من «5000» شخص بولايات دارفور. مشيرة إلى الاهتمام الجاد للوزارة بتوحيد الخارطة الصحية لتحديد الفجوة في مجال العمل الصحي لسد الفراغ فضلاً عن تقوية مراكز الطوارئ وذلك بتوفير أدوية الطوارئ، بجانب التنسيق مع المنظمات العاملة في المجال الصحي لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية ذات الأثر الفاعل في مجتمع دارفور، وفي ذات الاتجاه أكد المدير العام لوزارة الصحة بشمال دارفور الدكتور علي اسماعيل، الدور الكبير الذي يمكن أن يضطلع به الأئمة والدعاة تجاه الصحة الإنجابية ومرض الناسور البولي، لافتاً إلى حجم المعاناة للمريضات وللقائمين على أمر مراكز الناسور وخاصةً فيما يتعلق بالوصمة وتكاليف العلاج الباهظة، مؤكداً التزام وزارته التام بالعمل من اجل تقليل الإصابة بمخاطر المرض. ويوافقه الرأي في ذلك كلٍ من المدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية وممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان العاملة بولاية شمال دارفور. وكانت الدورة قد وجدت قبولاً وحضوراً من قبل الأئمة والدعاة الذين أكدوا حرصهم التام من أجل العمل والتبصير للمجتمع وإبلاغ رسالتهم على وجه أكمل خاصة بعد أن نالوا تدريباً كافياً تم من خلاله تقديم أوراق عمل حول الصحة والحقوق الإنجابية في الإسلام بجانب المنظور الإسلامي لتنظيم الأسرة.