شهدت مناطق القيعة وهجيليجة وجادين والودي وابو ضعينة بالصالحة بالريف الجنوبي لأم درمان في الأيام الفائتة امطاراً غزيرة وسيولاً جارفة ضربتها من الناحية الغربية عبر الاودية والخيران الممتدة عبر الحدود المتاخمة لولاية شمال كردفان، وتسببت هذه السيول في دمار وانهيار منازل معظم سكان هذه المناطق. وقد ادت هذه السيول الي جرف وانهيار مئات المنازل وهدم وقطع عدد من الطرق والجسور، مما ادى إلى الحاق الضرر البالغ بكل القرى والاسر القاطنة في هذه المناطق، حيث اصبحت عشرات الاسر في العراء بلا ماؤى وبلا خدمات، بل اصبحت هذه الأسر مشردة تماماً وتطلب يد العون من السلطات المحلية والولائية، الا ان المواطنين المتضررين الذين تحدثوا «الإنتباهة» اكدوا ان الجهات الرسمية لم تهتم بهذه المشكلة ولم تستجب للاحتياجات العاجلة لهذه الاسر. وبحسب متابعات الصحيفة في مناطق هجيليجة وجادين فإن المواطنين يعانون من الازمة الحادة في المواصلات بسبب هذه السيول، الامر الذي ادى الى عزل هذه المناطق تماماً من ام درمان والخرطوم، خاصة ان مواطني هذه المناطق ظلوا سنوات عديدة يطالبون السلطات والجهات الرسمية في الحكومة الولائية باقامة الردميات والطرق المسفلتة، فيما شكا المواطنون من وجود ازمة حادة في الخبز والخضروات بسبب تعطل حركة النقل. واكد عدد من المواطنين وممثلو اللجان الشعبية بهذه المناطق أن الحكومة كانت قد وعدت المواطنين إبان الحملات الانتخابية بأنها ستولي الخدمات وبالأخص الطرق والجسور اهمية قصوى، واشاروا الى ان هذه المناطق المتأثرة تحتاج وبشكل عاجل الى استكمال مشروعات التخطيط وفتح الطرق واقامة الجسور والردميات. وأظهرت الجولة التي قامت بها «الإنتباهة» أن منطقة الصالحة وبكل قراها تعاني من عدم وجود مصارف لمياه الامطار والسيول، الأمر الذي جعل مواطني هذه المناطق كل عام عرضة للاضرار بسبب السيول، وانتقد المواطنون ممثليهم في البرلمان وفي المجلس التشريعي الولائي بسبب غيابهم التام وعدم قيامهم بأية ادوار موجبة تجاه قضايا المواطنين، وحملوهم في ذات الوقت مسؤولية معاناتهم بسبب تردي الخدمات. وكشفت الجولة كذلك أن هناك أسراً فقيرة أصبحت بلا ماؤى وبلا مأكل، واصبح الواقع هناك مريراً، فقد تعطلت الخدمات وانهارت العديد من المدارس والمرافق الصحية والاسواق وتدهورت صحة البيئة، وقد بدت آثار ذلك في تفشي بعض الأمراض المصاحبة لفصل الخريف.