قلنا في المرة السابقة إن الصراع احتدم بين رئيس المؤتمر الوطني ونائبة السابق في البحر الاحمر. حتى وقت قريب كان يقف الكثيرون ضد البلدوزر وبالتالي ضد ايلا. واليوم أعداء الامس هم أصدقاء محمد طاهر محمد حسين. إذاً الصراع في البحر الاحمر صراع مصالح بين ابناء الوطني. المؤتمر الوطني في الولاية الساحلية يحتاج للكثير من الترميم بعد الشروخ التي أحدثها صراع الجبابرة فيه. في الحلقة السابقة ذكرنا رحيل حامد محمد علي عن الوطني وتكوين حزب التواصل. وحامد لم يكن الوحيد الذي رحل عن الوطني بسبب ايلا او غيره. قبل حامد رحل عن العمل العام بالبحر الاحمر الشيخ علي عمر وأبوعلي مجذوب أبوعلي وعبدالله ابراهيم والقائمة تطول. مخطئ من يظن ان ما فعله ايلا بساحل البحر الاحمر قد سبقه عليه وال على المدينة الساحلية. ومخطئ ايضاً من يظن ان البحر الاحمر بامكانها ان ترتفع تنموياً وايلا يصنع فيها الصراع بعد الصراع. محمد طاهر ايلا رجل فطن يدرك ماذا يريد ولكنه فشل في ادارة ولاية البحر الاحمر بحكمة. اذا نظرنا الى كافة قبائل الولاية تجدها ملتهبة في تعاملها مع الرجل. على محمود ناظر الأمرأر قال لي في وقت سابق ليس لهم عداء مع ايلا في شخصه ولكن حكومته أهملت ريف اربعات وجبيت وغيرها من مناطق الأمرأر. وحتى ابناء قبيلته اختلفوا مع الرجل في كيفية حكمه ومنهم البلدوزر الذي كان يسانده في السابق. اهتم ايلا بالحجر ونسي البشر فنسوه.. واصبح يتخذ قراراته منفرداً دون الرجوع للشورى. في حوار البلدوزر مع الزميل ايهاب نصر مراسلنا في البحر الاحمر قال انه كان يدير الشورى في الوطني ولكن الان لا توجد هذه الشورى. كثيرون رحلوا عن العمل العام في البحر الاحمر بسبب سياسة ايلا وكثيرون سيرحلون. كثيرون فقدوا وظائفهم بسبب سياسية الرجل وكان من بينهم المجاهد احمد جيش الذي اجبر على الاستقالة من مفوضية التسريح ونزع السلاح. احمد كان مدير المفوضية بالبحر الاحمر ولكن صوته العالي في الولاية جعل ايلا يطلب نقله للخرطوم ومن ثم تقديم استقالته من المفوضية. احمد جيش مجاهد عرك الميادين وجاهد بنفسه في الكثير من المناطق ولكنه اجبر على الاستقالة لقوله كلمة حق. سنكتب في مقبل الايام عن احمد جيش ونرجو ان ينصف الرجل في بلد العجائب. صراع الديناصورات نرجو ان لا يتضرر منه البسطاء من أهل الساحل.