اتجهت ولاية جنوب دارفور حكومة وشعباً للتوسع في الزراعة لهذا العام خاصة بعد الأزمات المالية والضائقة المعيشية التي مرت وتمر بها الولاية حالياً، وقد عول عليها الجميع بان تكون المخرج للولاية من وضعها الراهن الذى عجزت فيه عن دفع حقوق عامليها بجانب عدم تقديم الخدمات الأساسية للمواطن، ولكن مراقبين للوضع يرون ضرورة وضع الترتيبات اللازمة لحماية هذا الموسم الزراعي من الاعتداء عليه من قبل أهل الماشية والآفات الزراعية وغيرها من المهددات حتى لا يتأثر ويتوقع بموجبه حدوث مجاعة محتملة، ولعل وزارة الزراعة بالولاية التى وضعت ترتيباتها مبكرا لإنجاح الموسم الزراعى بالضرورة ان تقابلها تلك التدابير الاحترازية لتعزيز العلاقة بين الراعي والمزارع منعا لأي احتكاكات، وهنا يقول والي جنوب دارفور اللواء آدم محمود ان هناك خطة وضعت لإنجاح الموسم الزراعى الذى سيكون المخرج من الضائقة المعيشية التى تمر بها ولايته، وقال ان هناك استعدادات مبكرة تم وضعها بتوفير التقاوى والمدخلات الزراعية حتى تكون الزراعة مخرجنا، لان الولاية وصلت مرحلة حالت دون دفع استحقاقات العاملين وتوفير الخدمات والتنمية، وقال ان الغلاء الآن موجود ومكافحته تكون بالوفرة فى الإنتاج وليس الوفرة عبر استيراد المواد التى يسعون لجبلها حالياً فى اشارة الى ان قضية الترحيل أصبحت تشكل لهم هما آخر. وقال ان حكومته وضعت ترتيبات مبكرة بعقد ورش عديدة ويجرى العمل لترسيم المراحيل بجانب معالجات لمخارف الرعاة ونشر قوات فى المراحيل لمنع اي احتكاكات محتملة بين المزارعين والرعاة من أجل تأمين وحماية الموسم الزراعي، أما وزارة الزراعة بالولاية التى أعلنت عن استهدافها زراعة «7» آلاف فدان هذا الموسم طالبت كل الشركاء بضرورة تضافر الجهود لتأمينه حتى يسهم فى حل الكثير من المشكلات التى تواجه انسان الولاية، وقال وزير الزراعة بالولاية ابراهيم محمد آدم سلطان ل «الإنتباهة» ان وزارته أكملت تحضيراتها مبكرا للموسم الزراعى باستهداف زراعة سبعة آلاف فدان مناشدا الأئمة والدعاة بالتضرع الى الله بأن ينعم عليهم بأمطار غزيرة فى اشارة الى ان الولاية كثر فيها الفساد والقتل، بجانب ان تلعب وسائل الإعلام والادارت الاهلية دورا أكبر فى الإسهام فى تعزيز الصلات بين المزارعين والرعاة من اجل انجاح هذا الموسم الذى تعول عليه الولاية كثيرا، وقال سلطان ان وزارته وفرت «40» طنا من الاسمدة والمبيدات لمجابهة أى طارئ فى الخريف، واضاف سلطان ان المساحات للزراعة الشتوية بالولاية تقدر ب«60» الف فدان ووزارته تسعى جادة لأن تصبح «70» ألف فدان اسهاما فى توفير المحصولات الشتوية، وقال ان وزارته وفرت كمية كافية من الوقود باكثر من «500» الف جالون الآن فى متناول يد المزارعين وتابع «يدور حديث بالخرطوم حول عدم صلاحية الطماطم لكننا فى جنوب دارفور لدينا تربة خصبة لا تحتاج لمبيدات وإنتاجنا خال من الاسمدة وسنغذى اسواق الخرطوم بالطماطم والمحصولات الاخرى الشتاء القادم»، وكشف سلطان عن استهدافهم هذا العام لزارعة الف فدان من القطن كأول تجربة من نوعها فى كل من محليات عد الفرسان وكاس وبرام بجانب زراعة السمسم كبديل للقنب الهندي في محلية الردوم وبعض المحليات علاوة على مساحات لمحصول القوار، وقال ان جنوب دارفور بها أكبر جمعيات زراعية على مستوى السودان بحوالى «240» جمعية من جملة «750» جمعية زراعية، وقال ان الاجتماع الاخير لوزراء الزراعة بالولايات مع نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن تم التأمين على تمويل الجمعيات الزراعية حتى تسهم فى زيادة الإنتاج ووفرته تحقيقا لمبادرة الرئيس بتحقيق الغذاء للعالم العربي. بينما وصف منسق الشرطة الشعبية والمجتمعية بالولاية احمد الدرديري محمد الزراعة بأنها المخرج الوحيد لما تمر به الولاية والسودان عموما من مشكلات اقتصادية وغيرها، وأكد ان قواتهم فى اتم الجاهزية لتأمين الموسم الزراعي لهذا العام عبر المرابطين والإسهام فى فض النزاعات التى تحدث بين المزارع والراعى وفتح المسارات من أجل انجاح الموسم الزراعي والإسهام فى تعليم الرعاة أمور دينهم من خلال أفراد الشرطي الظاعن البالغ عددهم «700» مرابط يسيرون مع البادية من شمال دارفور وحتى أم دافوق الحدودية مع افريقيا الوسطى تأمينا وحماية لها.