بعد أن أكمل شهر الصيام دستتين من الأيام،وانقسمت ليالي القيام،وأشرقت شمس الأربعاء ،التقى ثلاثة الشعراء،متفرد ومستكاوي ومغرد،ليتجاذبو أطراف النميم،حول رحيل الشهر الكريم .ابتدر المتفرد الدولي الكلام، بعد أن ألقى التحية والسلام الأربع حقيقة اليوم سخن من فجرو والناس فيهو بس بي كلمتين ينكجرو الزول الصبر مولاي يعظّم أجرو ويلهمنا الشِعر شان لينا يسهل نجرو فما كان من المغرد الزريابي إلا أن تنحنح وقال بلسان عريبي ثقيييل،بعد قيام ليل طويييل،مثبتاً رويحتو المحرّقاهو ،من أثر سحورو النام منو ونساهو: أركزي يا رويحتي و بدري ليلك قيمي زين يا مهجتي بالله أخشعي هيمي أسألي ربي ليلْةَ القَدْر تذلّل ضيمي ربي يجيب دعاك في الليلة ديك يانديمي *** فانتفض المتفرد الدولي لسماع سيرة ليلة القدر التي طالما تمناها،ولكن خوفو من يوم بكرة نسّاهو إياها،فقال في جرسة تجلت ثناياها: يوم بُكرة الخميس ما عارفو كيفن شكلو بتوقّع يكون حار في شرابو وأكلو الناس في بعض ديل بالكتوف يتّكلو في أبسط كلام من العطش يتشكلو وبما أن الخميس طيب السمعة،يساهر فيه الصائم قياماَ ويشخر طول صبحية الجمعة،لذلك يحلو القيام،ليصبح الناس نيام...تفائل المغرد،وسل لسانه المتجرد،ورد على المتفرد: يوم بكرة الخميس من بعدو قالوا الجمعة في ليلة القيام الناس كتير مجتمعة طايعين الأمُر ديل نالو أطيب سمعة شربو الخندريس من حوضو ماخدين كمعة فرفع المتفرد يديه بالدعاء ،وابتهل إلى رب السماء ،أن يستر الحالة،ويلهمهم الصبر في تحمل الملالة،وأن يجنبهم الرحيل إلى الحوادث على نقالة....قال وفي لسانه علالة: يا رب يا كريم أستر علينا الحالة أسعار سوقنا فوق خلّتنا في ملّالة حال الدنيا ما ورّتنا أصلو جمالا ضاربين الصبُر عايشين حياتنا رجالة وكان المستكاوي بجانبهم في دقسة من عينه،غارقاً في حلم تسديد دينه،وبما أن الدنيا صباح،نطق ولم يمسك عن الكلام المباح،متحسراً على انقضاء رمضان،بعد أن بردت فيه الأضان،وارتاح من جلب الخضار ولحوم الضان،والتركيز على الويكة والعصايد،ونجارة النم وسمكرة القصايد،متمنياً من مولاه العون على القيام ،في الخمسة أو الستة المتبقية من الأيام: عشرين يوم وأربعة؟..يا حليل رمضان الشهر الفضيل أوحشنا ولّى وكان يا رب يا كريم ،ندعوك يا رحمن في العشرة الأواخر نكسب الغفران في هذه الأثناء سمع المغرد رنة الموبايل ،فأيقن بأنه جاء بخبر هائل،وكانت على الخط الولية،تملي عليه المطالب الجلية،وتصبها على أذنيه صب التقلية،على العصائد الهنية،تطالب بلهجة الانجليز،بثمن السمنة والدقيق للخبيز،والذي يفوق ثمنه ثمن العجل الحنيذ،مما جعل المغرد يمعن في التبويذ،ويكثر من البسملة والتعويذ،ويضرب كم في كم ،ويقول بلغة النم: شوف كعك الخبيز الليلة مالو خبارو ؟ ما خاف الله فينا الليلة فات لي عبارو بي السعر العجيب فات الصغار و كبارو بي الفلس العلي الجيب نفضت غبارو فرفع المتفرد حاجب الدهشة ،وقرر أن يكملوا مشوارهم على ظهر ركشة،لينجو من الجوعة والعطشة،ووافقه المستكاوي ،وقد حجب لسانه عن اللغلغة وسرد الحكاوي،وسخّن الصباح،وعجزت كلاب الحلة عن النباح،فخت كل واحد الخمسة في الاتنين،وأمسك عن النم المباح.