لم تفلح آلة الحرب الجوية الإسرائيلية التي ألقت حمم صواريخها من الطائرات بطيارين وبدون طيار ومدافع الدبابات ومدافع البحرية والمدافع الأرضية كل هذا لم يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني الجسور يأتي هذا العدوان في رمضان وفصائل المقاومة تخوض حرباً بتصميم استشهادي بديع رقم فاتورة الدماء الغزيرة التي سالت فلقد طالت آلة الحرب الصهيونية الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة ولم نسمع حتى كتابة هذا المقال أن العدو الصهيوني دمر منصة من منصات الصواريخ التي تستخدمها المقاومة ولم توقف عمليات إسرائيل سيل الصواريخ المنطلقة من غزة تجاه تل أبيب وحيفا وأسدود وعسقلان ولم يفي «النتن ياهو» بوعده غير المبرور للسياسيين والعسكريين بزرع الطمأنينة للمستوطنين اليهود ولقد كان ظن إسرائيل أن المقاومة وبحكم الحصار المفروض عليها من إسرائيل ومصر تعيش أتعس أيامها ولن تصبر على المقاومة ولكن الأحداث كذبت تلك التكهنات فها هي المقاومة الفلسطينية بكافة ألوان طيفها إسلامية وجهادية وعلمانية وقومية عربية صامدة في وجه العدو ومن خلفها الشعب الفلسطيني الذي لم تنكسر إرادته تلك الحمم التي تنهمر فوق الرؤوس أطراف الليل وآناء النهار مشفوعة بمناشير تلقى من الطائرات تطالب الفلسطينيين بالمغادرة لكي رفضت الأسر المغادرة في إباء وشمم في انتظار الشهادة واستقبال الموت لا استدباره باعتبار أن هذا ليس هو العدوان الأول فلقد سبقه عدوان «2006م» و«2008م» و«2002م» وها هو عدوان جديد في عام «2014م» إذ أن أهالي غزة المحن والكروب ولقد استحرى القتل وسط المدنيين سيما الأطفال والنساء فظهرت إسرائيل أمام العالم بأقبح صورة بفشلها الصغار والنساء ولقد أضحت أجهزة الإعلام حاضرة تنقل ساعة بساعة مأساة الشعب الفلسطيني وصور قتلى وجرحى الأطفال يأتي كل هذا ونسمع أحاديث مبادرة مصرية مشفوعة بحملة إعلامية قاسية يقودها الإعلام المصري الذي فيما يبدو قد جير العقيدة السياسية المصرية بسلوكه غير المسؤول وألفاظه النابية والتي أحرجت تاريخ مصر السالف المجيد وأساءت إلى أرواح الشهداء المصريين الذين سقطوا في حرب «1948م»، وحرب «1956م» أي العدوان الثلاثي وفي حرب الاستنزاف وفي حرب «1967م» وحرب اكتوبر «10 رمضان 1973م» فبدأنا بعد كل هذا التاريخ المجيد من مواجهات نسمع من الإعلام المصري أن حماس والجهاد استفزت إسرائيل هل يعقل أن تكون القاهرة مصدر هذا الهراء والتهريف؟؟ فوق هذا وذاك تأتي مبادرة مصر التي تحدثت عن التهدئة ولم تذكر بأي حال من الأحوال فتح معبر رفح بل بالأمس شاهد كل العالم إرجاع غافلة إنسانية بها أطباء وأدوية ومجموعة شباب تجاوز عددها ال «500» شاب أرجعوا من العريش بحجة أن الجيش المصري لا يستطيع تأمينهم يا عجباً كل العجب كما يقول الإمام علي يا عجباً يمين القلب ويجلب الهم فالمبادرة المصرية لا تلامس قضايا الشعب الفلسطيني من بعيد أو قريب وخير من علق عليها فضيلة الشيخ عكرمة صبري إمام المسجد الأقصى إذ قال لا فض فوه هذه ليست مبادرة بل مؤامرة فلقد كان الشيخ عكرمة صادقاً غير هياب ولا وجل ولم يلوز بالصمت كما صمتت كثير من المنابر التي كانت تتعدى للفتاوى في حق كل ديكتاتور مثل مشيخة الأزهر التي لم نسمع لها صوتاً أمام كل هذا الدمار الذي حاق بالشعب الفلسطيني في هذا الشهر. فلم تتحدث المبادرة المصرية عن فك الحصار ولم تلزم إسرائيل بالتهدئة والاتفاق الذي وقع في عهد مرسي عام «2012م» ولم تدين إسرائيل على تنكرها لوعودها ومواثيقها التي أبرمتها فيما سبق كل هذا يأتي والإعلام المصري سادر في غيه يتحدث عن دور مصر الإقليمي إن دور تآكل بسبب سياسات مصر تجاه كثير من القضايا وسمعنا بالأمس القريب تصريح وزير خارجية مصر سامح شكري فليته سكت إذ قال إن الخلاف أيدلوجي مع حماس وفي هذا إهانة ومهانة لمصر وتاريخ الدبلوماسية المصرية لكن نحمد للمقاومة الفلسطينية التي رفضت في كبرياء رغم فاتورة الدماء الغالية أن تستجيب لتلك المبادرة مجذومة الأواصر يبقى السؤال هو ما هو مصير المصالحة الفلسطينية ما بين حماس وفتح وما هو موقف أهل الضفة الغربية ورام اللَّه وإلى متى يلهث السيد أبو مازن خلف سراب إسرائيل من أجل الوفاق والحل الشامل فأي طرف إن لم تكن له قوة على الأرض لها المقدرة على الفعل من شاءت فلن يحقق لبني قومه شيء فالحديث عن تهدئة دون وضع أسس لتلك التهدئة يبقى هذا عدم وفاء للشهداء ودماء الأطفال ودموع الأرامل وأنات الثكالي رغم أن إسرائيل بدأت حرباً برية بعد فشل الحرب الجوية وهذه الحرب البرية رغم عدم التكافؤ إلا أن هناك ميزة تميز المقاومة وهي الاستعداد للشهادة أو النصر وإن العدو لا يستطيع أن يتوغل في القطاع لأن المواجهة سوف تصبح باهظة على قوات العدو رغم ضراوة الهجمة الإسرائيلية المسنودة بكثافة النيران والتي تجد المبرر من بعض الدول ولقد صدق السيد رجب طيب أردوغان حينما قال إن ما يحدث هجمة صليبية صهيونية.