إيهاب محمد نصر: يبدو الحال في المؤتمر الوطني بولاية البحر الأحمر أنه خرج عن اليد وغلب أجاويدو، وأخذ الصراع طابع «التنشين» في الأماكن القاتلة والتهم المباشرة، والأجواء في الولاية حارة جداً بمعناها الحقيقي والمجازي تصل درجاتها إلى الغليان، كون المتصارعيْن فيها ايلا حديد والبلدوزر، «الإنتباهة» جلست إلى محمد طاهر أحمد حسين الشهير «بالبلدوزر» والرجل أخرج هواء ساخناً في حوار لا تنقصه الجرأة والصراحة، كيف لا وهو الذي كان الرجل السياسي الأول بالبحر الأحمر على مدى السبع سنوات الماضية، قبل أن يتبدل الحال من رضا وإبتسامات عريضة إلى فجور في الخصومة. نبدأ من آخر التطورات وهي فصلك من الحزب؟ هذا القرار خاطئ ولا يستند الى اللائحة التي أجازها مجلس الشورى في فبراير من هذا العام والتي تنص الى «تكوين لجنة اتحادية لهذا الغرض وليست هناك أية صلاحية للوالي في إقالة أي عضو، اكثر ما يمكن فعله هو أن يقدم اتهاماته الى اللجنة المعينة، لكن القرار قرار لجنة واللجنة نفسها ترفعها الى اللجنة العليا واللجنة العليا ترفعها الى المكتب القيادي ثم مجلس الشورى إذا استدعى الفصل. كل هذا في شأن عضو؟ نعم حتى يكون الأمر فيه ضبط هل تسلمت قرار فصلك؟ أبداً لم أتسلم ولكن أطلعت عليه في الصحف. أنت لم تتسلم قرار فصلك كيف اعتبرت نفسك مفصولاً؟ أنا حتى الآن اعتبر نفسي غير مفصول لان الجهة التي أصدرت القرارفي الصحف على حسب ما قرأت هي جهة غير مخولة بفصل أوتجميد أي عضو وليست لها صلاحية بتاتاً. وماذا تسمي ذلك؟ أنا اعتبر هذا عبث لا قيمة له واعتبر رئيس المؤتمر الوطني بالولاية يجهل اللوائح ولا يفقهها ولا يعمل بها وأيضاً ليس لديه مستشارين. إذاً الحرب بينك والوالي أصبحت واقعاً؟ الحرب لم تبدأ الآن، الحرب بدأت منذ شهرين والمعركة بيننا متواصلة ولن تقف أبداً حتى تتم تنحيته من الولاية، بدأنا بمذكرة ال«1000» التي وصلت حتى رئيس الجمهورية، ثم أضفنا عدداً آخر ملحق من قيادات معتبرة في الولاية وما زالت القائمة تطول وتزداد يوماً بعد يوم، وعلى الأقل طرحنا في مجتمع الولاية رؤية تطالب بتغيير الوالى إيلا. من أنتم؟ نحن مجموعة داخل المؤتمر الوطني رضي إيلا أم لم يرضى ورأينا أن الذي يجري في الولاية هو عمل دكتاتوري فردي فالحزب أصبح إيلا، وليس هناك مجلس شورى يجتمع أبداً وهو معطل تماماً ولم تكن هناك قرارات للمكتب القيادي لتفعيل الحزب. منذ متى هذه الأوضاع؟ منذ حوالي «3» سنوات. أنت كنت نائب رئيس الحزب في ذلك الوقت؟ نعم كنت نائب الرئيس وكانت هناك شورى نوعاً ما لكن بدأت تتقلص حتى 2012 وكنت كثيراً ما أدعوه لعقد اجتماع مجلس شورى وكان يرفض باستمرار. أنت متهم في أنك تنفذ أجندة غيرك وأداة لآخرين؟ هذا كلام غير صحيح ليس أنا من يكون أداة للآخرين بالعكس أنا برنامجي واضح والآخرون إذا كان لديهم برنامج لا أمانع في أن أنسق معهم أو ينسقوا هم معي. وما هو برنامجك؟ برنامجي إقالة إيلا لإخطائه التي ارتكبها في الأداء التنفيذي والسياسي. أخطاء مثل ماذا؟ في الجانب السياسي الحزب اختزل في شخصه هو كل ما يريده محمد طاهر ايلا هو الذي ينبغي أن ينفذ مثلاً مؤتمرات الأساس تم تصعيد مجموعة، ولكن ايلا رفض ذلك وقد كان له ما أراد، وعلى المستوى التنفيذي ليس هناك أي رؤية لأي وزارة ومافي وزارة بتعمل وفق منهجها وخططها التي وضعتها لانو مافي رؤية ولا خطة ولا برنامج انما ما يريده إيلا فقط، والتنمية على مستوى المحليات ممركزة ليس هناك أي سلطة للمعتمد بأن يتحدث عن الفصل الأول لا يستطيع اي معتمد ولا وزير أن يعين ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً لان هذا فصل ممركز، المعتمد لا يستطيع أن يتحدث عن بناء فصل أو حفر بئر لان التنمية ممركزة. يقولون إن البلدوزر لديه صندوق أسود سيفتحه لإيلا قريباً؟ مسألة الصندوق الأسود دي نتركها لظروفها ووقتها. لماذا نتركها ألم يحن وقتها؟ جاء الوقت لكن المسألة برضو عندها تقديراتها، لكن أنا قلت الكثير وأقول لك الآن كيف تذهب التنمية للمحليات وقلت لك المعتمد لا يستطيع أن يحفر بئراً وهذه معلومة خطيرة لان المال ممركز، أنا الان اتحدى أي وزارة أو محلية تكشف كم أدخلت في حسابها من أموال التنمية، منذ أن جاء إيلا كل الذي يدخل في حساب الوزارات والمحليات هو الفصل الأول فقط، ونسبة ضئيلة من التسيير لكن تنمية لا ، لان أموال التنمية كلها عند إيلا، أنا أستطيع أن أقول هناك أخطاء كثيرة يمكن نعتبرها صندوق أسود. وما رأي الحزب في هذا الصراع؟ إحساسي الشخصي وإحساس الذين معي في المركز وهم عدد ليس بالقليل، يقول إن هناك تجاوباً كبيراً يجدونه من المركز وكخطوة أولى المركز وجه بإصلاحات على مستوى البناء تحت إشراف مركزي في المناطق التي حصلت فيها تجاوزات في مؤتمرات الأساس ببعض المحليات ونحن نعتبر هذا تطبيق للفقرة الثانية من برنامجنا الذي قدمناه للرئيس بأن يقيل إيلا ويعيد بناء الحزب. أين هذا البرنامج؟ في المذكرة التي رفعناها للسيد رئيس الجمهورية وهي تحوي فقط عن الحزب ولم نتطرق للأشياء التنفيذية تحدثنا عن كيف يدار الحزب في الولاية وأنا يمكن أن امنحك نسخة من المذكرة. لكن الحزب هنا نفى أن يكون المركز تسلم أية مذكرة وقال إن التوقيعات بها تزوير؟ المذكرة تم تسليمها والتوقيعات حقيقية بنسبة «100%» دي حتة ما فيها لعب، نحن لسنا أغبياء لكي نسلم مذكرة لرئيس الجمهورية بتوقيعات مزورة، وحججهم في ذلك تفتقد للمنطق والكياسة، هم يقولون مافي مذكرة تم تسليمها طيب عرفوها كيف وعرفوا الأسماء انها مزورة وما حقيقية كيف؟ عن طريق النت؟ المذكرة ما نزلت في الانترنت أبداً، واذا إفترضنا أنها في النت منذ متى كانت تعقد مؤتمرات صحفية للرد على الأخبار التي تأتي من النت، المهم نحن قلنا في مذكرتنا إن بناء الحزب ده بناء عشوائي ونطالب ببناء سليم كما كان يتم كل اربع سنوات. بعد قضيتك المعروفة اختفيت لزمن طويل ثم ظهرت و معك الأحداث لماذا كان الاختفاء ولماذا الظهور الآن؟ أنا بعد تنفيذ المحكمة طلبت إذناً من المجلس ومكثت في الخرطوم زمناً أتابع قضية استئنافي حتى وصلت الى انتصار وتم شطب الإدانة وجئت بخطاباتي للسيد الوالي وتسلم الخطابات وأذن لي أن أحضر جلسات المجلس التشريعي. لكن في حيثيات قرار فصلك من المجلس قالوا إنك لم تأت بما يفيد بإلغاءإدانتك ؟ القرار تم تسليمه للوالي ولرئيس المجلس التشريعي ولأمين عام المجلس وللمستشار القانوني للمجلس، لكن هناك عمل كيدي كان يتم. كيف كيدي؟ لان هناك بوادر خلاف ظهرت من الوالي. والوالي «مصلحته شنو أنو يختلف معك ويعاديك»؟ يسئل هو. أنت كنت ذراعه الأيمن؟ نعم يسأل عنه هو بعد ما قال لي تفضل ادخل المجلس وبدأت أباشر عملي شعرت أنو غير راغب في وبدأت نشرات تطلع من المؤتمر الوطني ضدي رغم البراءة التي أعلنتها وبدأت بعض المعلومات تتسرب، وشعرت أنو الوالي رسمياً لا يمانع أن أكون موجوداً في الساحة لكن عملياً كان يضع العراقيل وأخيراً انكشف المستور. وهل يحتاج الوالي إلى هذه الطرق الملتوية؟ والله ما كان ينبغي أن يحتاج وكان مفروض يكون واضح معاي ويقول لي استغنينا عنك من كل المؤسسات ومع السلامة ولكن هذا ما لم يقله لي. «طيب مصلحتو شنو في إنك ما تشتغل معاه خاصة أنو بينكم أسرار»؟ أساله هو ده ما اختصاصي فهو الذي اختار هذا الطريق وكان يظن أنني لن أقوى عل منازلته فنازلته في الميدان وفي الشارع وفي الصحافة. هناك قضية أثيرت مؤخراً وهي تلاعب في مرتبات هيا وتهاميم وعندك كشوفات وهمية تستلم أنت مرتباتها، وكذلك استخرجت جواز سفر دبلوماسي انتحلت فيه صفة رئيس المجلس التشريعي وهم الآن بصدد فتح بلاغات ضدك؟ أولاً موضوع المرتبات ده قيل في زمن الوالي السابق حاتم الوسيلة والذي قاله آنذاك هو الآن معتمد محلية هيا، وشكل وزير المالية آنذاك علي محمود لجنة ولم تجد شيئاً، وبعد مرور تلك الفترة ونتيجة للخلاف الذي بيني وبين الوالي أراد أن يزاود سياسياً وفي اللقاء الجماهيري طالب بتفويض تراجع المرتبات فمنحه الوالي الإذن وكون له لجنة برئاسة المراجع العام بالولاية، واللجنة ذهبت ورجعت وتقريرها، اذهب واسأل عنها في وزارة المالية لم يجدوا مرتبات وهمية وحتى اذا كانت هناك مرتبات وهمية وتلاعب، ومن اثار القضية هو معتمد من سنة 2007 يعنى ليه «8» سنة معتمد اذا كانت هناك مرتبات وهمية بتصرف يبقى هو شريك في الجريمة دي لانو هو البصدق واذا كان هو فوض مديره التنفيذي فمديره التنفيذي برضو شريك، انا عمري ما اشتغلت شغل تنفيذي فمن صدق بهذه المرتبات الوهمية؟ أنا سمعت انهم سيفتحون ضدي بلاغات سمعت هذا في مؤتمر صحفي انا الان منتظر بلاغاتهم وواثق ما حتتفتح بلاغات، اما موضوع الجواز الدبولماسي المزور يمشو يفتحو بلاغ راجين شنو وانا بحتفظ بحقي في الرد على هذه الاقوال في الوقت المناسب. هل أنت الآن منتظر المركز يتدخل وينصرك؟ مقاطعاً .. ما ينصرني انا ينصر الولاية واستقرار الحزب. لكن القراءات تقول إن المركز لن يقف معك ولن تجني منه شيئاً هل هذا سيقودك ربما للانضمام لحزب آخر أو حتى تكوين حزب آخر؟ لن انفصل من المؤتمر الوطنى ابداً ومتمسك به لاخر درجة وهذا ما يريده ايلا ولن اترك له الساحة يلعب فيها كيف يشاء سأظل في هذا الحزب واتمسك بعضويتي فيه وساتعاون مع اخواني الذين وقعوا معي في المذكرة لتصحيح اوضاع الحزب بالولاية حتى يكون حزباً قوياً راشداً. وإذا لم يقف المركز معك؟ مقاطعاً منو القال ليك لن يقف معي؟ القراءات تقول ذلك نحن لم نر انتصاراً لاي من اعضائه في الصراعات مع التنفيذيين؟ أنا رأيت انتصاراً أين هذا الانتصار؟ قرار مجلس الشورى بإعادة بناء المؤتمرات التي حصلت فيها تجاوزات، وقرار آخر بان لا ترتبط التنمية بشخص، فاي تنمية مرتبطة بشخص في السودان خلاف ولاية البحر الاحمر؟ وقرار ثالث ان تعقد اجتماعات مجلس الشورى فوراً في الولايات والمحليات، أربع قرارات أصدرها مجلس الشورى من صلب المذكرة التي رفعناها لذا أرى ان المركز سيقف معنا نحن، ليس محمد طاهر أحمد حسين شخصياً، ولكن سيقف مع التيار الجارف الذي يدعو الى اصلاح الحزب في الولاية. هناك من يقول إن البلدوزر الطرق ممهدة أمامه ليتمرد؟ أوهام وخيال لو كانت هناك نية خروج لخرجت يوم أصدرت محكمة الموضوع في اركويت قرارها بالإدانة وانا كنت مظلوماً. همشكوريب وأسرة آل بيتاي يشكلون لك سنداً ما هي حدود هذا السند؟ لاحدود لها حيقيفوا معاي في السراء والضراء وحيخوضوا معاي المعركة حتى نهايتها ولن يسمحوا لايلا ان يتلاعب في الولاية. وما علاقة آل بيتاي بالولاية حتى يتدخلوا في شؤونها؟ كيف، خلاوى همشكوريب ممتدة في البحر الاحمر ولها وجود في طوكر وسواكن وهيا ودرديب. هذا يعني أنكم كقبيلة جميلاب ربما تنفصلون عن الهدندوة وتعملوا نظارة براكم؟ أبداً لن ننفصل فقبائل الهدندوة معانا وتكافح وتجاهد معنا ووقعت معنا على المذكرة والكثير من القبائل غير الجميلاب وقعت على المذكرة فبالتالي كل الذين ينشدون التغير واقفين معانا، وانت سألتني عن سند شيخ سليمان بيتاي قلت ليك معاي لانهم يحسون بالظلم الذي وقع لي وباهلي وهذا الظلم ليس المقصود به شخصي، الآن تم عزل «52» عضواً وأكثر وتجميد العشرات من المؤتمرات في هيا ودرديب من اهلي فبالتالي الظلم ظلمات كل الناس عارفين الذي حدث فاهلي من قبيلة الجميلاب في الخرطوم يعرفون عدد المؤتمرات التي تم تجميدها في مناطقهم لذلك هم الآن «راكبين سرج واحد». كيف تفسِّر الآن ما يحدث وما يقوله الوالي عنكم بأنكم فاشلون وخفافيش ظلام وغيرها من نعوت؟ أولاً انا اديك معلومة وهي ان الوالي لا يستطيع ان يدير الولاية لسببين،الاول عامل المرض. يعني انت عاوز تقول الوالي فقد الأهلية؟ أنا ما بقول ليك فقد وله ما فقد لانني لست طبيباً لكن قرايتي ليه انو فقد الكنترول على الحديث. والسبب التاني هي اعمالو الخاصة فهو لديه نشاطات اقتصادية وتجارية لا ينكرها احد وهذا عائق لان يتفرغ للعمل العام. ماهو نشاطه الاقتصادي؟ هو نشاط يعرفه القاصي والداني ويمكنكم ان تتحصلوا على معلومات عنه، وبالتالي الولاية تحتاج الى رجل متفرغ تماماً ولديه القدره على التحرك وزيارة الناس والتوافق بينهم وليس اناس اقصائيين، وارجع ليك تاني لحاله الوالي المتقلبة والمزاجية، ايه اهمية لقاء الردع الذي كان في استاد بورتسودان فمن يردع؟ هذا الكلام عقلاً مقبول. يردع خفافيش الظلام؟ هذه لغة بايرة انتهى زمنها دي لغة القذافي في اخر ايامو، زي ما قلت قبل كده خفافيش ظلام ايه، ديل ناسك القاعدين معاك في الحزب، ثم اعرج بيك لخطابه في الاستاد هل هو خطاب سوي يتحدث عن الولاة الذين سبقوه ويقول عنهم فاشلون! هل الوزراء الذين عملوا من قبل كلهم فاشلون؟ ده تعميم لا محل له، ثم المعارضة قال ما بتملا حافلة دي مبالغة اكثر مما يجب هي المعارضة داخل الحزب اكبر مما تتخيل، دعك من المعارضة من الخارج طيب اذا المعارضة ما بتملا حافلة زي ما قال عامل ليها مسيرة بتحشد فيها اكثر من كم يوم ليه واستنفرت ليها كل امكانات ومقدرات الولاية وكلفت المليارات، تناقض وحاله لا وزن واضحة، عليه نحن نعيش في الولاية مرحلة استثنائية وعلى المركز أن يتدخل سريعاً.