رغم العزلة والحصار الاقتصادي المفروض علي السودان لعقدين من الزمان والتي كان لها اثار اقتصادية كبيرة ادت حتما الي حرمان السودان من حقوقه في الحصول علي التمويل من المؤسسات الدولية وكان الحصار ايضا خصما على انسان بلادي والقصور الواضح في كيفية اكمال مشروعات التنمية والبني التحتية ولكن رغم ذلك سعت الحكومة ممثله في اجهزتها المختلفة الي الدفع بمسيرة السودان سياسيا واقتصاديا من خلال الانفتاح علي الدول العربية والاسيوية الصديقة التي ساندت السودان ابان تلك الفترة الحرجة وعلي راس تلك الدول الصين والهند وماليزيا والسعودية والكويت وقطر وعدد من الدول لا يتسع المجال لذكرها ومؤخرا اتجهت الدولة في سياساتها الرامية لفتح ابواب التعاون مع الدول الاوروبية لتنمية علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية خاصة دولة بلاروسيا وتجري الترتيبات داخل اروقة المجلس الوطني بمتابعة كثيفة من نائب رئيس المجلس د. عيسى بشرى وعدد من وزارء القطاع الاقتصادي (وزر اء المالية والزراعة والصناعة والبنك الزراعي ومصارف وبنوك تجارية) وتجري الترتيبات لاستقبال وفد رفيع المستوي من دولة بلاروسيا يضم كوادر وخبرات متنوعة في عدد من المجالات للتوقيع علي مذكرات تفاهم واتفاقيات في المجال الزراعي والصناعي وكان وتم اختيار التجربة البلاروسية لانها واجهت حصارا اقتصاديا شبيها بالذي واجهه السودان واستطاعت العبور من الازمة الاقتصادية الي بر الامان وتحقيق غاياتها وقد تعهدت بلاروسيا بفتح ابوابها للتعاون مع السودان في كافة المجالات وتقدمت بمقترحات لمشروعات في المجال الزراعي والتصنيع والتجارة يجري التباحث حولها للموافقة عليها بعد زيارة الوفد البلاروسي الي البلاد في اليومين القادمين واتفق كل من نائب رئيس المجلس الوطني ومن رافقه من الوزراء في الاجتماع الذي عقد امس الاول بالمجلس علي اهمية تنمية العلاقات مع بلاروسيا واتخاذها شريكا وحليفا استراتيجيا بما ان السودان يمثل لها الباب الواسع والمدخل الي قارة افريقيا واهم النتائج المتوقعة من الاتفاقيات التي يجري توقيعها لاحقا تصنيع وتجميع التراكتورات والاليات الزراعية بالسودان من قبل شركات بلاروسية مما يعد فتحا للقطاع الزراعي بتقليل التكلفة وتوفير الاليات باسعار مناسبة وايضا تدريب الكوادر والمهندسين والمعروف ان بلاروسيا ثالث اكبر دولة مصنعة للاسمدة الفسفورية في العالم وهذا يمثل عاملا مساعدا للقطاع الزراعي بالبلاد بجانب العمل في مجال الصوامع ومن المتوقع ان يتم استيراد مايقدر ب200 الي 300 جرار زراعي بلاروسي للزراعة في السودان عبر البنك الزراعي وقد تم التوصل الي اتفاق مع اكبر بنكين في بلاروسيا لتمويل مشروعات مشتركة والحصول علي تسهيلات في الاجراءات المصرفية والتعاون المصرفي بين البلدين. ودفع الوزراء الذين ضمهم اجتماع المجلس الوطني بمقترحاتهم لتوسيع افاق التعاون المشترك بين السودان وبلاروسيا كل في المجال الذي يعنيه بعد قيامهم مؤخرا بزيارة الي بلاروسيا للتعرف علي المجالات والمشروعات التي يمكن ان يتم التعاون المشترك فيها وتاخذ العلاقات بين البلدين بعدا رسميا كبيرا خاصة في ظل وجود لجنة وزارية مشتركة يتراسها وزير النفط تمت الاشار الي ضرورة تفعيلها واكد د. عيسي ان رئيس وزراء دولة بلاروسيا سوف يأتي زائرا السودان في النصف الاول من العام المقبل في اطار تقوية العلاقات الدبلوماسية والسياسة والاقتصادية بين البلدين ومن خلال محضر الاجتماع نخلص الي ان السودان علي اعتاب مرحله جديدة من العلاقات الثنائية مع دول اوروبا خاصة الدول التي يمكن ان تساند السودان في كافة المحافل الدولية والاقليمية وتكون شريكاً استراتيجياً مهماً يدفع بمستقبل زاهر للاقتصاد الوطني والخروج به من نفق الازمة الاقتصادية بجلب الصناعات والتقانات الي السودان والدخول في شراكات اقتصادية قوية تفتح ابواب اوسع يمكن النفوذ من خلالها لمجالات ارحب.