الولايات المتحدة جعلت من العالم العربي والإسلامي ميداناً تدير عليه ومنه صراعات عديدة، فهي إما أن تنشئ الصراع وإما أن تباركه إن وجد وإما أن تزرع بعض أسبابه وترعاه وتأججه في كل من العالم العربي والإسلامي. إن الولاياتالمتحدة منذ سقوط الخلافة الإسلامية منذ عام «1924م» ومن ثم قيام دولة إسرائيل في سلسلة من المداولات والاتفاقيات. وظلت إسرائيل التي تمثل الغرب الرأسمالي والولاياتالمتحدة. ظل هذا التحالف يؤجج الحروب في ربوع العالم العربي والإسلامي ووقف أمام تطور الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة. حتى ظلت هذه المنطقة سبب الأحلاف الرأسمالي في فقر ومرض وجهل هذا الثالوث الذي يمثل التخلف. فظل هذا الحلف اللعين يستسرف ثروات العالم العربي والإسلامي وكل خاماته. بل استسرف العقول المفكرة في العالم العربي والإسلامي. ساعده في ذلك حكام الجبر والجبروت الذين ضيقوا على العلماء وشردوهم وسجنوهم وضيقوا عليهم في العيش وحرم منهم البلدان، وكانت الولاياتالمتحدة هي الحاضن لهم والمرحب بهم في خطة لسرقة العلماء وتجهيل العالم العربي والإسلامي. لا يعوذنا الدليل على ما سنقول. فمثلاً أن تنشئ الولاياتالمتحدة الصراع، فقد كان للولايات المتحدة دور كبير في إنشاء الصراع في أفغانستان ولا تزال تثير الحرب وسط القبائل هناك. وفي باكستان تقوم الحرب بين الأحزاب ونشهد كل يوم التفجيرات وترعى كل هذا الخراب الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولا ننسى الصراع في العراق ذلك الصراع الدامي الذي راح ضحيته الملايين ولا يزال الجرح ينزف دماً كانت وراءه الولاياتالمتحدة. هذا الصراع الذي كان هدفه الاستيلاء على بترول العراق التي يقال إنه أكبر مخزون بترول موجود في هذه البقعة المسماة بالعراق وما حولها. والآن الولاياتالمتحدة وراء الصراع في السودان، وكانت ولا تزال تؤجج هذا الصراع. ذلك الصراع الذي نتج عنه شطر السودان إلى دولتين دولة جنوب السودان والسودان، عاشا في حرب وكر وفر تارة تهدأ وأخرى تتأجج. وتارة اتفاقيات تتدخل في ذلك الولاياتالمتحدة. والولاياتالمتحدة كانت ولا تزال وراء عدم الاستقرار في العالم الإسلامي والعربي فكل صبح جديد تعكر الولاياتالمتحدة صفو وصفاء العامل العربي والإسلامي. وكل صبح جديد تخلق الكوارث في العالم العربي والإسلامي، وتنفرد بالرؤساء والدول يصحون على ما تريد. ولم تقف على هذا بل تنهب خيرات العالم العربي والإسلامي وتشل موارده البشرية والسارية. كل ذلك حتى يصبح العالم العربي والإسلامي في يد الغرب الرأسمالي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وجعلت لها وكلاء من الحكام المستبدين الذين يمثلونها ويقهرون الشعوب. كل هذا حتى يبقى العالم العربي والإسلامي تحت وطأة الفقر والمرض والجهل ويدين بالولاء للولايات المتحدة ومنظومة الأممالمتحدة ومجلس أمنها الذي هو أمن لهم وخوف على العالمين العربي والإسلامي.