شنت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات الايام الماضية بولاية كسلا استهدفت نشطاء قبيلة الرشايدة الذين تظاهروا الاسبوع الماضي امام قرية (الحفائر) مطالبين بتوفير الخدمات لمناطقهم ومعالجة التردي الصحي والبئيي. واعتقل جهاز الامن العشرات من ناشطي الرشايدة واطلق سراحهم، فيما اصدرت محكمة للنظام العام احكاما بالسجن لمدة (3) شهور علي 38 شخصا تم اعتقالهم من داخل قرية (الحفائر) عشوائياً اليوم الثاني للاحداث وهو يوم الاثنين الماضي. ويقضون عقوبتهم الآن بسجن كسلا. واعتقل جهاز الامن يوم الخميس الماضي الناطق باسم تنظيم الاسود الحرة عبيدالله حسن وتم تحويله للشرطة حيث اطلق سراحه بالضمان بعد توجيه تهم غير محددة ضده. وتقوم الاجهزة الامنية منذ الاسبوع الماضي بحملات مداهمات لقري الرشايدة وتفرض حصارا علي حركتهم التجارية مع التضييق علي انشطة الاهالي الاقتصادية. وانتقد عضو مجلس الولايات وممثل ولاية كسلا محمود محمد محمود، المعالجات التي شرعت فيها حكومة ولاية كسلا لمعالجة مشكلة الرشايدة واستخدامها القوة، ودعا الحكومة أن تضع معالجات جذرية لاجتثاث المشكلة نهائياً التي قال انها تتعلق بإحساس الرشايدة بالتهميش وانعدام التنمية بقراهم. وارجعت قيادات من حراك الرشايدة اسباب التظاهرات إلي ارتفاع اسعار الخبز والمياه وتردي البئية وانعدام الخدمات، واشاروا إلي انها اندلعت بشكل عفوي يوم الاحد الماضي بعد شجار للاهالي مع صاحب احد المخابز قام باستفزازهم. ونفوا ماروجت له بعض وسائل الاعلام الحكومية التي ذكرت ان المتظاهرين كانوا يحملون اسلحة، وكشفوا عن ان الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لمسلحين تعود لحراس ناظر الرشايدة الذي وصل لمنطقة التظاهر للوساطة واسهم في عودة المتظاهرين لقراهم وانسحاب القوات الامنية. وتفيد مصادر (الراكوبة) ان رئيس تنظيم الاسود الحرة مبروك مبارك سليم لايزال موجودا في كسلا لمحاولة احتواء الاحداث والوصول لاتفاق بين حكومة ولاية كسلا وناشطي الرشايدة، بينما توجه اليه اتهامات بان له ضلع في تأجيجها لتدعيم موقفه الذي تراجع كثيرا السنوات الماضية في الخرطوم ووسط الرشايدة. ووجهت اتهامات من قبل لمبروك بالشراكة مع والي كسلا محمد يوسف آدم وآخرين في القيام بعمليات تهريب واسعة عبر ارتريا شملت اناث الابل والضان وواردات ابرزها لعبة (الكوتشينة). في سياق متصل، شهدت قرية الحفائر (30 كيلومتر جنوب مدينة كسلا علي الطريق القومي) التي انطلقت منها الاحتجاجات حادثة غريبة يوم (الخميس) الماضي، فقد القي سكانها القبض علي مجموعة عسكرية ارترية تتكون من (6) اشخاص بكامل عتادهم وقاموا بتسليمهم للقوات المسلحة. وكان الاهالي قد تفاجاوا بوجود المجموعة داخل سوق المنطقة وعندما هرعوا لمعسكري الامن والشرطة ردوا عليهم بان هذا ليس من اختصاصهم، واضطر الاهالي من ثم للتعامل مع المجموعة والقوا عليها القبض خوفا من ان يكون هناك مايدبر ضدهم باستغلال تلك الاحداث. وتشير التحريات إلي أن المجموعة الارترية دخلت الحدود السودانية بالخطأ وليس هناك مؤشر علي انها كانت تزمع تنفيذ عمليات عسكرية داخل الاراضي السودانية.