ليست شيالات الحلوى وباقات الخبائز والمكسرات وحدها التي تحمل مشاعر الود والفرح وتتزاحم حولنا تهاني العيد، وإنما هنالك حلاوة الكلمة وخبيز المفردات النشوانة ومكسرات المعاني الأنيقة، فالشعر يضوع ألقاً. والعواطف تتدفق فرحاً، والدموع عسلية والعيون مرمرية، والبعيد الذي جافيناه زمانا هو قريب يهفو له القلب أو يكاد أن يطير بلقائه شوقاً. رمضان كان يمسح السيئات، وها هو العيد يطيب الخواطر ويصلح ذات البين، فكن جميلاً ترى الوجود جميلاً. وكلمات دافئة من شاعر المفاكهات الأخ الأستاذ قرشي الأمين تهنئ كل الوطن ويغرد بها صادحاً نستهل بها المباركات: كل سنة يا وطن فوق الدول في العالي وكل سنة يا وطن فوق الثريا تلالي تكون من الفتن دايماً معافى وخالي والعيد يا وطن نفرح بيهو وإنت الغالي وأكيد عزيزنا القارئ حتكون ضحكتك في العيد صافية وبسمتك ضاوية. ولو صنعنا وشكلنا الضحكات نوعاً من الحلوى والخبائز لكانت منها تشكيلات رائعة: وفي مقدمتها الضحكة الرنانة وهي أحلاها فهي ضحكة الطفل، بالتأكيد هي أكثر الضحكات رواجاً في العيد واقبالاً عليها. أما قبيلة الجنس اللطيف فإن ضحكاتهن رقيقة وإن اتمزجت بالشوق لملاقاة الحبان والصديقات بعضهن ببعض، فإنها تمتزج بالدموع وحنيَّة التلاقي النبيل. والوالدان ضحكتهما عميقة.. وهي أعمق إن استحالت لابتسامات.. فهما من يكتمان الحب وقد يبوحان به لكنهما يحيلانه لما هو امتع للحياة وأعمق في الاماني وأصدق في المشاعر، بل ولما هو اصلح لرضاء الرب عزّ وجل.. فكل من يحمل رضاء الوالدين يحمل لوحده شيالة انيقة لا تشبع منها عزيزي القارئ، فكن اكثر الناس حرصاً على أن تستمتع بابتساماتهما في العيد، وانت تعرف ما يرضيهما وينزع الابتسامة.. انت هنا تحسها في أعماق أعماق أعماقك. أما ابتسامات الزوجة فإن لها من الخصوصية ما لا يتناولها غيرك.. انت الذي تعرف طعمها وهي التي تعرف طعم ابتساماتك ونكهتها ومضامينها. وما يشيع بين الناس في سعد العيد وحميمة لقائه بين الزملاء والأصحاب والأصدقاء والجيران من الشباب والرجال فإنه يطلق نوعاً من الضحك يسمى «القهقهات» وهو نوع من حلوى العيد فيه ما هو عصي على الكسر.. وبالرغم من نكهته الخاصة فإن مقدار حلاوته «يتمطقها» التفاهم والخصوصية.. ذلك انه من خلالها تتدفق «القفشات». وتتوهج الذكريات.. وتتفرقع النكات.. فلا تترك شيئاً من السياسة ولا بعضاً من الكياسة.. وقد تتكشف الاسرار.. وتتقلب الاحوال.. وبين هذاوذاك نسمي هذه الحميمية الصاخبة «قهقهات» .. انه العيد.. انه العيد. ومما ذكرنا آنفاً ما يسمى «قرقره» تكون بين الصبية المتفاكهين الصغار.. يقال عن الواحد منهم أنه «يقرقر» وميت من الضحك وهؤلاء لهم جو لا يقدر بملايين الدولارات ولا يعرفون غير البراءة طريقاً يؤدي للسعادة.. أما معشر النسوة الكبار فإن جلستهن تتحول إلى مزيج من الضحك.. واخيراً فإن الضحك مقاسات والكعك فيه الناعم وفيه الشواكيش والحلاوة منها «دربس» ومنها «الماكنتوش» وكذلك البسمات مضيئة ممزوجة بخجل ومنها بسمة رنانة وأخرى ساخرة قد تعبر حتى عن طعم «الشطة»!! ومن الضحك «القرقرة» و«الفتفتة»، ومن الناس من يموووت.. ولكن من الضحك. ومن الضحك ما يقطع المصارين!! فكن بين هذا وذاك وانت تحمل شيالات الابتسامات ان تنتقي الشيالة الأفضل لأن فيها طعم السعادة. والسعادة الحقة تكمن في رضاء الخالق. وأخيراً نختتم بشيالة مسدار من حلوى ماكنتوش وخبيز شاعرنا قرشي فنقول: العيد يا اخوي علينا وعليك يتبارك وسبحان الاله جَمَل صيامنا وبارك سعيد ال «بالصيام» زار جارو عيّد وبارك وندمان الفطر من غير عذر وإتبارك التحية القلبية الخالصة موصولة لكل الزملاء والزميلات ب «الإنتباهة» معبقة بطيب الود واريج المودة.. وامنيات تشملهم جميعاً تفوق عدد كلمات صفحاتها.. بقدر ما بذلوه فيها من جهد صادق ونجاحات احرزت دوام التفوق لصحيفة السودان الأولى. ولبلدي العزيز والأهل والجيران والحبان. والعفو والعافية وكل عام وانتم بألف ألف خير.