بات مشهد تكدس النفايات مألوفا لدى سكان العاصمة المثلثة لكنه يشهد تفاقما كبيرا هذه الأيام حيث تغلب الرائحة النتنة المنبعثة من أكوام القمامة المتراكمة بشكل عشوائي في الطرقات العامة وبين المنازل السكنية على حديث السكان الساخطين ،فمنذ اليوم الاول من رمضان بدأت النفايات تأخذ منظرا غير لائق بسبب عزوف عمال المحليات شبه الكلي عن أداء مهامهم في إزالة هذه الكميات وترحيلها من المناطق السكنية، ما زاد من كمية النفايات التي وفرت البيئة الموائمة لانتشار الذباب والروائح الكريهة ، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يتوقع زيادة معدلات النقل فاجأت هيئة النظافة المواطنين بغيابها التام وبات منسوبوها في حالة اجازة مفتوحة. (مع الناس) قامت بجولة واسعة شملت عددا من الاحياء والتقت مجموعة من المواطنين الذين ابدوا سخطهم وارسل البعض صوت اللوم الى هيئة نظافة ولاية الخرطوم لعدم اهتمامها بمشروع نظافة العاصمة و تركيز عربات النظافة في عدد محدود من الشوارع العامة والتجارية على حساب الفرعية والصغيرة ومناطق التكدس السكاني. في الصحافة شكا الاهالي من عشوائية جمع النفايات وطرق النظافة التي وصفوها بالسطحية وان الهيئة لاتهتم بتفاصيل عملها وانما تريد ان تظهر للمواطنين انها تعمل. وفي الايام الاخيرة تراجعت تماما الخدمات مع قدوم رمضان وهطول الامطار وصارت جبال النفايات وصور الكلاب الضالة حولها منظرا مألوفا، مع الروائح الصادرة من تلك المكبات. الصورة في منطقة الكلاكله ترسمها الحاجة روضة عوض قائله : إن النفايات باتت تشكل مشكلة حقيقية للمواطنين بسبب عدم التزام عمال النظافة بالمواظبة على حملها من شوارع الاحياء مما ادى الى تكدسها وانبعاث الروائح الكريهة التى تطارد الناس بمنازلهم وحتى الاغراض التى تحفظ فيها النفايات تختلط مع مياه الامطار مما يجعلها بيئة خصبة للحشرات لانها تنتظر مدة طويلة مما يؤدى الى تطاير بعضها في الشوارع ويخلق منظرا تشمئز منه النفوس، وحتى اذا جاءت عربة النفايات فإنهم لا يأخذنوها بطريقة ايجابية، وعلى وجوه عمال النظافة علامات عدم الرضا ويتحينون الفرص للانفجار مع المواطن. وتمضى روضة قائلة حتى اذا جاءت العربة يبعثرونها على الشوارع ويصبح المنظر اكثر سوءًا برغم انهم يحصلون على الرسوم بصفة راتبة وها هي النفايات متكدسة فالعمال لم يحضروا منذ مطلع رمضان. ويرى عروة عبدالكريم أن عملية جمع النفايات لا تتم على أكمل وجه، إذ تترك النفايات بين المنازل وعلى جنبات الأرصفة أو يتم جمعها وحرقها داخل الحاويات، مؤكدا غياب آليات جمع النفايات عن العديد من الأحياء، فضلا عن الافتقار إلى وجود عمال النظافة ، مطالبا بتكثيف حملات النظافة على الشوارع الفرعية والرئيسة ولفت الى عدم تقيد عمال النظافة بجمع مخلفات الأوساخ التي تترك خلفهم عند تفريغ الحاويات، ما يؤدي إلى تراكم الأوساخ في الشوارع وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات . وصفت هدى سر الختم من سكان الكلاكلة مشكلة النفايات بأنها ناتجة عن اهمال صريح يستوجب مساءلة الجهات المسؤولة عن النظافة، ومضت هدي الى ان طريقة نقل النفايات للعربة عشوائية وتعيد انتشارها الشوارع فتضطر النساء الى جمعها ومن الاشياء التى يشتكى منها المواطنون ان عمال النظافة لايقبلون اية توجيهات و يأخذونها بحساسية لذلك لايستطيع المواطن التعامل معهم و يعملون بمزاجهم دون رقابة وحتى سائق العربة لا يعطي العمال الفرصة الكافية لحمل الاوساخ مايؤدى الى المشادات الكلامية بين العمال والمواطن. وفي ذات السياق ذهبت المواطنة وداد بابكر من الحاج يوسف التي اكدت ان احياء الحاج يوسف لم تر عربة النفايات منذ الايام الاولى لرمضان وحتى اليوم فانتشار الروائح الكريهة التي باتت العلامة الابرز وقالت وداد ان تكدس الاوساخ لم يدع لهم فرصة لتذوق طعم الشهر الفضيل اذ تقوم كل ليله بحمل اكياس القمامة الى شارع الاسفلت لان عربة النظافة تمر به . بينما قالت المواطنة فاطمة عثمان من سكان الخرطوم السلمة ان جميع سكان الحى ابدوا تبرمهم من تكدس الاوساخ وابدوا عدم ارتياحهم لما تكرره هيئة النظافة من اهمال وعدم مداومة على ازالة الاوساخ.