والصياد الذي يطارد ذئباً بعنف ينظر إلى الذئب المذعور ويسأل نفسه : ترى ما الذي يشعر به هذا الذئب الآن؟؟ والذئب يقفز داخل كهف وفي اللحظة التالية قطيع من الذئاب يخرج من الكهف ويندفع يطارد الصياد والصياد يجد الإجابة!! والسيد وزير المالية لعله بعد قراءة صحف الأمس يجد الإجابة ذاتها فالصحافة التي تحمل أمس حديثاً للسيد وزير المالية يصفق فيه لكل شيء كانت في الصباح ذاته تحمل حريقاً من الأخبار التي تبصق على كل شيء فلما كان وزير المالية يقول ل«الإنتباهة» في حديث إنه يدعم تصنيع كل شيء كان مدير غرفة تصنيع الجلود يقول للصحيفة ذاتها في اليوم ذاته : أبعدونا.. وجاءوا بمستثمر أجنبي!! وأحدهما كذاب والسيد وزير المالية على الصفحة الخامسة من الصحيفة يقول : وفرنا كل شيء للعلاج ومدير مستشفى الخرطوم على الصفحة الرابعة يقول.. في ذات اليوم للصحيفة ذاتها : الأطباء يهددون بالإضراب لعدم وجود أي دعم مالي للعلاج! وأحدهما كذاب. والسيد الوزير يحدِّث عن دعم زراعة القمح.. والسكر وطيور البطريق.. والسيد وزير المالية يقول إنه يعترض على قيام مطار الخرطوم لأن القروض يجب أن تذهب لما هو أكثر جدوى. والوزير الذي يعود من رحلة للخليج يسمع في كل لقاء هناك أن القروض لمشروع معين يمنع قانون المصارف هناك تحويلها لمشروع آخر. والسيد الوزير هنا يقوم بين الجهل وشيء آخر. لكن شيئاً أكثر خطورة من كل شيء يطل من بين الشقوق الآن مثل دخان البركان القاتل. «2» وزير المالية يحدث عن دعم القمح «زراعة.. واستيراداً» بينما السيد الوزير وبضربة واحدة يقضي على المشروع الذي كان يستطيع أن يجعل السودان «المنتج الأول في إفريقيا والعالم العربي للخبز».. نعم المنتج الأول. مشروع تحويل الذرة بديلاً للقمح والمشروع الذي يحول الذرة السودانية بحجمها الهائل إلى دقيق يصلح لإنتاج القمح مشروع ينجح معملياً العام الماضي.. وله دوي والجهة التي تنجح: بعد أكثر من عشرين سنة من البحث في إنتاج خبز من الذرة تجعل الدولة ومراكز أبحاثها هناك يتناولون وجبة كاملة من الخبز هذا.. منتصف العام الماضي. ثم وجبة أخرى تجعل للمجلس الوطني جلسة البند الوحيد فيها هو تناول وجبة كاملة من الخبز هذا.. والنواب يتناولون أروع إفطار والمشروع يعني أن السودان الذي ينفق مليار دولار «لاستيراد» القمح يصبح دولة تحصل على «آلاف المليارات» من «تصدير» الدقيق الجديد هذا بديلاً للقمح الذي يقود العالم كله من بطنه. و... و... لكن جهة يعرفها وزير المالية تقوم بلطم كل المشروع.. كله.. وتُلقي به إلى النار فجهةٌ ما تجد أن مصانع الدقيق الآن التي تستورد وتطحن القمح سوف «تتعطل مصالحها» إن قام المشروع هذا على ساقيه. وجهةٌ ما.. تجعل الدولة تسلم حلقوم مشروع الخبز هذا للمصانع هذه!! حتى؟ «حتى تقوم برعايته..!!» ومصانع الدقيق ومنذ نصف قرن.. وبعلم منها وبغير علم .. تديرها جهات تذكرك بالماسونية. والأمر يتخطى احتكار السوق إلى «احتكار حياة الدولة». فمن يحتكر الخبز يجعل المجتمع السوداني والجيش والشمس والقمر كلهم في قبضة يده.. تماماً. ومن يدير مصانع الدقيق ووزير المالية.. والدولة بالتالي كلهم يعلم هذا تماماً.. ويقود مخططه من هناك. وابتلاع الدولة مشروع يتم الآن بدقة دقيقة.. وممتدة وهامسة .. وخطيرة جداً ومجالات أخرى يمتد فيها التهام الدولة. وشخصيات معينة «مجموعة صغيرة» تقوم قبل فترة.. بشراء قطع من الأراضي السكنية بواقع «ثلاثة ونصف مليون» للقطعة!! ثم تقوم بإغراء الدولة بتصديق «مجمع سكني» بخدمات مذهلة. والقطعة يصبح سعرها الآن مائة وخمسين مليوناً. وجهات صغيرة تسعى الآن «لاستئجار» مناطق تنقيب محدّدة عن الذهب.. وبسعر مثل سعر القطعة السكنية هناك. ليصبح الأمر شيئاً مثل المجمع هناك. ونماذج لا تنتهي. والجهات هذه ليست عبقريتها هي التي تعمل. بل عبقرية ماسونية معروفة. وسرد الجهات التي تمتد إليها الأصابع هذه ينتهي برأس مثلث يكشف أن الماسونية تشتري السودان.. تشتري.. والدولة عمياء صماء.. إما لأن الدولة ترفض أن تبذل مليونًا واحداً لقيام مركز دراسات.. وإما لأن البيع قد اكتمل ونحدِّث عما هو أكثر خطورة أكثر خطورة لأن الخيار الآن بين أن يبقى السودان أو نبقى نحن وجهات رفيعة تتصل لتقول أستاذ: وزير المالية يقول إن مطار الخرطوم ليس من الأولويات.. والسيد هذا ينسى أنه ليس هو من يرصف الأولويات وأن الدولة حددت ما تريد منذ زمان وأن مطار الخرطوم قُدِّم بقرار جمهوري والسيد وزير المالية وبضربة واحدة ودون الحاجة إلى دراسة يفضح كل بيوت الخبرة العالمية.. فالسيد الوزير يقول إن مطار الخرطوم لا جدوى اقتصادية له.. بينما بيوت الخبرة العالمية تكسر عنقها أعواماً ثم تقدم ملفات تجزم بأن للمطار هذا جدوى اقتصادية مذهلة. ليقول: أستاذ .. كل الأمر هو أن بارجقل في بطنو شغل «...»