{ الدولة التي «تفشل» منذ شهر كامل في تكوين حكومة تستمع إلى الشتائم والسخريات.. وتبتسم.. مبسوطة!! { ومستشار أوباما للأمن /الذي يعيش في الخرطوم منذ أيام/ يعرف .. في غيظ حارق.. لماذا تبتسم الخرطوم { والخرطوم التي تفشل بدقة في تكوين حكومة تبتسم لأن اللعبة الشديدة الذكاء هي ألا تكون هناك الآن حكومة. { فالخرطوم تجد أن أمريكا وآخرين كلهم يطلب من الخرطوم اتخاذ قرارات حاسمة وضخمة في قضايا مثل التعامل مع الجنوب.. وجنوب كردفان.. وأبيي وأمبيكي هنا وروس هنا وجيش سفراء الدول الغربية و... و... { كلهم يطلب «قراراً»... والآن { والخرطوم يستحيل عليها أن تقرر فالخرطوم تعلم أن القرار الوحيد الذي ترضاه أمريكا هو التوقيع على ما تريده. { والتوقيع مستحيل { ومواجهة أمريكا مستحيلة { والخرطوم تلعب اللعبة الرائعة { الخرطوم تقول لكل جهة إنه «للتوقيع أو غير التوقيع على القرارات الضخمة لابد من وجود حكومة.. والسودان اليوم يعيش دون حكومة» { والسيد روس مندوب أوباما يعض الهواء وذاكرته تستعيد كلمة برونك عن الإسلاميين في الخرطوم { برونك سبق أن قال عنهم إنهم «أذكياء جداً ومتعصبون جداً وخطرون جداً» { وروس يسبق أمبيكي.. في الخرطوم { وأمبكي الذي يهبط الأيام القادمة يحمل أسطورة القضايا المعلقة ذاتها.. ويحمل اليأس ذاته.. ويتوقع الردود ذاتها.. وروس يمهد الطريق لأمبيكي { والخرطوم التي لا تستطيع أن تقول نعم.. أو تقول ..لا.. تطلق أسطورة صناعة دوار الرأس { والثنائي عبيد وعبيد يبدآن الغناء فالسيد كمال عبيد يعلن الأسبوع الأسبق أنه «لا قضايا معلقة» .. والسيد العبيد مروح يعلن أمس الأول أن الإعداد لنقاش القضايا المعلقة مستمر. { وفي لعبة صناعة الدوار الخرطوم التي تتكتم بشدة على تكوين الحكومة الجديدة تقوم «بتسريب» أسماء مرشحة للحكومة الجديدة هي ذاتها الأسماء التي قادت «صيف العبور». { و«أمريكا روسيا قد دنا عذابها».. لكن الخرطوم تحشر بين الوجوه وجهاً يعتبر أكثر أمريكية «وتعاملاً» مع أمريكا من المندوب الأمريكي في السودان و«الخرطوم بهذا توحي لأمريكا بأنها تستطيع أن تنال قضمة من الكيكة» .. كان هذا أمس الأول { لتطل الخرطوم أمس وتقول إنها لم تنطق بحرف أو اسم على الإطلاق. { مثلها كانت رطانة الخرطوم تقدم خطبة كاملة بكل أركان ونوافل الخطبة. { والخرطوم تعلن حكومة الخرطوم التي تعتبر تمريناً قبل المباراة القومية. { وفي حكومة الخرطوم تصبح شخصيات مثل التهامي.. وفقيري إشارات وإعراب كامل للجملة الجديدة. { فالتهامي وفقيري كلاهما يأتي بخلفية عسكرية وأمنية وثقافة وممارسة ممتازة. فالسيد فقيري رئيس قسم العمليات.. يصبح هو وزير التخطيط { والأمن يصبح هو أمن الطعام.. ومن يدمرون مشروع الطعام { وبفهم دقيق للخريطة السكانية للخرطوم التي هي شيء مثل المخلوق الحي.. كل خلية فيه تحيا وتموت بالخلايا الأخرى.. واضطراب خلية واحدة يعني الحمى والسهر. { السيد التهامي مدير عمليات الشرطة يصبح هو معتمد أم درمان { «وأركان حرب» لهؤلاء وآخرين يحملون الصفات ذاتها { الأمر يشبه أن يكون «ارم قدام ورا مؤمن» { ومطلوب مترجم يحدث روس عن معنى مثل دارفور «بارجقل في بطنو شغل» «2» { بقي أن الحكومة الجديدة تعرف منذ الآن أن «شغل» الذي ينتظرها لا يرقد في بطن بارجقل { والحكومة الجديدة لن تستمتع لحظة واحدة بالجملة العتيدة «لننتظر حتى تكتمل دائرة هذا الموضوع ونرى كيف هي» { الدائرة العسكرية والمالية والسياسية وغيرها كلها يكتمل. { والمعمل السياسي يرصد قضية مشاركة الأحزاب ويصدر تقريره { والمعمل العسكري يرصد ما يجري في جنوب النيل وكردفان ويصدر تقريره { والمعمل الاقتصادي يرصد قضايا التهريب والبنوك والأسعار وغيرها ويصدر تقريره { والبذرة الأولى للمعالجات تبدأ { بذرة خروجها للشمس يفسدها { والحكومة الآن حمل يكتمل خارج الرحم { وتعمل من خارج الرحم لأن الأمر هناك الآن.