الخرطوم: عواطف أم سلمة زبيدة رانيا: أغلق المواطنون المتضررون من السيول والأمطار بمنطقة الصالحة شارع صالحة الرئيس احتجاجاً على عدم استجابة المسؤولين لمطالبهم بتوفير الخيام، ووضع المحتجون الحجارة والبراميل والدولايب على الطريق، ورددوا هتافات مناوئة لسلطات الولاية: «ما دايرين والي يجينا وما دايرين معتمد.. يجينا دايرين خيام تجينا»، في ذات الأثناء أكد ممثلو منظمات مجتمع مدني بمنتدى حماية المستهلك أن تحضيرات الولاية للخريف لم تكن فى المستوى المطلوب، وكشفوا عن مواجهة مواطني مناطق القيعة وفشودة والودي بالخرطوم أزمة عطش لعدم شربهم الماء لمدة يومين لانقطاع مناطقهم بسبب السيول، وشنَّ ناشطو المنظمات هجوماً عنيفاً على حكومة الخرطوم، وقالوا إنها تهتم وتركز على الكاميرات عند توزيع الإغاثة وتهمل المتضررين الحقيقيين، وكشفوا عن قيامهم بشراء المياه من الحكومة لتقديمها للمتضررين، وأعلنوا عن وجود متضررين يعانون من الجوع والعطش، بينما كشفت الصحة عن تأثر «22» محلية في «8» ولايات بالسيول والفيضانات وتضرر «6101» أسرة بصورة مباشرة أكثرها بولاية نهر النيل «1972» أسرة، تليها شمال كردفان «1170» أسرة، وبلغ عدد المنازل التي تأثرت كلياً جراء السيول والأمطار الأخيرة «3037» منزلاً، وتأثر «2753» منزلاً تأثراً جزئياً، وبلغ عدد المراحيض المنهارة «2106» مراحيض، ووصفت وزارة الصحة وضع المياه بالخرطوم بالكارثي وأنه يفوق مياه إعصار كاثرينا الذي ضرب أمريكا أخيراً، في وقت كشف فيه تقرير عن مصرع «18» مواطناً وإصابة «184» آخرين، وطالت الأضرار «61» مرفقاً حكومياً بحسب تقرير لاجتماع غرفة الطوارئ عقدته شبكة المنظمات الوطنية السودانية «شموس» أمس. وفي ذات الأثناء كشفت الإدارة العامة للدفاع المدني أن الخرطوم أكثر الولايات تضرراً جراء السيول والأمطار وتليها ولاية نهر النيل، وأطلقت نداءً عاجلاً للمركز للتدخل العاجل وتوفير الحد الأدنى من الخدمات للمتضررين في كل المناطق، بينما التأم أمس اجتماع طارئ للمجلس القومي للدفاع المدني ضم عدداً من الوزراء الاتحاديين وولاة الولايات برئاسة وزير الداخلية للوقوف علي حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمواطنين بالمركز والولايات. وفي غضون ذلك أعلنت ولاية الخرطوم عن إجراءات صارمة تجاه المواطنين الذين يقيمون على مجاري السيول، وقالت على لسان رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالولاية عمر مصطفى في منتدى المستهلك: «أي زول تانى يبني في مجاري السيل يلوم نفسه»، نافياً في ذات الوقت دعاوى تسرب الإغاثة والخيام للأسواق، وقال: «التوزيع من المطار وإلى الميدان مباشرة». وفي ذات الوقت شرعت السلطات في تدعيم الجسور الواقية على امتداد مجرى النيل الرئيس والنيلين الأزرق والأبيض بطول «250» كيلومتراً تحسباً لارتفاع المناسيب، بعد أن أشارت التقارير إلى وجود تدفقات كبيرة من المياه قادمة من الهضبة الإثيوبية، فيما بدأت فرق الدفاع المدني العمل في «21» نقطة ارتكاز في المناطق الهشة، بينما كشفت ولاية الخرطوم عن انهيار أكثر من «92» فصلاً دراسياً كلياً وجزئياً وانهيار «31» سوراً و «17» دورة مياه و «32» مكتباً، بجانب تلف أكثر من «750» كتاباً مدرسياً و «215» وحدة إجلاس في عدد من مدارس الولاية. فرق طوارئ وأعلن وكيل وزارة الصحة د. عصام الدين محمد عبد الله عن وصول فرق الطوارئ الصحية للمناطق المتأثرة، وفتح «28» عيادة طوارئ بكامل طواقمها، بالإضافة لبدء عمليات كلورة مياه الشرب كتدخل احترازي بالمناطق التي تأثرت فيها شبكات الإمداد المائي جراء السيول، وناشد شركاء الصحة بالمحافظة تركيز الكلور المتبقي الموصى به في مثل هذه الظروف في الشبكات خلال فترة الطوارئ الحالية.حذراً من الآثار السالبة للمراحيض المنهارة واختلاط الصرف الصحي بالمياه، داعياً الولايات والمحليات إلى البدء الفوري في عمليات تطهير المراحيض ودفن المراحيض المنهارة، وأكد لدى مخاطبته اجتماع غرفة الطوارئ الصحية الاتحادية أمس جاهزية وزارته لجميع السيناريوهات المحتملة، داعياً الولايات للتقيد بالموجهات الاتحادية في إنفاذ التدخلات الصحية المختلفة. دهشة ولاة وقال مدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء هاشم الحسين إن الاجتماع أوصى بوضع خطة لمجابهة ما تبقى من فصل الخريف وما ينجم عنه من أضرار بسبب الأمطار والسيول. وأعلن هاشم في تنوير صحفي أمس عن جاهزية إدارته لتوفير الخيام والطلمبات لسحب المياه المتراكمة، وكشف هاشم عن دهشة أصابت عدداً من ولاة الولايات خلال الاجتماع حينما رفعت التقارير الخاصة بحصر خسائر السيول التي اجتاحت عدداً من المناطق بولاياتهم، مبيناً أن التقارير رفعت بواسطة غرف العمليات الموجودة في كل ولاية، كاشفاً عن انتشار «13» موقعاً للدفاع المدني بولاية الخرطوم في مختلف المحليات، لافتاً إلى توزيع ألف خيمة بولاية الخرطوم، مشيراً إلى وصول «3» طائرات إغاثة من دولة قطر تم توزيع حمولتها على عدد من المناطق المتضررة. تخوفات صحية أبدت محلية أمبدة تخوفها من الأوضاع الصحية نتيجة للآثار التي خلفتها السيول والأمطار أخيراً ووصفتها بالوخيمة، وكشفت عن وجود حالتين لوفاة طفل وامرأة، بجانب انهيار كلي ل «480» منزلاً وتأثر جزئي في «700» منزل، وقال معتمد أمبدة عبد اللطيف فضيلي خلال مخاطبته تدشين مبادرة سواعد الخير لاتحاد طلاب الخرطوم أمس، إن الأوضاع مرشحة للزيادة في التدهور، نافياً اتهامات المواطنين بالتقصير، وقال: «نحن راضون عن حجم المساعدات التي تم تقديمها»، موضحاً أن المحلية تجاوزت الأزمة بشكل كبير. إعصار كاثرينا ووصف مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الاتحادية مصعب برير، ترك الحيوانات النافقة في مياه السيول بالكارثي، وقال برير إن وضع الولاية الحالي غير طبيعى باعتبار أن كمية المياه التي خلفتها السيول والأمطار لا تقل عن إعصار مياه كاثرينا.