السياسي البريطاني المشهور والمخضرم وصاحب المواقف المشهورة والمشهودة في الوقوف مع الحق ومع المظلوم.. ظل لسنوات طويلة يناهض سياسات العرب الاستعمارية والاستبدادية سواء في فلسطين أو في العراق وأخيراً في غزة وفي سوريا.. ونحن نقدم هنا التسجيل الحرفي لمقابلة بينه وبين يهودي من شمال بريطانيا اسمه اليكس ALEX اتصل به ليراجعه في ما يقوله عن الصهيونية ووعد بلفور والمحرقة والظلم الغريب الذي اوقعته بريطانيا على الفلسطينيين عندما منحت وطنهم لليهود ويظل جورج يسأل اليكس: ما هو الحق الذي تملكه بريطانيا لتمنح وطن شعب.. لشعب آخر وكانت المقابلة محرجة لليهودي حتى اضطر للاعتراف بالجريمة. اليكس: مرحباً يا جورج.. اتحدث اليك من شمال لندن ولقد كنت استمع إليك وطوال ثلاثة اشهر جورج: حسنا حسناً اليكس: ولم تسنح لي الفرصة بأن اتحدث إليك. جورج: حسناً. اليكس: اتحدث اليك لاقول لك انني كنت استمع إليك قبل ليلتين وكنت تتحدث لهؤلاء الناس وكنت تقول إن اليهود ليس لهم الحق بان يحصلوا على اسرائيل من الفلسطينيين.. وكما كنت اقول بأنه على مدار التاريخ تم اعدام اليهود في المحرقة.. وانا قد وهبنا اسرائيل نتيجة لذلك وانا اشعر ... جورج: «مقاطعاً»: ممنوحة ممن؟ اليكس: ممنوحة من بريطانيا والدول الأخرى. جورج «مقاطعاً للمرة الثانية»: ولكن ما هو الحق الذي كانت تملكه بريطانيا لتمنحنك موطن أناس آخرين؟ اليكس: حسنا لاننا خسرنا 6 ملايين شخص جورج: لا:لا، أنا لا اجادل في ذلك.. سأتي لتلك النقطة ولكن ما هو الحق الذي كانت تملكه بريطانيا لتمنحك موطن أشخاص آخرين؟ اليكس: نحن لدينا الحق لأننا خسرنا «6» ملايين شخص ولم يكن لدينا وطن. جورج «مقاطعاً مرة أخرى»: أنا سأسألك للمرة الثالثة ما هو الحق الذي كانت تملكه بريطانيا لتمنحك موطن اناس آخرين؟ اليكس «متلعثماً»: حسناً.. هم لم يمنحونا الحق لأنه ما كان.. هم اعطونا بسبب.. آآ جورج: ولكنهم أعطوك وطن اناس آخرين.. هذه هي النقطة التي اتحدث عنها: هل تستطيع ان تناقشني فيها اليكس؟ اليكس: نعم ولكن اليهودي تعاملوا مع ذلك طوال التاريخ جورج مقاطاً: اليكس.. اليكس لست ادري يا اليكس اذا ما كنت قد اتيت بسيناريو ولا تستطيع ان تخرج منه!! أرجوك اجب على تلك النقطة وسنأتي لنقاش المحرقة ومن المسؤول عنها ومن الذي وجب عليه ان يدفع ثمن ذلك وماذا كان يجب ان يدفعوا.. ولكن استناداً على ما قلته بأن بريطانيا منحتك وكررت باستمرار الاشارة لنفسك لأنك يهودي وطن اناس آخرين، انا اسألك ما هو الحق الذي تملكه بريطانيا لتمنحك موطن شعب آخر؟ اليكس: من الممكن ان تقول إن بريطانيا لم يكن لديها الحق، ولكنها تدخلت للتعامل مع الخسائر البشرية لليهود.. وبناءً على ذلك منحونا هذه الارض. جورج: ارى أنني لا اصل معك إلى أي مكان حول هذه النقطة دعني اتعامل مع وجهة نظرك الشمولية.. فلعلك لست جاهزاً بأن تتعامل مع النقطة الرئيسة التي طرحتها عانى اليهود العداء العنصري للسامية على مدار العصور وفي العديد من الدول الاوربية اضافة لبلدنا.. فكانوا عرضة للتمييز المستمر في احسن الاحوال والذبح المنظم والقتل في أسوأها. هذا لا شك حقيقي.. المكان الوحيد في العالم الذي لم يكن فيه تمييز او ذبح منظم ضد اليهود هو العالم الاسلامي.. في الواقع لم تكن هذه هي القضية كلها.. ولكن عندما استعادت المسيحية السلطة في اسبانيا والاندلس في المنطقة الغربية للامبراطورية الإسلامية.. عندما غادر المسلمون غادر اليهود معهم. لانهم خافوا من أن المسيحيين سيطلقون معاداتهم للسامية بعد نهاية الحضارة الاسلامية في الغرب.. لذلك نجد الكثير من اليهود لليوم وقبل خلق دولة اسرائيل في بلدان مثل المغرب وعلى طول الساحل الافريقي الشمالي. وذلك لأن اليهود غادروا اوربا تحت حماية المسلمين وذهبوا للعيش في شمال افريقيا.. فلسطين التي تم محوها عن الخريطة عندما قامت بريطانيا بمنحك وطنا لاناس آخرين.. كان يعيش بها يهود.. يعيشون جنباً إلى جنب مع المسيحيين والمسلمين طوال قرون دون ادنى شكل من اشكال التمييز والعنف او المجازر المنظمة. اذاً فالذي حصل هو ان المسيحية المعادية للسامية باوربا التي ذبحت «6» ملايين يهودي في اعظم جريمة بالتاريخ البشري تم دفع ثمنها ليس من الدول المسيحية في اوربا التي مارست أو غضت الطرف عن معاداة السامية تلك .. ولكن الثمن دفعه ذات الأناس الذين كانوا بريئين تماماً من تلك المحرقة الذين لم يذبحوا اليهود قط والذين لم يرتكبوا المجازر المنظمة ضد اليهود.. ويبدو لي هذا بأنه يضيف اهانة إلى الجرح الذي عاناه اولئك الناس الذين تم محو وطنهم من على الخريطة.. وتبعثروا في المنفى.. لفتح المجال لفكرة صهيونية تم منحها ليهود اوربا لأنهم هم المستوطنون الاوائل.. ممنوحة ليهود اوربا من بريطانيا.. وبما انك فشلت بشكل متكرر في الاربع مرات التي سألتك بها الاعتراف بأن بريطانيا ليس لها الحق باعطاء موطن شعب لشعب آخر.. أرض تعود ملكيتها لطرف ثالث.. ويبدو لي ذلك انه ظلم ذو اوجه متعددة أليس كذلك يا اليكس؟ اليكس: نعم وانا اتفق بأنهم لم يكن لهم الحق الكلي ولكنهم تدخلوا بعد المحرقة ليمنحوا اليهود جورج: مقاطعاً: لقد كان هذا قبل فترة طويلة من المحرقة.. تدخل بريطانيا.. تدخلت بريطانيا عام 1917 بوعد بلفور الذي قام به الوزير البريطاني بلفور نيابة عنا لمجموعة صهيونية يهودية ملحدة وانا ذكرت نقطة الالحاد لانهم يزعمون ان هذه الارض حق نوراني كما لو أن الله «جل وعلا» كان وكيل عقارات الرجال الذين تم وعدهم باسرائيل كانوا يهوداً ملحدين لم يكونوا فقط غير ممثلين لجميع اليهود.. بل كانوا في ذلك الوقت في عام 1917 نسبة ضيئلة من يهود العالم لأن معظم يهود العالم يؤيدون الاحزاب والافكار الشيوعية والاشتراكية في ذلك الوقت.. الصهاينة مثلوا جزءاً صغيراً من الرأي اليهودي في ذلك الوقت.. وعلى الرغم من ذلك وعدهم بلفور بوطن يملكه طرف ثالث دون مشورة أي من البريطانيين أو يهود العالم أو حتى الفلسطينيين من باب أولى. اليكس: حسناً شكراً جزيلاً لك يا جورج للتحدث معي جورج: حسناً شكراً لاستماعك يا صديقي. غداً نقدم صورة أخرى لفداحة الظلم الذي اوقعه الغرب الفاجر على اهل الاسلام.. وذلك ايضاً على لسان يهودي متدين من يهود بريطانيا.