رغم ان الطعن والاستئناف حق مشروع في الممارسة الديمقراطية فقد كنا نتوقع من المستأنفين لقرار المفوضية باعتماد أهلية أشرف الكاردينال لرئاسة الهلال ألا يواصلوا السير في هذه القضية بعد ان تم تأجيل النظر فيها ليوم الاحد القادم وذلك مراعاة لمصلحة الهلال وحرصاً على استقراره وهو يواجه الكثير من الاستحقاقات الداخلية والخارجية بمشاركته في بطولة الأندية الافريقية، حيث يؤدي الفريق مباراة مهمة وحاسمة يوم الاحد القادم أمام مازيمبي والتي تتوقف على نتيجتها استمراريته في المنافسة أو خروجه منها بعد أن وصل لدور الثمانية الكبار في القارة.. وعلى المستوى الداخلي يقاتل الهلال بشراسة لاستعادة بطولتي الدوري والكأس اللتين فقدهما في الموسم الماضي ويرفض ان تعيش الجماهير موسماً آخر من الاحباط والأحزان اذا لم يتمكن من انجاز هذه المهمة بنجاح وهو الذي عودها على الفوز المتواصل بالممتاز الذي أصبح بطولته المحببة منذ انطلاقته في العام 1996م.. وفي اطار تجديد شباب الفريق وضخ الدماء الحارة في عروقه يبذل مجلس الهلال الكثير من الجهد في التخطيط والاعداد لمعركة التسجيلات الشتوية في شهر ديسمبر القادم والتي يضع عليها آماله في إعادة بناء الفريق على قاعدة صلبة من المواهب والكفاءات التي تجعل منه قوة ضاربة تسعد الجماهير بانتصاراتها وانجازاتها، وقد شرع المجلس في تكوين اللجنة الفنية من أبناء النادي من المدربين وقدامى اللاعبين لرصد النجوم منذ الآن واختيارهم بناء على رؤية فنية وحسب الاحتياجات الفعلية للفريق لتفادي أخطاء التسجيلات في السنوات الماضية والتي أهدرت فيها اموال ضخمة على محترفين أجانب ولاعبين محليين لم يضيفوا شيئاً لمستواه الفني وقدراته وكانوا عبئاً عليه مثل سيرجيو البرازيلي الذي كان خصماً على الهلال في كل المباريات التي لعبها معه وكان أحد أسباب الخسارة أمام الزمالك وفيتاكلوب التي لم يكن له فيها أي وجود بل جعل الفريق يلعب ناقصاً في هذه المباريات التي يحتاج فيها لجهد كل اللاعبين للخروج بنتيجة ايجابية، وقد تزامن عمل المجلس في الإعداد للتسجيلات باستعراضه للسير الذاتية لعدد من المدربين العرب والأجانب لاختيار مدرب كفء ومقتدر يقود الفريق لمنصات التتويج الداخلية والخارجية خاصة وانه سيبدأ عمله مع الهلال قبل نهاية الموسم الذي سيتيح له الفرصة للتعرف على مستويات اللاعبين وقدراتهم والاشراف على الفريق في مرحلة الاعداد حتى يكون جاهزاً للموسم الجديد من كل النواحي.. ومن المسائل التي تجد اهتماماً كبيراً من مجلس الادارة ويحرص على انجاحها مشروع الوحدة الهلالية الذي طرحه رئيس النادي كهدف استراتيجي لإزالة الرواسب وتجميع الأهلة في جبهة عريضة لاخراج النادي من دوامة الخلافات التي مزقت نسيجه الاجتماعي وتسببت في كل المشاكل التي عاشها في السنوات الماضية، وقد أكد رئيس الهلال اشرف الكاردينال في كثير من تصريحاته على أهمية الوحدة ودورها الكبير في تحقيق الاستقرار حتى يتفرغ المجلس واللجان المساعدة لتنفيذ كل البرامج والمشاريع التي تنهض بالنادي وتعيده لمكانه الطبيعي في مقدمة الصفوف بحصده لكل البطولات وبإزالة كل البثور والدمامل من وجه النادي حتى يستعيد ألقه وبهاءه كمنارة ثقافية واجتماعية تعكس قيم الهلال ومواريثه من خلال الأنشطة المتعددة والمختلفة.. وانطلاقاً من كل هذه الاستحقاقات والمشاريع والأعمال التي يعمل مجلس الهلال لتنفيذها خلال الاسابيع القادمة كان المرتجى والمأمول تحكيم صوت العقل والحكمة بسحب الاستئنافات التي لن تحقق أهداف من يقفون وراءها لأن الكاردينال سيبقى في رئاسة الهلال بقوة القانون الذي قبل ترشيحه وبرفض المفوضية للطعن في أهليته لرئاسة النادي التي أكد من خلال أحاديثه وأعماله خلال هذه الفترة الوجيزة أنه أهل لها بروحه الوفاقية وشخصيته المتوازنة وثقته في نفسه واستعداده لدعم النادي مادياً برصده لأكبر ميزانية في تاريخ النادي للتسجيلات القادمة ويكفي الكاردينال فخراً محاربته لادارة النادي بفردية وديكتاتورية وحرصه على اشراك الجماهير في مناقشة قضايا الهلال الكبرى والمصيرية بإتاحة الفرصة لها لإبداء رأيها ووجهات نظرها من خلال الحسابات التي سيتم فتحها في الفيسبوك وهي بالتأكيد نقلة كبرى ونوع جديد من مشاركة الجماهير في ادارة النادي بشكل مباشر لأول مرة في تاريخ الهلال عبر الاستفتاءات واستطلاعات الرأي التي لن تجعل المجلس ينفرد باتخاذ القرارات من خلال استنارته بمواقف الجماهير وتوجهاتها في مختلف القضايا.. خلاصة القول إن استحقاقات الهلال الداخلية والخارجية وشروع المجلس في تنفيذ الكثير من المشاريع المهمة وعلى رأسها التسجيلات ووحدة الصف الهلالي تفرض على المستأنفين وضع مصلحة الهلال واستقراره فوق كل اعتبار بالتوقف عن الاستمرار في القضية المطروحة والانخراط في مسيرة الوحدة التي ستخرج الهلال من كل أزماته وتضعه على طريق الإنجازات بمشاركة الجميع بمختلف مجموعاتهم في اللجان المساعدة التي ستكون الحاكم الحقيقي للنادي..!