أنا يا أحبة رغم أودية الزمن.. رغم البعاد وغربتي ومطامحي رغم الشجن أنا مثلما.. أحيا هُنا.. نا عندكم أحيا على أرض الوطن! أنا يا أحبة عندما نادى الأذان ذكرتكم وسمعت في البعد البعيد مرتّلاً.. للذكر، آي الله.. يثري فجركم.. فعرفت في الصوت الجميل أبي.. أبي وعرفت في الفجر الجميل خصالكم أنا يا أحبة.. في الصباح ذكرتكم ورأيتكم عندي بعين مشاعري وسألتكم عن أمي الفضلى، وعدت سألتكم فبخلتمو.. حتى.. بحمل تحية... استودعتها الله يومًا عندكم فعتبت والله العظيم عليكمو وحلفت بعد اليوم أخطب ودكم وعذرتكم وعرفت أني في الهوى: ميت بكم.. ميت بكم!! جاء المساء أحبتي ورأيت أطياف المسا حدّقت عليّ عندها.. ألقاكم.. وعسى عسى فإذا خيوط الليل في أبعادها بنتي«لُدينة» والشقيق أخي «بَها» فحضنتُ في الليل الكئيب مباهجي وبذلت من ذاتي أحاسيسي لها وبفجأة.. أدركت أني حالم عانقت أفراح المُنى آمالها وخيالها!! وغداً وآه من غد يا إخوتي غداً الكبارُ يُعلّقون النور بين ثغورهم ضحكاً.. يُعبّرُ عن عميق شعورهم! وترى الصغار مع النسيم نسائما لا فرق بين صغيرهم وكبيرهم فالعيد أقبل والحياة هنيّة والكون محبور بفيض حبورهم وأنا وأولادي نغني مثلهم والقلب باك غربة الأوطان فإذا سررنا فالسرور للحظة وإذا بكينا، فالبكاء لأغلب الأحيان وعزاؤنا أنّا هنا.. أنّا نجاور جبهة الإيمان