كشفت الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي، هشاشة السلطات بمحلية ريفي غرب كسلا التي لم تستطع احتواء الموقف الذي بدأ بمطالب مشروعة وتصاعدت الى ان قامت مجموعة من قبيلة الرشايدة بقفل الطريق القومي «كسلا - الخرطوم» وتحديداً في منطقة الحفاير التي لا تبعد عن مدينة كسلا الا بعض الكيلومترات، ما ادى الى تعطل حركة المرور وبعد مفاوضات تم فتح الطريق لفترة وجيزة ولم تلبث كثيراً حتى عادوا الى إغلاقه للمرة الثانية، ما أضطر الاجهزة الامنية التعامل معهم وتفريقهم بالقوة، حيث تم تبادل إطلاق النار وإصيب على إثره بعض المتظاهرين وتم نقلهم لمستشفى كسلا التعليمي. لعل هذه الاحداث تنذر بما بعدها خاصة وانها تأتي متزامنة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، وأعادت الى الاذهان مفردات وعبارات التهميش والاقصاء وغيرها من المفردات التي اطلقت شرارة الاحتجاجات الاولى لمناطق شرق السودان، حيث إن اغلب المتظاهرين والمحتجين الذين التقهم «الإنتباهة» تحدثوا عن تهميش المنطقة وعدم وجود تنمية بمناطقهم وإهمال حكومة الولاية لهم، مؤكدين انهم ومنذ فترة ليست بقليلة ظلوا يطالبون بتغيير معتمد المحلية الذي لم يقدم طوال فترة حكمه ما يشفع له، ولم تشهد المحلية في عهده أية مشروعات تنموية، ووصفوا مطالبهم بالمشروعة والمنطقية اذ لا تتعدى المطالبة بتوفير مياه صالحة للشرب وتوصيل خدمات الكهرباء، التي تمر بكافة مناطق المحلية دون ان يحظوا بنصيبهم منها هذا بجانب حديثهم عن الاهمال المتعمد في عدم تخطيط مناطق الرشايدة، واشاروا الى الاوضاع التي تشهدها اسواق الرشايدة حيث العديد من البرك والمستنقعات، مؤكدين انهم التمسوا من السلطات المحلية ولاكثر من مرة ردم سوق الحفائر، الا انها لم تحرك ساكناً، ذلك في الوقت الذي تتحصل فيه المحلية كافة الرسوم المفروضة واكدوا ان سعر برميل الماء وصل ل«15» جنيهاً فيما بلغ سعر الرغيفة الواحدة جنيه، كل هذه الاسباب ادت الى انفجار الوضع ودفعت بهم الى التعبير عن رفضهم على حد قولهم واكد عدد منهم انهم رفعوا مطالبهم لحكومة الولاية والمتمثلة في الشروع في تخطيط منطقة منكوت الحفائر، وتوصيل خدمات المياه والكهرباء لقرى الرشايدة وتوفير السلع والاحتياجات باسعار مدعومة .