ظلت قضية المركبات التي تسير دون لوحات تشكل مصدر قلق لإنسان مدينة نيالا والسلطات المرورية بولاية جنوب دارفور، والتي يستغلها بعض المتفلتين لتنفيذ عمليات النهب بمدينة نيالا كادت أن تندثر بسببها معالم المدينة وعراقتها التي عرفت بها، بسبب افرازات الحرب التي طال امدها في دارفور واكتظاظها بالسكان ومعسكرات النزوح وغيرها من المظاهر السالبة التي دخلت مجتمع المدينة منذ انطلاقة شرارة الازمة، ولعل مسألة الضبط المروري في مدينة مثل نيالا وبمعطياتها الحالية يحتاج لنوع من الاكتراث وتضافر الجهود لتحقيق السلامة المرورية الشاملة والتي بدورها ستسهم في الحد من ارتكاب العديد من الجرائم التي ترتكب أحياناً بواسطة «المواتر» دون لوحات وأحياناً اخرى «بالكروزرات» دون لوحات ما جعل امرها يشكل هاجساً لدى المواطن، ولعل قرارات لجنة الامن الاخيرة بحظر استخدام «المواتر» ليلاً بجانب ضبط المركبات دون لوحات قد أسهم كثيراً في الحد من ارتكاب الجرائم طبقاً للمراقبين، بجانب الحملات المكثفة التي تقوم بها سلطات المرور بالولاية لضبط المخالفات المرورية المتعلقة بالترخيص وغيرها، وفي تصريحات سابقة لمدير مرور الولاية العقيد شرطة عبدالله علي إبراهيم ل«الإنتباهة» قال إن إدارته عقب الاحتفال بأسبوع المرور العربي كثفت حملاتها الرامية للضبط المروري للمركبات التي تخلو من التراخيص، واسفرت عن ضبط اكثر من «260» مركبة مختلفة تضم النقل العام، التاكسي، الملاكي، والركشات والمواتر في الفترة من29 / 5 وحتى6 / 6 / 2014م واضاف ان تلك الحملات وقتها اسهمت في قدوم العديد ممن لم يتم القبض عليهم تلقائياً للترخيص، كما ان قواته مشاركة أيضاً في القوة المشتركة من الاجهزة الامنية المختلفة التي تقوم بضبط الظواهر السالبة، خاصة للمركبات دون مستندات ثبوتية سواء كانت دفع رباعي او غيرها اسفرت عن ضبط اكثر من «100» عربة خلال تلك المدة، وها هي ادارة المرور ترفع شعار تحقيق السلامة المرورية من خلال حملات الضبط المروري الواسعة التي تنفذها هذه الايام، خاصة بعد المرسوم الولائي المؤقت الذي أصدره والي جنوب دارفور اللواء آدم محمود بتاريخ 1 / 7 / 2014م الذي قضى بتشكيل لجنة فنية من الجهات القانونية والاجهزة الامنية والنيابة، مهمتها القيام بعمل حصر للمركبات التي ليست لها اوراق ثبوتية وتسجيلها في سجل مؤقت، وقال مدير المرور العقيد عبدالله علي ل«الإنتاهة» إن إدارته واصلت حملاتها للضبط المروري للمركبات المخالفة لقانون المرور، خاصة مركبات النقل العام وقال إن الحملات أسفرت عن ضبط «793» مركبة جلها تتعلق بالترخيص، وقال ان هناك تجاوباً من المواطنين في توفيق اوضاعهم بالترخيص الذي بلغت نسبته حوالي «90%» وتبقت فقط «86» مركبة من جملة المضبوطة جار العمل لترخيصها، وأشاد عبدالله بالمرسوم الولائي المؤقت الذي أصدره والي الولاية بتشكيل لجنة لحصر وسجل للمركبات دون اوراق ثبوتية، والتي ستبدأ مهامها قريباً، وقال ان الخطوة ستساعد في تذليل الكثير من المشكلات المرورية والهم الامني بالمدينة وتابع «اهم ميزة في الامر ان تمنح المركبة لوحة مؤقتة بعد الحصر وبعدها يتم توفيق الاوضاع في فترة زمنية حددها المرسوم ب«6» اشهر» واضاف ان اللجنة ستبدأ بخطة عمل يتم طرحها في الشارع العام بدءاً باعلان مالكي تلك المركبات عبر وسائل الاعلام المختلفة، ومن ثم تبدأ عملية الحصر ومن بعدها تأتي عملية مراقبة المركبات التي لم يتم حصرها خلال تلك الفترة، ونوه الى ان الغاية من المرسوم حصر المركبات وليس الترخيص، دون المساس بقانون المرور وقانون مكافحة التهريب. وكشف العقيد عبدالله ان ادارته بجانب ذلك وضعت خطة لتأمين شهر رمضان عبر ثلاث مراحل العشرة الاوائل التي مرت بسلام، والأواسط والاخيرة من خلال تكثيف انتشار أفراده وآلياتهم في الطرقات واماكن الازدحام وتابع «سنعزز الخطة في الايام الاخيرة لتقليل الازدحام في الاسواق والطرق الرئيسة وامام المساجد»، مناشداً كافة مستخدمي الطريق بتوخي الحذر خاصة في أوقات ما قبل الافطار سيما وان نيالا شمال وجنوب يربطها جسر واحد فقط، خاصة في الخريف هذا وطبيعة الناس يخرجون نحو المنازل في وقت واحد حتى لا يحدث ازدحام كما ناشد سائقي المركبات وخاصة التي تخص الاجهزة الامنية بعدم التوقف على الارصفة، حتى لا يتسببوا في إعاقة الحركة واختتم حديثه بأن قواته مشاركة في الخطة الامنية العامة في الارتكازات للإسهام في ضبط المركبات دون لوحات، والهم الامني وكل ما من شأنه الاسهام في تحقيق السلامة المرورية الشاملة.