أحمد المنصور جيلي الذي طُرد بقرار من حكومة ولاية جنوب كردفان لأسباب الفتنة القبلية التي قادها فصله من وكالة امارة تقلي جاء متسقاً مع القانون والدستور، ولذلك حين قاد عبد الله عبد القادر القاضي والمحامي سابقاً فريقاً من محامي الحركة الشعبية وذهبوا إلى كادقلي وقدموا طعناً أمام المحكمة الإدارية في كادقلي شطبت المحكمة الطعن لاحقاً، مما يعني أن الدفوعات التي قدمت كانت ضعيفة وباطلة، وهنا نذكر أن أي فريق يقوده عبد الله عبد القادر لا يفلح، فهو نفسه فصل من سلك القضاء حين كان قاضياً مقيماً بدنقلا وأسباب الفصل تشيب لها رؤوس الولدان لجهة أنه قاضٍ، والقاضي له صفات أخلاقية ومهنية لا بد من توفرها، وسحب منه ترخيص المحاماة، لأسباب أخلاقية، فهو الآن يحمل صفة قاضٍ ومحامٍ سابق، هذا هو الذي يتخذه أحمد المنصور وفريق تحالف الفاشلين مستشاراً قانونياً لهما ولا تعليق.. الطيور على أشكالها تقع!! ويزعم أحمد المنصور أن مكانته محفوظة لكن من سماهم الحاقدين يفترون عليه الكذب، ونحن هنا نؤكد أنه لا خلافات ولا حسابات شخصية بيننا وبينه، لكن محاولة تضليلة للرأي العام هو وتحالف الفاشلين الذين اتخذوه مطية لتمرير اجندتهم الفاشلة، هو الذي دعانا لإيضاح هذه الحقائق التي لو تركت على ما هي عليه لتضرر مواطنو المنطقة الشرقية من أفعال هذه «الشلة» المرتزقة، لأننا نعرف المكاتب التي يجلسون فيها في الخرطوم ويتلقون التعليمات والتوجيهات وثمن البيانات التي ينشروها من وقت لآخر في الصحف، كالبيان الأخير الذي انتحلوا فيه شخصية «مجلس قبائل تقلي»، وقد تحدثنا عن هذه الممارسات غير الأخلاقية وأفعال تزويرهم في المقال السابق، انظر مقالي في «الإنتباهة» «مجلس شورى قبائل تقلي.. تحالف الفاشلين «1،2»، والبيانات الأخرى التي تتبنى أفكار الحركة الشعبية والشيوعيين. إن كل المعلومات التي يحاول أحمد المنصور ورفاقه في تحالف الفاشلين إخفاءها حول أن مؤتمر العباسية سنة 2006م كان مؤتمراً أهلياً وقبلياً لا علاقة له بالحركة الشعبية فضحت أجندتهم الخبيثة المعارضة لقيام الولاية الشرقية التي تتعارض مع مصالح الحركة الشعبية التي تحاول جادة التوغل أكثر في المنطقة الشرقية التي كانت عصية عليها طوال فترة التمرد في جنوب كردفان منذ 1984م، وقد استباحت كل شيء في المنطقة الغربية «جبال النوبة» حتى تنصر الناس هناك وبنيت أكثر من «400» كنيسة جديدة فيها، ولعل مخطط اجتياح تلودي ثم رشاد والعباسية ثم أبو كرشولا وكلها محليات في الشرقية كان الغرض منه إرسال رسالة لحكومة المركز ان الحركة سيطرت ايضاً على المنطقة الشرقية، لترتفع سقوفات التفاوض لدى الحركة وفكرة اعطاء الحكم الذاتي وذريعة تدخل المنظمات لأغراض إنسانية، ولكي توطد الحركة وتعزز وجودها في الشرقية هاجمت مراكز المسايد وخلاوي القرآن الكريم والمساجد وهجّرت سكان تلك المناطق حتى يسهل لها تمرير الفوضى والانقلاب المخطط له. أحمد المنصور لم يعينه أمراء الإدارة الأهلية في تقلي وكيلاً للأمير، بل العكس تماماً عندما مات الأمير الطيب آدم اجتمعت جهات محدودة موالية لأحمد المنصور وطرحت تعيينه أميراً خلفاً للأمير الطيب، لكن وجدت هذه الخطوة معارضة ورفضاً صريحاً من كل أمراء الريف، خاصة أمراء منطقة الجبل التي تشمل مناطق كثيرة من جنوب وغرب العباسية، لكن وافقوا على تعيين الأمير مختار آدم خلفاً لأخيه الطيب آدم، ومن هنا اتجه أحمد المنصور بحكم انتمائه للفكر الجمهوري الفاسد صوب الشيوعيين والحركة الشعبية، وفي عهد عبد العزيز الحلو وخميس جلاب عُيّن أحمد المنصور مستشاراً في كادقلي، بل الحركة رشحته لشغل منصب في المجلس التشريعي بالولاية لولا اعتذاره الذي هدف به إخفاء تمرير أجندته، بل عُيّن وكيلاً للأمير من قبل عبد العزيز الحلو الذي يمثل الحركة الشعبية ولم يُعينه أمراء تقلي وكيلاً للأمير!! وطالما عينته الولاية في عهد الحلو بقرار سياسي الآن فصلته الولاية بقرار إداري وقانوني لمخالفته نظم الخدمة المدنية والأهلية، وهو يقود تيار الفتنة القبلية في المنطقة ويحرض على قبائل بعينها، وهذا لا يستقيم مع توجهات الإدارة الأهلية التي تجمع بين المجموعات السكانية ولا تفرق بينها، وهذه أعراف ونظم عرفت بها الإدارة الأهلية من قديم. أحمد المنصور يعاونه أمثال عبد الله عبد القادر ومعاوية الزيبق وبعض أفراد تحالف الفاشلين، حيث حاولوا أن يستغلوا هدوء وأدب وسماحة أمير تقلي الأمير مختار، عندما ركب أحمد المنصور «مكنة» أمير وناطق رسمي باسم الإمارة ومنظر لها، ولذلك جيّروا كل مواقف إمارة تقلي لصالح أجندة الحركة الشعبية منطلقين من معارضتهم للدولة والمؤتمر الوطني، وفي تلك الفترة.. فترة ما بعد نيفاشا كتبت مذكرة إلى قرنق ومذكرة أخرى للمبعوث الأمريكي «دانفورث» وجرى اتصال وثيق بكاودا، ثم جيء بفكرة قيام مؤتمر تدعمه الحركة الشعبية وترعاه، لكن للتمويه والخداع غُلف بمؤتمر قبائل تقلي، وقد كشفت أوراق هذا المؤتمر في مقالات كتبتها في «الإنتباهة» سنة 2006م ومقالات لاحقة في سنة 2014م في اطار هذه السلسلة الحالية ذكرت فيها بعض التفاصيل المهمة في المقال الأول، ونضيف هنا أن منظمة «باكت PACT» الأجنبية هي التي مولت المؤتمر عبر منظة «هيامة» وقد أقر أحمد المنصور بذلك هذه المنظمة بعثت برسالة فاكس لأحد أعضاء مجلس شورى الإمارة هنا في الخرطوم تقول رسالة الفاكس لو شعرتم بأن الحكومة تعرقل قيام المؤتمر ووصول تمويله نحن نبعث إليكم التمويل عبر حساب شخصي في حساب أحمد المنصور أو «م.م»، وهنا يظهر شكل التنسيق بين أحمد المنصور والحركة الشعبية الذي كان يتولى إدارة المنظمات فيها في ذلك الوقت أحمد عبد الرحمن سعيد الذي غاب ثلاثين عاماً كان مرتمياً خلالها في أحضان الأب فيليب غبوش ثم أحضان الهالك قرنق، فلما عاد إلى المنطقة عاد بالدمار والخراب، وأحمد عبد الرحمن هذا تربطه علاقة قوية بأحمد المنصور، وبالفعل وصل التمويل وخلا به أحمد المنصور في منزله مع الشيوعيين والحركة الشعبية، وقد أشرت إلى هذا في المقال السابق، وذكرت أن بسبب ذلك تم استدعاء أحمد المنصور من قبل مجلس شورى إمارة تقلي بقيادة الراحل بشير سعيد رحمه الله ووجهت إليه تهم العمل مع الحركة الشعبية بعيداً عن رؤية مجلس شورى الإمارة، ولم يستطع أحمد المنصور تبرير موقفه.. منظمة «باكت» الأجنبية التي مولت مؤتمر العباسية تقلي منظمة يهودية. ويزعم أحمد المنصور وتحالف الفاشلين أن المؤتمر كان في إطار الإدارة الأهلية ولا علاقة له بالعمل السياسي وهذا كذب وادعاء.. أي مؤتمر أهلي ترفع فيها جلالات وشعارات وأعلام الحركة الشعبية ويغيب فيه رفع العلم الوطني.. علم السودان!! وقد ذكرت تفاصيل هذا الموضوع في المقال الأول؟.. وأي مؤتمر أهلي تطرح فيه قضية مستقبل المنطقة السياسي وحظها من ثمرة المفاوضات بين الحركة الشعبية والحكومة؟ أي مؤتمر أهلي تطرح فيه قضية هوية المنطقة ويتم الحديث فيه عن تصنيف الناس في المنطقة وقد تعايشوا وتصاهروا وتداخلوا منذ مئات السنين صنفوهم إلى أصليين ووافدين .. وربّ الكعبة هذه هي أفكار الحركة الشعبية في ضرب نسيج المجتمعات وإثارة نعرات القبيلة والعنصر!! انظر إلى معاوية الزيبق وهو مهندس وخريج جامعي ومسلم يفترض أن يعي بكليات إسلامه يتصل بأحد مواطني تقلي ويقول له قسمتم الاراضي للأجانب والوافدين ومعاوية يدري أو لا يدري أن الذي يخاطبه دعه هو أمه ولدت في «كراية» فما معنى مفهوم الوافدين؟ اذا كان الأمر يتم بهذا التداول الغريب فإن الناس هناك أيضاً يعرفون منشأ مصطلح «أبناء الحوش الكبير».. في مؤتمر العباسية قدم مقترح يتبنى مفهوم العمل على إجلاء بعض القبائل من المنطقة وكادت هذه التوصية تمر لولا اعتراض سامي أحمد ضيف الله، وهو محامٍ يعرف قانونياً خطورة هذه الفكرة على مستقبل التعايش السلمي والاجتماعي في المنطقة، اعترض على هذه الفكرة باعتبار أن الدولة لا يمكن أن توافق على هذه الخطيئة، ولذلك سحب هذا المقترح من توصيات المؤتمر على مضض .. ونسأل معاوية الزيبق وأحمد المنصور وآدم الخليفة ودكتور يوسف الناير، ونايل أحمدآدم، وعبد الباقي آدم، وفتحي عربي كيف يقرأون ويفهمون قول الله تعالى: «إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين»؟ بعضهم مازال يتشدق بأنه حركة إسلامية ومؤتمر وطني، بل إن أحدهم يدرس القرآن الكريم في جامعة القرآن الكريم، وآخرون كانوا معتمدين، هل تربية الحركة الإسلامية صارت عند البعض عبادة مصالح شخصية ولو جاءت على ظهر الحركة الشعبية والشيوعية والجمهوريين؟ الولاية الشرقية قادمة قادمة وهي مطلب جماهير المنطقة الشرقية، والجماهير هناك هي التي تضعكم في ميزان الولاء للمنطقة أو ضده، ولستم أنتم من تضعون مطالب جماهير المنطقة في كفة ميزانكم المائلة.