العاصمة العومية أو قل العائمة القومية تتحول في فصل الخريف إلى برك ومستنقعات ، لذلك نقترح على زائريها وعابريها وقاطنيها أخذ دورات تدريبية عاجلة(عائمة) في فن (الخواضة) مع اكتساب خبرات عملية في لعبة (أرنب نط...تراني بنط) بعد بعث هذه اللعبة المندثرة من جديد. بهذه المناسبة الخريفية الجليلة تفتح أسراب البعوض والذباب ومن طار طيرانها من المجموعة الحشرية العاضة والماصة والقارصة والقارضة...تفتح أبواب معسكراتها الموسمية الخريفية استعداداً لفرض عقوبات عضعضية على البشرية السودانية. انتشرت هذه الأيام الحفلات الضفدعية المسائية بعد أن نصب الخريف في كل ميدان بركة طملية تقوم فرق الضفادع النقنقية بإحياء حفلاتها عليها...والملاحظ أن موسيقا الضفادع لا كسرة فيها ولا(شترة) أما نقيقها فمن البلاغة بمكان ، مما يدل على أن الضفادع لا تعرف الغناء الهابط ، بل غناؤها دوماً صاعد إلى عنان السماء فهنيئاً لنا ، سنستمتع بغناء صاعد ينسينا (هبطان)غنائنا. عجيب أمر هذا الخريف...فهو دائماً يفاجئنا ويأتينا بالعجب العجاب، ويدخل علينا قبل أن نكمل استعداداتنا...تهطل علينا الأمطار من أعلى ، ويأتينا الفيضان من ناحية ، والسيول من الأخرى ... مش كان أحسن ينتظر شوية عشرة عشرين سنة كدا لحدي ما المسؤولين ينتهوا من القضايا المهمة أول حاجة عشان يتفرغوا للخريف؟!