أخي الدكتور حسن.. أحييك وأنت ترفدنا بمواضيع تلفت نظر ولاة أمورنا حتى لا يكونوا أسيرين لتقارير هي أبعد ما تكون عن واقعنا وتحديداً أن ولاية الخرطوم مستعدة لخريف 2014م. الخرطوم التي عرفناها كانت يوماً ما تضاهي أعظم المدن نظاماً ونظافةً وترتيباً.. أما اليوم فحدث ولا حرج. لا أريد أن أبكي على ماضٍ يقوم فيه ضابط الصحة بالمرور يومياً ليس على الأحياء الراقية وإنما على الطرفية حاملاً دفتر مخالفاته لكل من يخالف قواعد النظافة والنظام، ليذهب به للمحكمة التي توقع عليه غرامة لمخالفته تلك... وقديماً قيل من أمن العقاب أساء الأدب وما أكثره إساءةً في زمننا هذا. الخرطوم الآن تنعم بتلك المصارف القديمة.. أما الجديد منها فسيكون لا قدر الله وبالاً علينا، فحتماً سيكون بركاً ومستنقعات، كيف لا وهي تفتقر لأبسط القواعد العلمية في حفر المصارف، ولماذا وقد أصبحت مكباً للنفايات في ظل عدم وجود الرقابة، كيف لا وقد ضيعت الأمانة. لا أتحدث عن أم درمان ولا بحرى ولا شرق النيل ولا كرري ولا غيرها.. لكن حديثي عن الخرطوم وكلي أمل ألا تكون هي عنواناً لسابقاتها. ففي ظل غياب الحس الوطني وتغيير التركيبة السكانية وتدني الوعي الصحي وزيادة الكثافة السكانية مع غياب المساءلة والمحاسبة وتنفيذ العقوبة، مع غياب كل هذا فإن كل الجهد الذي يبذل سيذهب هباءً منثوراً وهدراً للمال، فقد أصبحت الخرطوم بكل أحيائها دون استثناء مكباً للنفايات وانتشرت الأوساخ في كل دروبها مما ينذر بتردٍ عام في صحة البيئة عند هطول أية أمطار مهما تدنت معدلاتها في ظل عدم تطهير المصارف وتهيئتها. الأمر جلل أخي الدكتور.. فحتى المشروعات التي يفتخر بها صناعها والسوق المركزي مثالاً سينهار في ظل ما يشهده من تراكم للأوساخ ولم يمض شهر على افتتاحه... بل إن القائمين عليه أنفسهم لا بد لهم من تدريب يمكنهم من القيام بمهامهم ولا بد من المحاسبة والمحاسبة الرادعة. أخي حسن أبشرك بأن المصارف التي تم شقها بمحاذاة الأحياء فبعد مرور أكثر من ثلاثة اسابيع وعدم عمل عبارات تمكن السكان من العبور للدخول لمنازلهم او تسمح بالدخول للبقالات التي تقع عليها، قام البعض بردم تلك المصارف للدخول لمنازلهم أو الدخول للبقالات لشراء أغراضهم.. قاموا بردمها ردماً تاماً لمسافة خمسة أمتار طولاً. لقد كنا نعلم أن أولى أبجديات صرف الاستحقاقات لمن ينفذون مثل هذه الأعمال أن يتم بشهادة إنجاز صادرة عن الجهة الاستشارية، فهل أصدرت لهم مثل هذه الشهادة من هذه المستشارية.. إن وجدت شهادة انجاز ام أنهم لم يصرفوا استحقاقهم؟ وأشك في الأخيرة هذه.. وأرجو ألا يتم الاعتماد على منهجية التقارير المثلجة الباردة التي تكتب من المكاتب والمنازل.. بل أنزل للاحياء وتجول واعرف الحقائق بنفسك إنها انجع الطرق الادارية للوقوف على الحقيقة ومعالجة خللها. أخوك/ فريق شرطة/ عوض وداعة الله الحسين من الوهج: شكراً سعادة الفريق.. فأنت دائماً تشارك معنا بالرأي السديد والفكر الوطني (الموجوع). شكراً لك أخي عوض وداعة الله على ما ذهب اليه في رسالتك التي لم نهملها أبداً.. وكل ما ترسله عبر البريد للوهج يلقى اهتماماً (غير) ... لما فيه من افكار ناضجة. السيد الفريق عوض صاحب خبرات متراكمة في العمل الإداري والأمني.. وله (صدر وطني) واسع. الرسالة مرسلة لسعادة الأخ الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر والأخ اللواء نمر معتمد الولاية... ونشهد لأخينا د. عبد الرحمن باهتمامه الدائم بما يكتب من ملاحظات وتجد عنده اهتماماً كبيراً. حقيقي الموقف صعب للغاية ويحتاج إلى تضافر كل الجهود والتكاتف للخروج من الأزمة كلها. ملاحظة لا بد من التعليق عليها أخي سعادة الفريق عوض وهي أن الأخ المعتمد عندما أتى في محليته بالمتاريس الخرسانية للشتول بشارع إفريقيا وكتبنا عن ذلك موجهين له صوت لوم في فشل الفكرة حدث ما توقعنا، والآن كل ما كتبناه اصبح واقعاً ماثلاً على طريق المطار بالتفصيل الممل.. لكنه بدأ «حاجة كويسة» وهي معالجة الإضاءة بالطرق العامة.. بالرغم أن بعض التي عالجها اليوم تلفت في اليوم الثاني.. يكون من اللمبات..