المتأمل والدارس لما يدور في المحيط العالمي من أحداث يدرك مدى الصراعات والمنازعات والأزمات التي ألمت بكل مكونات الحياة العصرية من حكومات وشركات ومنظمات... اهتز عرش القناعات التقليدية ودب الخوف والرعب في قلوب الكثيرين من المصير المجهول... وبدأت رحلة البحث عن الأمن والأمان والاستقرار واقعاً إنسانياً غاية في الأهمية... يقول أحد العلماء (إن إهمال مؤسساتنا الاجتماعية للفردية مسؤول أيضاً عن ضمور الراشدين، لأن الإنسان لا يحتمل، دون أضرار، طريقة الحياة وتشابه العمل السخيف المفروض على موظفي وعمال المكاتب والمصانع، وعلى جميع من يساهمون في الإنتاج الضخم... كما أن الإنسان وحيد وكأنما هو يصنع في المدن العصرية الهائلة.. إنه خلاصة اقتصادية.. وحدة في القطيع.. إنه يتخلى عن فرديته، لا مسؤولية عليه ولا كبرياء لديه.. وعلى رأس هذه الجمهرة الكبيرة يقف الأغنيا والساسة الأقوياء، واللصوص، أما الآخرون فهم فقط ذرات من التراب لا قيمة لها.. صدق الحق القائل: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً «103» الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً «104» أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً «105») الكهف. إن القضية الجوهرية للمدارس الفكرية تمركزت حول الزمن والاستقرار والتنمية، فهي قضية علمية وأدبية بكل ما تحمل هذه الكلمات من أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية. ومن أجل أمن واستقرار وتنمية الديار السودانية نناشد وندعو الأبرار الأوفياء إلى الالتفاف حول مراكز البحث العلمي ودعمها بقوة لتكون منارةً ومركز إشعاع ينير قلوب الجميع بإذن الله. وأخيراً نختتم المقال بقول الله تعالى: (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين «67» يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون «68» الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين «69») الزخرف.