مشار في الخرطوم اليوم .. زيارة إنقاذ الموقف. الخرطوم: هيثم عثمان : كشفت الحكومة عن معلومات جديدة بشأن زيارة زعيم المعارضة الجنوبية د. رياك مشار للخرطوم، في الوقت الذي يصل فيه مشار للخرطوم اليوم قادماً من أديس أبابا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وأوضحت الحكومة أن طلب الزيارة الأولى تم بطريقة غير رسمية، وأبان وزير الخارجية علي كرتي أن الزيارة المعلنة اليوم تمت بترتيب وطلب من «إيقاد» وموافقة جوبا عليها، ونفى في ذات الأثناء دعم الخرطوم لأي طرف من أطراف النزاع بالجنوب، وقال للصحافيين بمطار الخرطوم أمس: «هناك كثير مما يذكر لكن لا مصلحة للسودان في دعم أي طرف، ومصلحتنا وقف النزاع» ونوَّه كرتي بأن زيارة مشار للخرطوم تتم بالطريقة العادية، وأن هناك اتفاقاً على أن تتاح له الفرصة للاستماع لوجهة نظره، وأضاف قائلاً: «دول إيقاد تؤكد أن السلام هو لحل إشكالات أبناء جنوب السودان»، ولفت كرتي إلى أن السودان تضرر من النزاع بسبب توقف العديد من المصالح مع الجنوب، ووصف الزيارة ب «اللعب» في خط السلام، منوهاً بأن لا خلاف مع أحد حول الزيارة، وأن تفاصيل الزيارة لم تحدد بعد. تقرير:هيثم: خلال اليوم يصل زعيم المعارضة الجنوبية د.رياك مشار للخرطوم في ختام جولة بدول إيقاد، طرح عبرها عدداً من الأجندة والنقاط بشأن الأزمة الجنوبية المستعصية. والزيارة التي تحمل في طياتها محاور عديدة، تشمل ظاهرياً مناقشة الأزمة مع المسؤولين هنا بالخرطوم، ربما تحمل في باطنها بعض المطالبات والاعترافات من الخرطوم بشأن المعارضة الجنوبية، أو بالأحرى محاولة تغيير موقف الخرطوم المعلن بدعم الحكومة الشرعية في جوبا، ما يعني أن مشار يرغب في فتح جدول صغير لتمرير نقاط التغيير حول موقف الخرطوم، وفي المقابل تستأنف اليوم مفاوضات الجنوبيينبأديس أبابا عقب فترة توقف لما يقارب الشهر، وأعلن وسطاء إيقاد أن المفاوضات التي تشهد تعثراً كبيراً، ستستأنف اليوم بين طرفي الصراع، وقال مسؤول بملف التفاوض ل«الإنتباهة» أمس، إن وفدي التفاوض سيبدآن في مناقشة بعض تفاصيل تشكيل الحكومة الانتقالية وتنفيذ وقف إطلاق النار. أربعون يوماً أكملت دولة جنوب السودان صفقة شراء أسلحة تشمل بنادق هجومية وقاذفات ورشاشات وصواريخ يصل مداها إلى «300» كلم وصلت بالفعل إلى ميناء ممباسا، في وقت وصل فيه إلى العاصمة جوبا نهاية يوليو الماضي جزء من الأسلحة الخفيفة التي تشمل مسدسات وبنادق صغيرة ورشاشات خفيفة. وأوضحت وثائق وصور تحصلت عليها «الإنتباهة» بشأن الأسلحة، أن جوبا ستقوم بنشر بطاريات الصواريخ المصنوعة في دولة آسيوية في أعالي النيل والوحدة لقتال التمرد هناك. وكشفت في ذات الأثناء عن القيمة الكلية للصفقة التي بلغت «58» مليون دولار هي قيمة الأسلحة وعمولة غير معروفة لأفراد قاموا باتمام الصفقة، واحتوت شحنة الأسلحة على «574» بندقية هجومية و«394» قاذفة قنابل و «4» ملايين رصاصة لبنادق آلية «كلاشنكوف» بجانب مليوني رصاصة للمسدسات و «319» مدفع رشاش بعيد المدى و «200» ألف رصاصة رشاشات و «40» ملقم قنابل مضادة للأفراد و «40» ملقم صواريخ بعيدة المدى وأخرى حرارية. صفقة السلاح ونشر تلك المنصات أثارت الخوف في نفوس المعارضة ووضعت ثقلاً جديداً على أفضلية الميدان بالنسبة للقوات الحكومية المسنودة بالقوات اليوغندية ثقيلة التسليح، ووفق ما ذكر مصدر مقرب من مشار فإن واحدة من أجندة الزيارة الرسمية، هي مناقشة انسحاب القوات اليوغندية من دولة الجنوب لرسم بعض من التوازن على ميزان التسليح والقوة بدولة الجنوب بين المعارضة والقوات الحكومية، التي باتت الآن في وضعية أفضل عقب الصفقة التسليحية العالية التي أكملتها نهاية يوليو وتسلمت بالفعل جزءاً كبيراً منها. إنقاذ الموقف بوضعية الميدان الآن يرغب د.رياك في إنقاذ موقفه بزيارة الخرطوم، لتمديد فترة التفاوض والتباحث وإدراج تدخل سلمي للخرطوم للضغط على سلفاكير لقبول الانتقال لتشكيل الحكومة الانتقالية ووقف العمليات العسكرية. ويرى البعض أن موقف مشار العسكري رغم تقدمه في الهجمات ببعض المناطق بالوحدة واعالي النيل، إلا أنه بات ضعيفاً مع إكمال جوبا لصفقة السلاح التي ربما تحسم مسألة المعارضة عسكرياً، وتتيح لها فرصة الضغط على المعارضة لقبول أقل الحلول في التفاوض. إنهاك الصراع وصل الحال بطرفي الصراع في جنوب السودان الآن إلى مرحلة الإنهاك وبات كل طرف يسعى لوقف العمل العسكري عقب فترة طويلة من المعارك التي لم تحقق لأي طرف حسماً واضحاً، فقوات الحكومة عندما تستعيد منطقة معينة تعود قوات المعارضة الى احتلالها مجدداً، ما يفتح الباب على مصراعيه لقبول الطرفين في المرحلة المقبلة لأية حلول، رغماً عن تأكيدات من مصادر مطلعة في جوبا بان الرئيس سلفاكير يسعى لحسم أمر المعارضة خلال أربعين يوماً، وهي خطة مطروحة الآن عليه من قبل القيادة العسكرية عقب صفقة التسليح الاخيرة، ووفق المعطيات القبلية التي تعرض جانباً مهماً ان غالبية القيادات العسكرية في جنوب السودان من قبيلة الدينكا والتي تسعى لحسم أمر التمرد الذي تعتبره تمرداً ل«النوير»، تشير في مقابل تلك المعطيات لنقاط مهمة وهي ان النوير أنفسهم لا يرغبون الآن في تسوية سياسية تضع الدينكا تارة أخرى على المراتب العليا بالبلاد، ويرغبون كذلك في انتقال حقيقي للسلطة إليهم ولبقية قبائل أخرى يعتبرونها على الهامش القبلي بسبب الدينكا. موقف جوبا التضارب هو السمة الواضحة الآن لجوبا بشأن الزيارة، ويبدو الموقف وفق تصريحات المسؤولين حول الزيارة ورفضها والتحفظ عليها وقبولها بصفقة خجولة، طالما هي تأتي بتنسيق من ايقاد، موقف متضارب يشابه موقف الصراع المتقلب بين الطرفين حول التفاوض. موقف الخرطوم الخرطوم تعلم تماماً أن موقف جوبا وتصريحاتها بشأن الزيارة وتهديدها بالقطيعة وقطع العلاقات ومحو الاتفاقيات مجرد «زعل» لا يحمل مقدرة على الفعل، ويعتقد محللون أن جوبا لا تمتلك القوة السياسية لتنفيذ تهديداتها على أرض الواقع، باعتبار أنها أول من سيخسر سياسياً واقتصادياً وستتلقى حزماً من الخسائر الموجعة حالما أوقفت اتفاقيات التعاون، خاصة اتفاقيات النفط الذي تعتمد عليه بصفة كاملة في ادارة البلاد ومواجهة المعارضة. والمتمردون ويرون ان ايقاف النفط تهديد خيالي لا تستطيع انزاله على الواقع، وبحسب المحلليين فإن موقف الخرطوم المشبه بالهادئ والمنطقي لا يشمل تصعيد نبرة التصريحات وإغفال تصريحات مسؤولي جوبا وعدم الرد عليها، والتمسك بان الزيارة هي من اختصاص ايقاد وهي زيارة رسمية. مجموعة مشار ترى مجموعة مشار أن اعتراض جوبا على زيارة مشار للخرطوم يحمل أسباباً غير مقبولة، خاصة وان جوبا لم تعترض من قبل على اي زيارة قام بها زعيم المعارضة لدول ايقاد الاخرى، ويعتقدون أن الاعتراض يأتي في خانة الشك الذي ينتاب جوبا بشأن موقف الخرطوم، ويرون ان جوبا ترغب في تدخل الخرطوم لمصلحتها، بينما يرى متابعون ان الزيارة أمر عادي ولن تقدم شيئاً لمشار او سلفاكير وان الزيارة ربما تحمل حلاً جديداً تطرحه الخرطوم على زعيم المعارضة ابان الزيارة، وتضعه على طاولة الرئيس سلفاكير لاحقاً لوضع حد للمواجهات الدامية التي يشهدها جنوب السودان. معلومات جديدة كشفت الحكومة عن معلومات جديدة بشأن زيارة زعيم المعارضة الجنوبية د.رياك مشار للخرطوم، في الوقت الذي يصل اليه مشار للخرطوم اليوم قادماً من اديس ابابا في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، وأوضحت الحكومة ان طلب الزيارة الاولى تم بطريقة غير رسمية، وابان وزير الخارجية علي كرتي ان الزيارة المعلنة اليوم تمت بترتيب وطلب من ايقاد وموافقة جوبا عليها، ونفى في الاثناء دعم الخرطوم لاي طرف من أطراف النزاع بالجنوب وقال للصحفيين بمطار الخرطوم امس «هناك كثير مما يذكر، لكن لا مصلحة للسودان في دعم اي طرف، ومصلحتنا في وقف النزاع»، ونوه كرتي الى ان زيارة مشار للخرطوم تتم بالطريقة العادية وان هناك اتفاقاً على ان تتاح له الفرصة للاستماع لوجهة نظره، واضاف «والتأكيد على ان دول ايقاد تؤكد ان السلام هو لحل إشكالات ابناء جنوب السودان»، ولفت كرتي الى ان السودان تضرر من النزاع بسبب توقف عديد من المصالح مع الجنوب، ووصف الزيارة ب«اللاعب» في خط السلام، منوهاً ان «لا خلاف مع احد حول الزيارة»، وأن تفاصيل الزيارة لم تكشف بعد.